الشيخ المؤرخ مكرم المصري -7 - 5- 2022
يعتقد عدد من العلماء والمؤرخين وبحسب الدراسات القديمة أنه منذ حوالي 11,000 سنة، بدأ الناس في الشرق الأوسط أولى الخطوات تجاه الزراعة، وكانت حبة القمح واحدة من أولى النباتات التي زرعوها.
فإلى جانب الذرة والأرز، لا توجد حبوب أخرى أهم من القمح في التغذية العالمية، إذ يؤمن "قمح الخبر" وحده، 20 في المائة من السعرات الحرارية المستهلكة في العالم.
يعد القمح (بعد الشعير) من أقدم أنواع الحبوب المزروعة. وتعود أصول أقدم أنواعه إلى مناطق أوراسيا، بالإضافة إلى شمال شبه الجزيرة العربية والعراق وإيران وسوريا. وقد كان لدى المصريين القدماء أيضاً غرف خاصة لصنع الخبز قبل 6000 عام.
هناك نوعان من القمح:
أولاً القمح القاسي:
القمح القاسي يحتاج إلى درجات حرارة عالية ويزرع بشكل رئيسي في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى. وتُصنع منه المعكرونة والسميد والبرغل. ويعرف القمح القاسي بلونه الاصفر.
ثانيًا القمح الطري:
القمح الطري ، والذي يعرف بقمح الخبز، فيزرع في المناطق المعتدلة، ويستخدم بشكل أساسي في الخبز والعديد من المخبوزات والمعجنات الأخرى، مثل الباغيت الفرنسي والتوست الإنجليزي والخبز التركي أو المصري أو الخبز الهندي "نان".
ويحتاج القمح إلى العديد من العناصر الغذائية ولذلك تعتبر التربة الطينية الثقيلة والغنية بالمغذيات ذات السعة المائية العالمية مثالية لزراعة القمح. ولهذا تعتبر التربة السوداء الخصبة في أوكرانيا وروسيا مناسبة تماماً لزراعته.
فوائد القمح:
يقول المعلم الشهيد كمال جنبلاط في كتابه كن طبيب نفسك العلاج بعشب القمح إصدار الدار التقدمية، أن للقمح العديد من الفوائد الصحية المذهلة، وخاصةً عند تناول منتجات القمح المصنوعة من الحبوب الكاملة، وفي ما يأتي أهم هذه الفوائد:
1. زيادة طاقة وحيوية الجسم
تعد حبوب القمح الكاملة مصدرًا جيدًا لفيتامينات المجموعة ب (Vitamins B complex)، والتي تساعد على زيادة مستويات الطاقة في الجسم، وتحسين وظائف الدماغ.
2. تحسين عمليات الأيض
يساعد محتوى القمح من الألياف الغذائية على تعزيز عملية الهضم وتحسينها بالإضافة لتحسين عمليات الأيض المختلفة في الجسم.
كما أن تناول القمح الكامل بانتظام يساعد على: منع الإصابة بأي أمراض متعلقة بعمليات الأيض، مثل:
- السمنة.
-منع تراكم الدهون الثلاثية.
- خفض مستويات الكولسترول الضار في الجسم.
3. الحماية من حصى المرارة
من فوائد القمح أنه يُساهم في حماية المرارة من الحصى، وذلك لأن القمح هو أحد أنواع الحبوب الغنية بالألياف، والذي تناوله بانتظام يساعد على إبطاء عملية الهضم، والتخفيف من العصارات الصفراوية، والتي تساهم كثرتها في تكوين حصى المرارة.
4. تحسين صحة جهاز الدوران
تحتوي حبوب القمح الكاملة على مركبات نباتية معينة وهامة تساعد على:
- حماية القلب من الأمراض، وخاصةً النوبة القلبية.
- خفض ضغط الدم المرتفع.
- تخفيف تصلب الشرايين.
5. خفض الإصابة بمرض السكري
من فوائد القمح الهامة أنه غني بالمغنيسيوم الذي يدخل في تكوين عدد كبير من الأنزيمات في الجسم، والتي تساعد على التحكم بعمليات إنتاج الغلوكوز والأنسولين. قد ُأثبت أن للقمح دور كبير في السيطرة على مستويات سكر الدم عمومًا، والحفاظ عليها في حدود صحية، الأمر الذي يجعله مفيدًا بشكل خاص لمرضى السكري.
6. فوائد أخرى
من فوائد القمح المحتملة الأخرى، أنه قد يُساهم في كل مما يأتي:
-تخفيف حدة الالتهابات المزمنة.
- تقليل إحتمالية الإصابة بسرطان القولون.
- حماية الأطفال من الربو.
- تنظيف الكبد من السموم.
- تحسين صحة بكتيريا الأمعاء الجيدة.
- حماية الدماغ من مرض الزهايمر.
- حماية الجلد من السرطان، وعلامات التقدم في العمر.
- تحسين صحة ومظهر الشعر.
- حماية العيون من مرض التنكس البقعي.
فوائد القمح لصحة النساء
إن القمح يُقدم عدة فوائد تختص بالنساء، ومن أبرزها الآتي:
المساعدة في مقاومة سرطان الثدي.
المساهمة في الحفاظ على صحة الجنين أثناء حمل المرأة وحمايتها من أي مشكلات خلال فترات الحمل والرضاعة، وذلك بسبب غنى القمح بحمض الفوليك وفيتامينات المجموعة ب.
تحسين صحة المرأة في سن اليأس، وذلك من خلال:
- الحماية من خلل الهرمونات.
- الحماية من زيادة الوزن.
- التخفيف من الأعراض المزعجة المرافقة لسن اليأس.
كما يحتوي القمح على كميات جيدة من البروتينات، والأملاح، والمنغنيز، واليود، والنحاس، وفيتامين هـ (Vitamin E).
أضرار القمح
اذا كان هناك عدة فوائد لحبة القمح، إلا أن تناوله لا يخلو من بعض المحاذير والأضرار التي يجب إدراكها، فالقمح قد يؤدي إلى:
- إصابة البعض برد فعل تحسسي، الأمر الذي قد يسبب ظهور أعراض، مثل: الحكة، والأكزيما، والطفح الجلدي.
- التسبب بمشكلات صحية، مثل: حصى الكلى، والنقرس.
- تقليل امتصاص بعض العناصر الغذائية، مثل: الزنك والحديد.
كما يجب الحذر من تناول القمح من قبل الفئات الآتية:
- المصابين بالداء الزلاقي.
- الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين.
- المصابين بمتلازمة القولون العصبي.
في الختام سوف أذكر حكمة تاريخية كان يقولها المعلم الشهيد كمال بك جنبلاط ان الإنسان هو الانسان التاريخي، ذو التراث المتصل الواحد الذي لا ينفصل ماضيه عن حاضره وعن مستقبله، في فعل استبطان الحاضر في الماضي دائمًا وأبدًا في سياق شرعة السببية وتحقيقها" إنما أعمالكم ترد اليكم ". فالقول الشائع بالإنسان الجديد في معنى انقطاع الصلة بالتقليد، وكل حضارة هي تقليد، وإنما الحضارة الأصلية هي تقليد يتجدّد في ضوء إختبار الحاضر هو محاولة جدباء وغير حضارية، لأن ما ثبت سلامته في الماضي عبر اختبار الإنسان الطويل المديد، لا يمكن أن يظهر خطأه بالسذاجة التي يتصورها بعضٌ من الرافضين…
والحضارة الحقّ اختيار وانتقاء متواصل يزيد في تنمية التقليد، في تصويبه وتطويره، ولا يقضي عليه أو ينفيه.