تقرير السلامة المرورية العالمية - مراكش

سعاد الناصري منشطة و مدربة معتمدة في السلامة الطرقية 
باحثة في علم النفس السريري و علم نفس السائقين


تقرير حول المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية – مراكش 2025


انعقد المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية في مراكش خلال الفترة من 18 إلى 20 فبراير 2025 تحت شعار "الالتزام من أجل الحياة"، بحضور أكثر من 2700 مشارك من مختلف أنحاء العالم، من بينهم وزراء وخبراء وباحثون وممثلون عن القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.

 وقد تشرفتُ بدعوة من الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية ( NARSA)لحضور هذا الحدث الهام بصفتي منشِّطة في مجال السلامة الطرقية وباحثة متخصصة في سلوكيات السائقين.
يأتي هذا المؤتمر في إطار استكمال الجهود المبذولة لتحقيق أهداف عقد العمل من أجل السلامة الطرقية 2021-2030، والذي أطلقته الأمم المتحدة بهدف تقليص عدد الحوادث والضحايا على الطرقات بشكل كبير.وقد تم التركيز خلال هذا اللقاء على تقييم التقدم المحرز منذ آخر مؤتمر وزاري عالمي، وتجديد الالتزام بتعزيز السياسات والإجراءات الرامية إلى تحسين السلامة الطرقية.

أحد أبرز محاور النقاش كان أهمية وضع إطار قانوني قوي وسياسات عمومية فعالة لضمان تحسين السلامة الطرقية. كما أبرزت مداخلات العديد من الخبراء التأثير الإيجابي للإصلاحات التشريعية والاستراتيجيات الوقائية التي طبّقتها بعض الدول، خاصة تلك التي نجحت في تقليص عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير بشكل ملحوظ.
كما حظيت التكنولوجيا الحديثة باهتمام خاص خلال المؤتمر، حيث تم استعراض دور الذكاء الاصطناعي، وأنظمة المساعدة المتقدمة للسائق، وجمع البيانات في الوقت الفعلي في الحد من الحوادث وتحسين إدارة حركة المرور.
وقد كان لهذا المؤتمر أهمية خاصة بالنسبة للقارة الإفريقية، حيث تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المنطقة في مجال السلامة الطرقية، من حيث البنية التحتية، والتشريعات، وبرامج التوعية، مع التأكيد على الحاجة إلى إيجاد حلول تتناسب مع خصوصيات السياق الإفريقي.
في هذا الإطار، سنحت لي الفرصة كمختصة في دراسة سلوكيات السائقين لعرض أبحاثي المتعلقة بتأثير العوامل النفسية والاجتماعية على السلوكيات المرورية في المغرب. وقد أكدتُ خلال مداخلتي على أهمية تعزيز التربية على السلامة الطرقية منذ سن مبكرة، وضرورة اعتماد برامج تدريب مستمرة للسائقين المهنيين، بالإضافة إلى تصميم حملات توعوية تعتمد على التأثير العاطفي بهدف إحداث تغيير إيجابي ومستدام في السلوكيات الخطرة على الطرقات.
وقد أسفرت النقاشات عن عدد من التوصيات الهامة، من بينها:
1. تعزيز التربية الطرقية عبر إدماج برامج موجهة لمختلف الفئات العمرية تراعي الخصوصيات الثقافية لكل بلد

.2. تحسين البنية التحتية للطرق، من خلال التركيز على النقاط السوداء الأكثر خطورة وضمان صيانتها بشكل دوري.

3. تشديد تطبيق القوانين الحالية، عبر فرض عقوبات أكثر صرامة على المخالفات الجسيمة.

4. تشجيع البحث العلمي والابتكار، من خلال دعم تطوير الحلول التكنولوجية الحديثة لتعزيز السلامة الطرقية.

لقد كان هذا المؤتمر فرصة قيّمة للتفاعل مع الخبراء الدوليين والمساهمة في النقاشات حول أفضل الممارسات العالمية في مجال السلامة الطرقية. كما أكد على ضرورة تضافر الجهود بين مختلف الأطراف المعنية من أجل تحسين السلامة على الطرق وضمان بيئة مرورية أكثر أمانًا للجميع.