فعليّاً وعمليّاً لم يأتِ نصر الله بجديد. قال ما نعرفه جميعاً وما شاهدناه بأمّ العين عبر الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، وما قرأناه وسمعناه من محلّلين عسكريين واستراتيجيين منذ أيام "طوفان الأقصى" الأولى، وقد مرّ شهر إلا أياماً عليها. الحزب يشغل العدوّ الإسرائيلي على جبهته الشمالية، لئلا يتفرّغ كلّياً لغزّة.
لم يطمئن نصر الله أهل الجنوب ولبنان. قال إنّ الاحتمالات كلّها مفتوحة، والخيارات كلّها مطروحة، ومن الممكن أن يذهب إليها في أيّ وقت من الأوقات. الأرجح بعد كلام كهذا أنّ من نزح لن يعود، ومن بقي صامداً ومرابطاً في انتظار الخطاب سيبقى على ما هو عليه.عمليّاً، ثمّة سؤال يطرح نفسه بنفسه: ما الذي تغيّر بعد خطاب السيّد، عمّا كان قبله؟لا شيء.
لا هو وسّع الاشتباكات، ولا هو أوقفها. جلّ ما فعله أنّه لم يقع في ما وقع فيه عدوّه. لم يرفع سقف أهدافه، ولم يربطها بردّ محدّد. وحدها معادلة العودة إلى مدنيين مقابل مدنيين، هي ما لوّح به. وهذا يعني إلى عبارة "قواعد اشتباك" وقد عفا عليها الزمن بعد صدور القرار 1701.
تحدّث عن غموض بنّاء. "غموض بنّاء" إيراني، في مواجهة "فوضى خلّاقة" أميركية.
المصدر: اساس