مقابلة مع المعالجة النفسية عبير الأعور


ميرا المصري - 29 - 5 - 2022

علم النّفس هو دراسة علميّة لسلوك الكائنات الحيّة وخصوصًا الإنسان وذلك بهدف التّوصّل إلى فهم هذا السّلوك وتفسيره والتّنبّؤ به والتّحكّم فيه . ولمعرفة المزيد أجرت مجلّة الرّأي الآخر الإلكترونيّة مقابلة مع المعالجة النفسية عبير الأعور. 

1-ما هو المرض النّفسيّ ؟

نطلق إسم الأمراض النّفسيّة على بعض الإضطرابات الّتي تصيب الأشخاص وتؤثر على نفسيّتهم ، مزاجهم ، طريقة تفكيرهم ، تعاملهم مع المحيط والأحداث  . أي عندما يكون هناك تغيير على المستوى العقلي أو الشّعوري أو التّكيّفي مع الأحداث . وتختلف الإضطرابات النّفسيّة ولها تصنيفات عديدة ما بين الإكتئاب ، القلق …

 

2-ما هي أسباب المرض النّفسيّ ؟

إجمالًا أكثرها بيئيّة ، من التربية ، ومنها جينيّة ، وراثيّة ، ويوجد تروما يمرّ بها الإنسان ، وحسب الضّغوطات بالإضافة إلى شخصيّة الفرد .  كل هذه العوامل مجتمعة تدخلنا في ما يُعرف بالمرض النفسي ولكن تختلف دائمًا بين حالة وأخرى .

 

3- ما هي العلامات التحذيريّة لهذا المرض ؟

في المواضيع النفسية لا نستطيع التّحدّث عن أمور موحّدة لأنّ الإضطرابات تختلف بين الأشخاص الّذين يعانون من فرط النشاط أو العدوانية عن الّذين يعانون من الإكتئاب .

 يتغيّر الإنسان من خلال طريقة تفكيره ، سلوكه ، نومه ( أي تصرّفاته ) ومن هنا يمكنني القول أنّه يوجد تغيير نفسيّ . وأحيانًا تظهر عوارض جسدية لا يكون لها أي أسباب صحّيّة .


4-من الأكثر عُرضة للإصابة بالأمراض النفسيّة ؟

الأمراض النفسية تطال كافة الفئات العمرية والجنسين . ولكن في الأغلب ، الإناث هم أكثر عرضة، فعند تجاوزهنّ الأربعين عامًا وذلك نتيجة تغيّر الهرمونات ، الدّوافع وخبرات الحياة . وعندما نتحدّث عن أمور نفسيّة لا يمكننا أن نحصر العوارض بعمر ، فالدّراسات تعطينا أشياء تقريبيّة . ولا بدّ من الإشارة أنّ الإناث أكثر عرضة وذلك نتيجة عدم إعطاءها حقها إجتماعيّا ودينيًّا ، فدائمًا تكون الخاضعة . وبالإضافة مجتمعيًّا يتمّ تربية الفتيات على التبعيّة أوّلًا للأهل ثمّ للزّوج .


5-ما خطورة هذه الأمراض في حال تأخّر أو إهمال العلاج ؟

إذا كان هناك تأخّرًا في العلاج أو إهمالًا ستكون العواقب أصعب مهما كانت الحالة سواء إضطرابات ذهنية ، فرط حركة … وحتّى مع العلاج الدوائي إنّ تأخّر العلاج النّفسي يؤدّي إلى تدهور الحالة .


6- كم تستغرق مدّة العلاج تقريبًا ؟

لا يمكن تحديد مدّة العلاج لأنّ العوارض النّفسيّة غير متشابهة وأيضًا الإضطرابات . ولكن إرادة المريض تلعب دورًا كبيرًا . فهناك أشخاصًا لديهم نفس الحالة ولكن كل فرد يختلف عن الآخر بحسب دوافعه بالإضافة إلى مدى شعوره بالراحة مع معالجه النفسي.

وبالنسبة لي لم تتعدّى مدّة العلاج في الحالات الصّعبة سبعة أشهر. ومن هنا يلعب دورًا بارزًا مدّة مشاهدة المريض أسبوعيًّا ومتابعته .

 

7-لماذا يجب وصف الأدوية النّفسيّة أحيانًا ؟

مفهوم العلاج النفسي ما زال عند البعض غير مفهوم ويكون التوجّه مباشرة نحو الأدوية النفسيّة .

والحالات الّتي بحاجة للدواء هي الإضطرابات الذهنية كجنون العظمة ، الشّخصيّة الثّنائية القطبية ) . وحتّى الإكتئاب يمكن علاجه بدون دواء في حال خضع المريض للعلاج النفسي في مرحلة مبكرة .


8-هل هذه الأدوية تسبب الإدمان ؟ وأنت هل تفضّلين الّلجوء إلى العلاج بالدّواء ؟

من المعروف عنّي أنني أثناء فترة العلاج النّفسي أوجّه المريض للتوقّف عن تناول الدواء . ولكن هناك حالات لا يمكننا فيها الإستغناء عنه وذلك لأنّ هرمونات الدماغ تعمل بطريقة معيّنة ومن هنا من الضّروريّ إعطاء الدواء لتحسين الوضع .

وطبعًا هناك ناحية إدمانية على الدواء فيتعوّض المريض عليه بالإضافة إلى التبعية النفسيّة بحيث يصعب على المريض التخلّي عنه وذلك لإعتقاده أنّه الأمان له وعلى الرّغم من شفائه نفسيًّا .


9- هل يمكن تعافي المصابين بأمراض نفسيّة ؟

حسب الإضطرابات ، ولكن دائمًا يكون هناك تحسّنًا ملحوظًا وخاصّة إذا كان العلاج يتمّ بطريقة دقيقة مع معالج نفسيّ متمكّن وقد تكون حالات الشّفاء تامّة .

وأودّ أن أشدّد أنّ الحالات النفسيّة تختلف فمنها ما تصل نسبة الشّفاء إلى  50 في المئة ومن هنا يصبح الفرد قادرًا على التكيّف بطريقة صحّيّة ويرتاح مع نفسه .


10-نسمع دائماً بعبارة : أنا لست مجنونًا ؟ لماذا ألجأ إلى الطّبيب النّفسي ؟ 

ما ردّك على هذا القول ؟

أولًا يعود هذا إلى عدم التصالح مع الذّات فهؤلاء أشخاص لا يعرفون كيف يحبّون أنفسهم . فأوّل ركيزة للصحة النفسية هو حب الذات .

 للأسف في مجتمعنا هناك أشخاص متلقيين سلبيين للعلاج النفسي ، وذلك يعود إلى الأفكار الخاطئة عنه . وقد نرى أفرادًا يأتون للعلاج حاملين معهم هذه الأفكار ويرفضون أن يعرف أي شخص بلجوئهم إلى المعالج النفسي ويعترفون بأنهم حاولوا الهروب ولكن الحلّ الوحيد للشّفاء هو الخضوع للعلاج .


11-شكرً لك على هذه المعلومات القيّمة . هل ترغبين بإضافة كلمة أخيرة ؟

نهاية نحن كأفراد فد فقدنا الحدّ الأدنى من الإضطراب النّفسي وذلك كوننا نعيش في حياة متقلّبة ، نتيجة الأوضاع المختلفة . وأودّ من خلال مجلّة الرّأي الآخر أن أوجّه رسالة لكل النّاس ، لا يوجد في هذه الحياة شخصًا أفضل من شخص وكلّنا عرضة للإضطراب النفسي .

وللأسف نحن نداوي أجسامنا ونهمل أرواحنا فلا معالجة للجسم إن كانت الرّوح مريضة .