سهيل حاطوم - 22- 7-2023
يمتلك الفنان والناقد التشكيلي عامر سليم الخطيب أسلوبا فنيا متميزا وبصمة فنية متفردة ومخزونا ثقافيا وبصريا غنيا استطاع من خلاله تحويل الموروث السوري القديم إلى لوحات فنية في غاية الروعة والجمال.
التشكيلي الخطيب ابن قرية شعف بريف السويداء الشرقي والذي يعتبر أحد أعلام الحركة التشكيلية السورية والعربية المعاصرة يرى أن الفن رسالة اجتماعية و أخلاقية ووطنية تراثية وإنسانية ليس لها إطار أو حدود وتسعى دائماً نحو مفاهيم الحب والحق والجمال وأن المدارس الفنية ليست ملزمة للفن والإبداع بل هي قوالب ابتكرها الباحثون والنقاد.
ومن خلال ألوانه ورسمه بريشته المفعمة بالمحبة لبلده تمكن التشكيلي الخطيب من تجسيد الواقع دون تزييف حيث يشعر كل من ينظر إلى لوحاته وألوانه بأنه يخاطبه ليوصل له مفهوما له قيمة ومعنى ويبدع في نقل الصورة حتى لو كانت من خياله فترى في اللوحة أكثر من معنى وتأخذك ألوانه وخطوطه التي يرسمها بحرفية ودقة عالية إلى الحقيقة حتى لو كانت من نسج خياله .
وخلال مسيرته الفنية الغنية أبدع التشكيلي الخطيب عشرات اللوحات الفنية التي تعبر عن قيم الأصالة والتراث وتؤرخ للحياة السورية عامة وتفاصيل الحياة في جبل العرب ورجالات الثورة السورية الكبرى بقيادة المغفور له المجاهد سلطان باشا الأطرش والتي عكست جزءا من تضحيات الشعب السوري في مقارعته للاستعمار لنيل الاستقلال والحرية وجسدت حيزا مهما من التاريخ السوري .
ومن أهم أعماله لوحة " فيروز" مقتناة لدى الرحابنة في لبنانولوحة" الفلاح " التي عرضت في كلية الفنون الجميلة بدمشق ولوحة تمثل محاكاة لأعمال بيكاسو ولوحات " صانعة الخبز" و" ولادة من تحت الركام" و " شعف قريتي" و" الرزق الحلال" و" المنهل" و" معركة المسيفرة" التي تعد إحدى أهم معارك الثورة السورية الكبرى.
ونفذ التشكيلي الخطيب العديد من الأعمال واللوحات الجدارية وصمم الكثير من الخلفيات للمسارح واللوحات القماشية الخلفية لنشاطات مسرح ومهرجانات الأطفال وزينت لوحاته الجدارية مداخل عدة قرى وصمم الكثير من أغلفة الكتب الفنية والأدبية والفكرية وله العديد من الأعمال واللوحات بالخط العربي وعشرات اللوحات الفنية المقتناة في سورية ولبنان و السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وعدد من الدول الأوروبية وروسيا وجامعة الجنوب الفيدرالية .
ونشر له عدة مقالات وحواراتوكتب عنه نقاد ومهتمين منهم عميد كلية الفنون الجميلة بدمشق الراحل الدكتور عبد الكريم فرج الذي قال عن لوحة " صانعة الخبز" إنها تأليف فني شامل"..
وشارك بالعديد من المعارض الجماعية في دمشق وريفها وحلب والسويداء ودرعا ولبنان وروسيا وكلية الفنون الجميلة بدمشق بالإضافة لمشاركته في معارض ثنائية بالمركز الثقافي في صحنايا و بلدة الكفر و معرض ثلاثي بالفضاء الطلق في مغارة عريقة .
كما أقام معارض فردية في المركز الثقافي في بلدة ملح والمركز الثقافي في مدينة السويداء وشارك مع مجموعة الفنان التشكيلي باسل الأيوبي في معارض " تحية للأديب حنا مينا - تحية للرحابنة وفيروز -- تحية للشاعر نزار قباني - تحية للفنان نذير نبعة - تحية للفنان فاتح المدرس - تحية للأديب محمد الماغوط ".
الجدير ذكره أن الفنان التشكيلي عامر الخطيب من مواليد عام 1966 وخريج معهد أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق ويحمل الإجازة في الحقوق من جامعة دمشقومنح لقب أستاذ بالمحاماة وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وأستاذ محاضر بالثقافة التشكيلية والقانونية وكتب عن أعماله ومعارضه في العديد من الصحف والمجلات السورية والعربية والأجنبية.