راوية ذياب - 11-4-2021
الطبيبة و الأديبة و المفكرة المصرية التي دافعت و ناضلت من اجل حقوق المرأة...
متى كانت تلك اللحظة في حياة نوال السعداوي أو ذلك الحدث الذي غير حياتها للأبد ، ما الألم الذي شعرت به، العار ، الخوف، العزلة ، الظلم؟...
هل يا ترى شعرت في تلك اللحظة ان هذا العالم قد تخلى عنها ، بما فيه ، أي ألم انتاب نفس نوال السعداوي في تلك اللحظة ، لتأخذ قرار التمرد طوال حياتها ، رافضةً المهادنة ، رافضةً السكوت ، رافضةً انصاف الحلول ، رافضةً لذلك المجتمع الذكوري و كل ما يقف وراءهُ من معتقدات و قيم إنسانية....
كل تلك القيم سقطت أمام نوال السعداوي في ذلك الحمام في سنها السادسة و أسرتها تقف متفرجةً عليها في ذلك المشهد المريع، انه ختان نوال السعداوي .
لقد غيرتي العالم أيتها السعداوي ، لقد صنعتِ من ألمك ثورةً لم تهدأ و لن تهدأ ، قلتي الحقيقة ولم يكن هجومك على تابوهات المجتمع محض ابتداع استوردته من الغرب، بل كنت محقة بكل كلمة قلتيها، لقد وضعتِ قلمك على عيوب مجتمعنا القاتلة ، التي تختبئ تحت عباءة التقاليد ، فلم يرق ذلك للكثيرين ، فهاجموك و هددوك بالاغتيال ، لم تهادني و حتى و انت في السجن ، كان قلمك صوتاً و نوراً يزعجُ عتمةَ تلك الأيادي السوداء التي ما تفتأُ تنخر في مجتمعنا .
لماذا حاربوكِ ؟ لماذا أزعجهم كلامكِ ؟ لماذا اتهموكِ بالكفر؟
أليس ما يحدث في مجتمعنا من ظلم مستتر بالعادات و التابوهات الكاذبة ، هو الكفر بعينه و اليوم و نحن نسمع خبر رحيلك الذي سمعه العالم بأسره، نقول لكِ أنكِ كلمة حق و كلمة الحق لا تموت . قد يُحزن الكثير خبر موتك و قد يفرح البعض لآخر هذا الخبر، لكني أقول لكِ أنك لم تكنِ يوماً الا قضية ، قضية حية لا تموت ، نوال السعداوي أرسلت إلى مثواها الأخير و قضية نوال السعداوي لا زالت حيةً بيننا.