الناشطة الحقوقية والمرشحة السابقة للانتخابات البرلمانية -
المستشارة القانونية للمنظمة العالمية للسلام والامن والإنسانية( .I.O.P.S.H )
ورئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات
أنديرا سمير الزهيري
28 - 8 -2021
وفي حديث أجرته مجلة " Opine Digest " الالكترونية معها حول تطور مشاركة المرأة اللبنانية في المعترك السياسي.
لا شك أن التطورات في المنظومة الفكرية والثقاقية في العالم التي إرتكزت على أهمية تفعيل دور المراة وتمكينها ودعمها في حقوقها الانسانية الدستورية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها لها أثر ووقع كبيرعلى كافة الصعد وذلك وفق معايير وأسس تحقق التوازن والنمو والدعم الاقتصادي . وأثبت الدراسات أن دورالمرأة وتمكينها ودعمها يشكل ركيزة إقتصادية داعمة لها تأثير على إدارة البلاد وعلى تطوير التنمية المستدامة.
-هل تعتقدين ان للمراة دور مهم في المعترك السياسي؟
صحيح إن موضوع مشاركة المرأة في صنع القرار مازال يشكل للبعض موضوع جدل ولكن من جهة أخرى هو يهم الناشطين في القضايا الحقوقية والمواطنة.
صحيح إننا ما زلنا نشهد في المنطقة العربية دفع خجول لتحفيز دور المرأة إلا أنه أصبح هناك أصداء ممن يعتبر أن دورها أساسي في حفظ الامن والأمان.
برأينا الشخصي ، أصبح يحتم علينا ان ننظر إليها على انها عنصر أساسي وشريك فعال من أجل النهوض بالوطن ،ولم يعد من المنطق أن نقف عند ما يسمى ب "كوتا" أو تحديد عدد معين لتمثيلها في منصب معين ، لقد حان الوقت للنظر ألى ما يمكن أن يقدمه المرشح /ة من برنامج إنتخابي أو مشروع إنمائي وعمل يحدد بموجبه الجدارة والكفاءة تحت معيارالمساواة الجندرية ، لذلك آن الأوان yلى أن نغير طريقة طرحنا للاسئلة التقليدية التي تسأل عنها المرأة في أي برنامج أو لقاء أو إجتماع ( حول شكلها طبخها وهل هذا يساعدك في نجاحك... الخ..) ولقد آن الأوان أن نسألها ما هو برنامجك السياسي وما هي الحلول لديكي وما يمكنك تقدميه كمشروع انمائي لوطنك . وهنا سوف تبرز أهمية دورها وريادتها وشخصياتها وحضورها ومعرفتها وثقافتها.
- ما هي الصعوبات التي واجهتيها عند ترشحك لانتخابات البرلماينة 2018؟
حدثوا ولا حرج، ساكون صريحة أكثر وأتكلم بطريقة واضحة وجريئة ، قد يكون واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات والمضايقات، إلا أنني من الأشخاص الذين دائما ينظرون الى الأمور من الناحية الإيجابية ، لم يكن هدفي يوماً أو طموحي منصب او إشغال مركز معين، وأعتذر من كلمة أنا، أن اكثر ما شجعني لاخطو تلك الخطوة هي تلك الأمور التي آلت اليها الأوضاع من تهميش والتمادي في التجاوزات لمخالفة الأنظمة والقوانيين والعشوائية في سن القوانين التي أصبحت تفصل حسب حاجة المسؤول وعلى قياسه تحت تسويات أتت على حساب المواطن والدستور وحقوق الانسان.
الصعوبات معروفة للأسف لم تقف فقط على عبارات التنمر أو التحقير والعبارات المهينة المحقرة بحق المرأة وسمعتها ، لست ممن يفاضلون المرأة على الرجل إنما اعتبرهما عنصران متكاملان من أجل النهوض بوطن قائم على شراكة حقيقية بين كل من النساء والرجال مع الاخذ بعين الاعتبار الكفاءة والجدراة.
فمواجهة هذه الصعوبات هي ثورة المرأة على نفسها وكسر القيود والتقليد الذي حرمها من حقها الإنساني وحقها كمواطنة وتطبيقاً للدستور والمساواة في الحقوق والواجبات لاأكثر ولا أقل والكف عن إعتبارها شخص من درجة ثانية او ثالثة .
-كيف تجرأتي وإتخذتي قرارك بالترشح؟
قد لا تصدقون، إن موضوع ترشحي جاء نتيجة عرضية ولنقول صدفة وخصوصاً بعد إنتعاضي من الوضع الراهن وما يسمى بوهم حق المواطن ، فقررت قبول عرض خضوعي للانتخابات رغم أتني لست ناشطة سياسية بالمعنى المعتارف عليه ، إلا ان الأنشطة الحقوقية والمدنية والقانونية والعمل الاجتماعي كل تلك الامور التي قمت بها عبر السنوات ساعدتني كثيراً ، فأعتبرت هذا الترشح رسالة ديمقراطية للتعبير عن رفضي لحالة شاذة ولمفهوم التبعية العمياء.
المضحك في الموضوع أنني حيث إتخذت القرار كنت في المنزل لم اجد نفسي سوى متوجهة في سيارتي نحو وزارة الداخلية قسم شؤون السياسية وأقوم بتسجيل ترشحي وهنا كانت المفاجاة، عدت الى المنزل لاقول لامي وأبي أنني قدمت طلب ترشحي للانتخابات ، أمي لم تكترث واعتبرتها من باب المزاح ولم تهتم، أبي ضحك وتبسم فبادر بالقول حتى لو لم تنتجي جرأتك هذه هي نجاح بحد ذاته واستطرد أنت لست فقط كأنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند بل أنت أهم منها، التفتت امي وقالت انت لست حزبية لن تلقي من يدعمك، أجبتها بوضوح " ترشحي رسالة ترتكز على حقي كعنصر نسائي حقها الطبيعي ان أوجه رسالتي وحقي كدرزية بيروتية أن يكون هذا المقعد الوحيد في بيروت لدروز بيروت لان كل شخص يعلم تماما حاجة منطقته . ومن جهة اخرى كان لي قضية أحملها منذ سنين هي قضية حقوق المالكين القدامى وظلم هذا القانون بالإضافة إلى حقوق ذوي الإرادة الصلبة. وإعتبرت أن جرأتي للترشح ستفتح الباب وتمهد الطريق لمن سيأتي من بعدنا ليقول لا للخطأ ليطالب بحق المواطن وليحاسب كل من يقصر بحق المواطن والشعب وفق الأطر القانونية والإنسانية المتعارف عليها.
-وفق قانون الانتخابات النيابية لا يمكن ان يقبل الترشيح إذا لم يكون ضمن لائحة مؤلفة من عدد معين من المرشحين، كيف تمكنت من الانضمام الى اللائحة التي ترشحتي معها؟
ستأكلم عن الأمور كما هي ، صراحة عندما تم قبول طلب ترشحي كثرت الاتصالات التي عرضت علي أن أنضم الى لائحتها، حرصت أن اتجنب لوائح حزبية، اكثر ما عجبني بالموضوع أن أحدى المرشحات التي كانت تقوم بتاليف لائحة نسائية وتواصلت معي وعرضت عليي ان أكون من ضمن هذه اللائحة اعتبرت ان هذه اللائحة ستكون عابرة للطوائف والأحزاب وسيكون لها وقع مميز.
الا إن حسب ما اكتشفته برأي الشخصي أن طموحها الشخصي أكبر من القضية والرسالة... فتخلت دون تبرير رغم انني حاولت أن أبقى داعمة ومؤيدة لها لاخر لحظة لعدة نواح..وصراحة إن معظم اللوائح كانت كالافخاخ ، فاللائحة التي انضميت إليها كما يقال نقشت آخر لحظة بإعتبار انها لا حزبية ولا مجمتع مدني إتخذت طابع العائلات البيروتية مؤلفة من 11 مرشح وكوني إبنة بيروت ونفوسي في الدائرة الثانية قبلت هذه المغامرة، والمضحك إن وُغِدنا بتمويل اللائحة لكن للأسف كانت مجرد كلام، ولكن سبق وأن قلت انا قبلت الاستمرار ولا تراجع وهدفي توجيه رسالة للفئة الشبابية سواء كانت حزبية أوغير حزبية على أننا بحاجة للتغير وقد تحملت مصاريف حملتي بنفسي. بالرغم ما حدث من تلاعب وسرقة أصوات وبدع معينة والمضايقات والملامات... لقد تمكنت من فرض ما اؤمن به بطريقة سلسة غير مستفزة وقد تم دعمنا من جمعيات التي وجهت النساء ودعمتها دور إيجابي خلال مرحلة الانتخابات.
-هل تعيدين تجربة الترشح للانتخابات النيابية؟
صراحة ليست من ضمن تطلعاتي أو أهدافي بالرغم أن الكثير من الناشطين والمقربين والاصدقاء يطالبونني أن أترشح من جديد للانتخابات المقبلة، بحكم نشاطي وعملي المستمر في العمل الاجتماعي والحقوقي وبحكم قولهم أنها فرصتي لان الناس سئمت كل هذه الطبقة السياسية وبحاجة إلى دم جديد ووجوه جديدة، لكن صراحة لا نية لي في هذا التوجه، التغيير سيحصل عاجلاً أم آجلاً ، هناك فئة كبيرة من الجيل الجديد لديه الكفاءة والطموح والاهداف والمستقبل سيقوم بهذه المهمة، أما أنا مستمرة بدوري كناشطة حقوقية أتبنى القضايا الإنسانية وأدعمها على طريقتي وضمن إمكانياتي... وعسى هذه المرة سيحصل التغيير الذي نرجوه للبنان وللشعب اللبناني.
-من خلال تجربتك الانتخابية ما هي النصائح التي توجهينها لمرشحي الجيل الجديد؟
أولاً أعود وأكرر، سواء كانوا من المرشحين الحزبين او غير الحزبين في النهاية هذا حق طبيعي لكل إنسان ولكن لتكن قناعات وطنية تخرج عن النطاق الضيق والمحاصات ليكن لديهم برنامح إنمائي إقتصادي و المعرفة الجدية للحقوق الواجبات وإحترامها، و التحضير المبسق للحملة و إختيار المجموعة التي تتكيف مع توجهاتهم ، صراحة لا أعلم أي قانون إنتخاب سيطبق عند الاستحقاقات الجديدة، لكن المسلمات هي القضية والإصرار وإحترام المعاييير الإنسانية والتمسك بتطبيق القوانيين وإثبات الجدارة والكفاءة و ليست الواسطة والمحسوبيات...
أتمنى ان يتم كسر قيود الثقافات الخاطئة والتصرفات التي تخالف الدستورو الاهتمام بالمعايير التي تبني وطن وتؤسس لاجيال أفضل وتشجع عودة المغترب الى أرضه وبلاده.
بصفتك رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات ما الدور الذي تقومين به؟
بحكم مشاركاتي طويلة الأمد في الجمعيات والهيئات المحلية والدولية التي تتبنى القضايا المحقة والإنسانية ، وبحكم حرصي على معالجة المواضيع بطريقة موضوعية أقرب منها إلى المعايير العادلة والإنسانية والتي تحرص أن لا يتم التعدي بموجبها على أي حق من الحقوق. أرى بحكم أهداف هذه الهيئة التي أحرص مع الاعضاء الذين يضمون مجموعة من المتخصصين حيث نعمل وإياهم على معالجة الأمور من خلال الدراسات والإحصاءات ومشاريع واقتراحات لقوانيين تحل المشاكل التي تعنى بحقوق المواطن وبحق الانسان سواء لجهة حماية الملكية الفردية او الأبنية الصديقة للبيئة أو لجهة الاهتمام بحقوق ذوي الإرادة الخاصة وتوافر المعايير التي تسهل دمجهم في المجتمع من خلال تطوير قوانيين تعنى بالعمارة والبناء أو حتى مراقبة مدى إنطباق معايير السلامة العامة وإيجاد حلول لقوانيين الإيجارات القديمة والعمل والسعي لارساء التوعية والتوجيه والحد من التعديات والتجاوزات التي يقوم بها بعض المواطنين لجهلهم بالقانون وإرشادهم لحقوقهم وواجباتهم وحرصاً منا على سلامتهم وسلامة املاكهم وحقوقهم الإنسانية والدستورية.
بصفتكم المستشارة القانونية للمنظمة العالمية للسلام والامن والإنسانية( .I.O.P.S.H ) ممكن أن تطلعينا بشكل مختصر عن هذه المنظمة ؟
أولاً كما يظهر إسمها إنها منظمة مثل أي منظمة تعنى بشؤون وحقوق الانسان، واهدافها معروفة وترتكز على الحقوق اللصيقة بالانسان و على أمنه وسلامته وفق المعايير التي تحفظ كرامته وحريته وتحميه من المخاطر التي تشكل خطراً على حياته وامنه وسلامته. وأود من هنا أن اشكر القيمين على تلك المنظمة للمسؤولية التي أوكلوني بها ونتمنى أن نقوم بواجبنا في تطوير القوانيين التي تحمي الانسان حيث مبدأ العدالة والمساواة و لا فرق ولا تمييز ( لونه أو بشرته أو جنسه أو معتقده ...) وأن نؤدي رسالتنا على أكمل وجه كما نؤمن بها.
كلمة أخيرة ترغبين إضافتها؟
أولاً أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لمجلة " Opine Digest" الالكترونية وللقيمين عليها، لما تقوم به من نشر مواضيع ذات قيمة علمية وثقافية وإقتصادية وأجتماعية وحرصها على إحترام الفكر والرأي والرأي الاخر ضمن إطار حرية التعبير المتعارف عليها في الشرعات الدولية وحقوق الانسان . ونضيف ونأمل أن يتخطى لبنان هذه المرحلة الصعبة على كافة المعايير والصعد،خصوصاُ أن هذا البلد يتمتع بكافة المعايير التي تخوله أن يكون من البلدان المتقدمة في كافة المجالات.