التشكيلي حميد نوفل.. تجربة فنية غنية تمتاز بغزارة الإنتاج وتنوع الأساليب والتقنيات


سوريا - سهيل حاطوم - 15- 4- 2023 


يمتلك الفنان التشكيلي حميد نوفل تجربة فنية غنية تمتد لأكثر من ربع قرن من الزمن مع غزارة في الإنتاج الفني وتنوع في الأساليب والتقنيات المستخدمة في لوحاته الفنية.


وتتسم تجربة التشكيلي نوفل بالبحث الدائم في ثنايا الحياة والأفق الواسع والمشاهدات الغزيرة والتحرير المدروس للعناصر بعيدا عن النقل التسجيلي مع البحث في مكنوناتها وما ورائيات الأشياء وتجسيد الأعمال الفنية غير المتوقعة من كل المشاهد اليومية والحالات الحسية.



ويترك للمتلقي فسحة من الخيال ليعيشها مع العمل ويسقط تجربته الحياتية عليها وكأن اللوحة تمس كل من يراها أو تتكلم عنه، حيث يعتبر الخروج عن المألوف أبرز سمات الأعمال الفنية للتشكيلي نوفل.


ويستخدم التشكيلي نوفل اللون بشكل حداثوي وبتقنية عالية وتوحي ألوانه في بعض الأعمال بالبعد الثالث وبأعمال أخرى نلاحظها ثنائية البعد بدون أي تكلف فيما يحضر الخط المحدد للتكوين في بعض أعماله بشكل واضح وكأنه الهالة أو المحدد الذي يحصر الحالات الموجودة ضمنها ليذكرنا بالجدران الحجرية الفاصلة بين الحقول في محافظة السويداء.



وتتميز أعماله أيضا بالتوازن بالرغم من عفويتها مع خروج التكوين من شكله الجامد الصرف ضنن معايير جمالية، ورغم اقتراب لوحاته من التجريد والسيريالية والتعبيرية لكنها تنحو نحو العمل الفني الحديث الذي يعتمد على كسر القواعد الموجودة.


كما تتسم مجموعة من أعماله التي حملت اسم " ذاكرة الأشياء" باستخدام العناصر المنسية في رفوف الذكريات ودفاتر الزمن ونلاحظ فيها الحالات الإنسانية والوجوه وكأنها تروي لنا حكاية متكاملة العناصر بالإضافة لسعة ملاحظة الفنان لتأثير الزمن وامتلاكه زمام أمور العمل الفني بكل جوانبه واستخدام الألوان المتضادة وكأن أحدها يزيل الغبار عن الآخر .



ويشير التشكيلي نوفل إلى أن عملية الإحساس بالأشياء المحيطة وإعطائها حياة أخرى هي بث روح تخدم الحالة الحسية والتشكيلية المضافة للمساحة واللون والخط .



كما أن للمكان أثر كبير في تكوين هوية الفنان التشكيلي نوفل ويعزز في داخله الانتماء للبيئة التي كان لها النصيب الأكبر في حياته حيث تنتمي لوحاته بمختلف عناصرها لبيئة لونية من روح المكان المعاش.



ويبين نوفل أن تنوع الأساليب والتقنيات في لوحاته مرتبط ارتباطا وثيقا بالتغيرات التي تطرأ على شكله الخاص مع مرور الزمن لافتا إلى أن التنوع هو نضج في اللغة الفنية ومفردات العمل.



فالعمل التشكيلي برأيه أثر صاحبه في الحياة و ركيزته الأساسية التقنية والإخراج أما اللوحة فهي أرض خصبة قابلة للزرع في كل المواسم وحالة الإشباع لدى الفنان لا تنتهي.



أما استخدام لونين في بعض اللوحات " أبيض وأسود" فهي ثنائية الحياة كما يراها بين الخير والشر والحقيقة والخيال والنور والظلام وتولد التأثير المتبادل بينهما ، مبينا أن اللونين يخلقان حوارية بينهما وبين الفنان الذي هو حالم بطبعه وبخياله يخاطب عالم الغيب الذي يتوقعه أجمل.



وأقام التشكيلي نوفل عددا من المعارض الفردية بين عامي 1995 و 2010 في المراكز الثقافية في السويداء وشهبا والمزة وأبو رمانة والسلمية وجرمانا والمركز الثقافي الروسي بدمشق وكافيه مسايا في شهبا والسويداء و" بيت نفس" الثقافي في جرمانا وكافيه سوبريم ومرسم حميدوس في شهبا وصالة المعارض في دار الأوبرا بدمشق وصالة دار البلد وكل الفنون في السويداء بالإضافة لمشاركته في عدد من المعارض الجماعية داخل سورية وخارجها.



الجدير ذكره أن الفنان التشكيلي حميد نوفل من مواليد محافظة السويداء عام 1965 وخريج مركز الفنون التشكيلية بالسويداء عام 1997 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين ومدير تجمع شهبا التشكيلي ، وصمم شعار مهرجان شهبا السياحي عام 2004 وأشرف على جناح المعرض فيه، وصمم شعار فريق " نفس " الثقافي وشعار فعالية " رضيمة اللوا ..ثقافة وتميز" عام 2017 ولوحات أغلفة لعدد من الكتب " رواية - قصة - شعر " .