هيلانه عوّاد..."لعالم الطفولة قيمة معرفية وأخلاقية"



هيلانه مفيد عوّاد ابنة مدينة شهبا في محافظة السويداء، تلك الشابة الخلوقة النشيطة، المميزة بحسها وشغفها للانسانية عموماً ولا سيما كل ما يتعلق بالاطفال من اهتمام وتثقيف وعناية صحية ونفسية، وهي الحائزة على شهادة جامعية من كلية التربية في تخصص مناهج وتقنيات تعليم ودبلوم تأهيل تربوي إضافة إلى عدة شهادات في صعوبات التعلم وفي "الديسلكسيا" ، كما أنها مدربة TOTمعتمدة من أكاديمية نابو للبحث العلمي، ومدربة معتمدة في مؤسسة ماسترز للتدريب والتأهيل.

وللتعرف عليها عن قرب، وعن أهمية اطلاقها مجموعتها القصصية الأولى للأطفال ، كان لمجلة الرأي الآخر opine digest اللقاء التالي:

بداية دعينا نتحدث عن السلسلة القصصية التي قمتِ بتأليفها والأهداف التي صبوتِ إليها من خلال المجموعة
-مجموعتي القصصيّة الأولى■ سلسلة حكاياتي لطفلي■ عبارة عن كتاب يحتوي ثلاث قصص ( الدّب الّلطيف / الذُّبابة والضّفدع / زيد والبذور النّادرة) محتوى كل قصة يهدف إلى زيادة معارف الطّفل وثقافته لاحتوائها على معلومات علميّة بسيطة مستوحاة من المناهج الدّراسيّة. 

_ لكل قصة قيمة أخلاقيّة تدور أحداث القصّةِ حولها . وهي تساهم بتعديل سلوك الأطفال نحو الأفضل بطريقةٍ غير مباشرة لأنّها تشجّعُ على المحبّة والصّدق والتّعاون والإخلاص..وتبتعد كلّ البعد عن العنف والكذب والغش والسّحر..الهدف من هذهِ السّلسلة القصصيّة هو تقديم مادة ثقافية آمنة وسليمة بمحتواها ورسومها ومواضيعها للأطفال. فالرسوم لطيفة وواقعيّة رسمتها بيدي لتكون أقرب مايكون للحقيقة..لايوجد فيها ماهو عنيف ومخيف للطفل..أمّا المحتوى يثري معلومات الطّفل..ويغرس في نفسهِ القيم الحميدة..حرصاً منّي على إعادة إحياء هذه القيم نظراً لندرتها في هذه الأيام..ولأنّ القصة تعتبر من أهم الوسائل في تقديم المعلومة..ولأهميتها أيضاً في تعديل سلوك الطّفل بالطريقة الصّحيحة من خلال العبارات المحفزة والكلام الّلطيف والسّلوكات الصّحيحة الّتي تجسدها الشّخصيات في مجموعتي القصصيّة .


لاحظنا في الآونة الأخيرة سيطرة الأجهزة الإلكترونية على وقت أطفالنا ،هل تعتقدين أنه مازالت القراءة تستثمر بشكل فعال في منازلنا؟
-في الواقع لا أعتقد بأنّ القراءة لها دور كبير في مجتمعنا في الوقت الحالي..انشغال الوالدين بتأمين مُتطلّبات الحياة يستهلك الوقت بأكملهِ..فالطّفل يتعلّم بالتّقليد..ولتصبحَ القراءة عادةً لديهِ يجب أن يرى أفراد أسرتهِ يحملون القصص والرّوايات والكتب المتنوعة ويقرؤون بها ..حتّى يبدأ بتقليدهم..لكن لا يخلو الأمر من وجود فئة وإن كانت قليلة تشجع على اقتناء الكتب وقراءة القصص بشكلٍ يومي لأطفالها قبل النّوم..وحتّى يكون للقراءة دور فعّال يجب أن يكون أسلوب القراءة مشوّقاً ومحبّباً للطفل يجذبُ الطّفل للكتاب وليس العكس.


*بالحديث عن صعوبات التعلم، ماهي اضطرابات صعوبات التعلم الاكثر شيوعاً؟ وكيف يمكن الحدّ من انتشارها؟
-بالنسبة لأكثر صعوبات التّعلّم انتشاراً تعتبر صعوبة القراءة ( الدّيسلكسيا) من أكثر الصّعوبات المنتشرة بين الأطفال وفي المدارس ..حيث لا يخلو صف دراسي من تلميذ أو اثنين يعانون من صعوبة القراءة كحد أدنى..وهي طبعاً تؤثر على كافة المواد الدّراسيّة وتؤدي إلى تدنّي في المستوى التّحصيلي للتلميذ.. اهتمام الوالدين بتنمية المهارات النّمائيّة للطفل من الأشهر الأولى من عمرهِ ومراقبة تطور قدراتهِ..واستشارة الطّبيب في حال شعورهم بوجود مشكلة ما عند الطّفل والتّدخل المبكر في متابعة الطّفل من قبل أخصائي صعوبات التّعلّم واتباع أسلوب تعليمي مخصص لهولاء الأطفال ..يعتمد على الأنشطة الحسّيّة والحركيّة وتعدد الوسائل ..يساهم بشكل كبير في التّخفيف منها..وتحسين مستوى الطّفل دراسيّاً..والأهم هو تقّبل الوالدين لطفلهم مهما كامت مشكلتهُ والتّعاون مع المعلّم المختص واتباع جميع نصائحهِ في العمل مع طفلهم..


*من هو الداعم في حياة هيلانه؟وماهي الخطوة القادمة؟


-الدّاعم الأوّل لي هو زوجي.. والطّموح والإصرار على ترك بصمة جميلة لي في عالم الطّفولة.و إصدار المجموعة الثانية من سلسلة حكاياتي لطفلي بإذن الله..


قصص نجاح تتوالى يصيغها شباب موجود وفاعل يعي تماماً أن مايزرعه من إبداعات وعطاءات لابد أن يثمر جيلاً مثقفاً خلّاقاً نحو مجتمع بإذن الله أفضل...


لموقع Opine Digest ....ريبورتاج همسه مزهر - 11-9-2021