يارا خضير راقصة "باليه" سورية بدأت قصتها بشوارع دمشق القديمة، حيث كانت هناك مع مجموعة من الأصدقاء، فسمعت خبر ان احدى طالبات رقص الباليه في السويداء ممنوعة من المتابعة بهذا الفن لأسباب تعود للتقاليد. و لأن أكثر متنفس للانفعال هو الرقص (وهو ما تتقنه)، قررت أن تبدأ برقص الباليه و تعبر مع كل حركة رفضها للعادات و التقاليد البالية ، تصرخ من خلال كل حركة راقصة صامتة بوجه كل تلك القنابل و القذائف التي تسمعها جراء الحرب، تنادي كل الوجوه الشاحبة بالابتسامة و هكذا تشكلت رسالتها عبر نشر فن الباليه بالشارع كحرية تعبير و كرسالة سلام و حب لكل العالم وبأن سورية بلد الجمال و الفنون و ليست بلد حرب.
بدايات يارا :
لم تجد يارا في عمر التسع سنوات امامها مكان مختص لتعليم رقص الباليه في مدينتها السويداء، فتوجهت للجمباز الإيقاعي و أخذت به بطولات ، و اجتهدت على نفسها في تعلم رقص الباليه عبر فيديوهات تحاكي بها حركات رقص الباليه، و تعتبر يارا ان والدتها هي المشجع و الملهم الأول لها، وان وقوف عائلتها جنبها كان عاملاً مهماً جداً في نجاحها ضمن مجتمع شرقي له قيوده، وهي الآن راقصة باليه و مدربة معتمدة من مجلس الرقص البريطاني.
يارا و الأطفال:
لعلها كانت أصغر مدربة بعمر ١٧ سنة لتفتح معهد خاص لتدريب الباليه و لكن الأصغر عمراً هن الطالبات من عمر سنتين الى عمر اربع سنوات ، حيث وصل عددهن الى ٤٠ طفلة، استطاعت يارا ضبطهن و تعليمهن حركات الباليه بالتعامل بالحدس و الشاعرية الحالمة حيث تمزج قصص سندريلا و الأميرة النائمة بتعليم الباليه و تقدم الهدايا للأطفال ، فهي تعمل على محبة الشيء ثم أتقانه بكل التلقائية و العفوية التي يتمتع بها الصغار. و نذكر انه كان من طلاب يارا بالباليه من يكبرها سناً ، فقد استطاعت ان تكون عوناً و توزع حباً لكل الفئات العمرية التي أحبت الباليه.
يارا في أذربيجان ودبي :
بعد رقصها في شوارع الشام القديمة و لقاءات عديدة معها من عدة وكالات و قنوات ، رقصت عند الآثار التي تميز بلدتها السويداء بتصوير من القناة الصينية China Xinhua news . ومن ثم انتقلت للرقص في شوارع أذربيجان مع عازف لتعمم ظاهرة الرقص و الموسيقى و الغناء في الشوارع لنشر البهجة و الفرح و بعدها استقرت بدبي لتطوير مهنتها و تنوع عملها بين رقص الباليه و جلسات تصوير لها تعبر عن قوة المرأة و جمالها في آن ، حيث تحاول تأسيس فكر فني لتواجد الأنثى و تقبل شكلها الجمالي و تستدل بطريقها الى قراءة فن الصورة و جماليتها و تجعل فن الباليه عن طريق الصورة الجمالية اكثر شيوعاً و تعاملا و به رسالة.
حلم يارا :
حلمها الطريق الذي بدأت به و ستكمله نحو فهم ذات الأنثى و بناءها بصورة أكثر كفاءة لمعايشة عصر متغير بتسارع ، بحيث تركز على تحرر الأنثى من قيود المجتمع و ان يكون لها هدفها بتشكيل الصورة البصرية و الكلامية، فقد اصبح هناك العديد من الفتيات يأخذن يارا مصدر الهام لتحقيق احلامهن، كما و تسعى يارا لإبراز الهوية الثقافية السورية التي جرحتها ظروف الحرب .
اجرت اللقاء الزميلة راوية ذياب
16/2/2021