أحمد علاء الدين
اعلامي مصري
ومقدم برامج بشبكة قنوات النيل N T N
5 -9- 2021
هو من الاعلاميين ذات الشخصية المميزة يتمتع بثقافة وشخصية ذات توقيع خاص مبدع في عمله ينتقي كلماته بإتقان ومهنية عالية.
في حوار أجرته مجلة " Opine Digest" الالكترونية مع هذا الاعلامي الشاب المتميز.
- بصفتك إعلامي مصري ما هي الصعوبات التي واجهتوها كإعلاميين خلال جائحة كورونا وكيف تم التكيف معها ؟
لم يختلف تعامل الاعلام المصري بشقيه القومي والخاص كثيراً في سياسة تعامله مع جائحة كرونا, ولربما حسدنا الكثيرون على حرية الحركة أثناء فترات حظر التجول بموجب تصاريح المهنة, متناسين صعوبات جمة تتلخص في إعتذارات مكررة من المصادر وصعوبة الاستضافة لأكثر من ضيف, وسياسة تخفيض التواجد في الاستوديوهات, والضغط على شبكة الانترنت بسبب العزل المنزلي, ناهيك عن إلغاء وتاجيل الكثير من الفعاليات والتي تم الاستعاضة بتقنيات البث عبر الهواتف المحمولة عوضا عن اللقاءات المباشرة. لقد تسببت الجائحة في بدايتها في إرباك لا ينكره الاعلاميون رغم محاولاتهم لعدم ظهور هذه الضغوطات على الشاشات وصفحات الجرائد.
- قراءة كنظرة إعلامية عن الوضع الاقتصادي والمعيشي في مصر وخصوصاً اننها سمعنا أن الدولة تسعى الى تحسين شؤون المواطن وتأمين حاجاته المعيشية بعد إرتدادات الاغلاق بسبب الجائحة؟
قد بدأت الحكومة المصرية خطة إصلاح إقتصادي في 2016 ولربما تعرقلت هذه الخطة بسبب الجائحة ولكن من المفارقات الايجابية, أن يصبح الاقتصاد المصري في عام الجائحة 2020 ثاني أكبر معدل نمو اقتصادي في العالم بنسبة نمو بلغت 3.6 بالمئة.
وتحقيق مصر لتراجع في معدلات التضخم بنسبة بلغت 5.7 في نفس العام مقارنة ب 13.9 في عام 2019 . ولربما لا يلاحظ المواطن البسيط التغييرات التي يوليها المتخصصين الاهتمام, ولكن سياسة الاصلاح جعلت من جملة خبراء صندوق النقد الدولي " فاق التوقعات " أمراً حقيقياً, حيث لم تتوقف المشاريع القومية وعمليات البناء والتشييد في عموم المحافظات, مما خلق ودعم فرص العمل لدى قطاع كبير من المواطينين وخاصة الشباب, لتتراجع البطالة الى 7.3 بالمئة بموجب ما أعلنه الجهازالمركزي المصري لللتعبئة والاحصاء. وأعزي هذا التقدم الاقتصادي الى ثقافة التنوع التي تملكها مصر والمصريون في وسائل تحسين الدخل فمصر دولة لا تعتمد على مصدر واحد كبعض الدول النفطية أو السياحية. ولا يمكن إنكار إستقرار الوضع السياسي والامني في مصر الذي لعب دوراً مهماً في العملية الاقتصادية.
- شهدنا حركة إعمار وتمدن في مصر مما ينشط الحركة الاقتصادية والسياحية ممكن أن تطلعنا عليها وكيف ستكون برأيك تأثيراتها على المنطقة؟
تراجع النشاط السياحي في العالم ومصر بسبب سياسة الغلق والحجر, ومع ذلك بقيت مصر على خطتها في تنفيذ المشارع الكبرى وقد تجلى ذلك في حفل موكب المومياوات الملكية الذي إعتمد على الابهار في مراسم النقل والافتتاح لمتحف الحضارة, ومازل العمل في المتحف المصري الكبير مستمراً ليجعلنا في إنتظار حدث ضخم ستشهده هضبة أهرامات الجيزة بعد تطويرها وما حولها لنلاحظ تغيراً ملحوظ في الخريطة السياحية المصرية.
"مبادرة حياة كريمة" التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية, والتي تهدف الى تطوير الريف والمناطق العشوائية في المدن, على ثلاث مراحل تخدم المرحلة الاولى منها 377 قرية بأسر يتجاوز تعدادها 3 مليون فرد . تليها مرحلتين سترفع من كفاءة المنازل وتوفر فرص عمل لشاغليها من خلال البرامج التدريبة وفتح المشاريع الصغيرة تخدمان اعداد تقترب من العدد المذكور في المرحلة الاولى.
وكذلك حملة 100 مليون صحة والتي بموجبها اعلنت مصر قضائها على فايروس C ضمن حملة تهدف الى خلق التوعة الصحية والكشف المبكر عن الامراض السرطانية وغيرها بالمجان, مما يمكنإاستخدامه كرد على من يتهم الحكومة المصرية أنها تقترب من الفكر الرأسمالي وإهمال محدودي الدخل على حساب تجمعات عمرانية جديدة متمثلة في العاصمة الادارية الجديدة, ومدن متطورة كمدينة العلمين الجديدة وغيرها, فاظهار الوجه الحضاري للبلاد هو أمر أساسي لم يكن على حساب المواطن البسيط كما يدعي البعض.
- هل تعتقد ان مصر ليها دور إيجايي في إيجاد الحل لمشكلة لبنان وخصوصا ما يمر به من ازمة اقتصادية اجتماعية معيشية خانقة؟
وفي ما يخص الوضع اللبناني, أعتقد أن الشارع المصري بل والعربي تأثر بما حدث في مرفأ بيروت وما بعده, فانتشار التغريدات والتعازي لهذا الشعب في مصابه لا يشي سوى بما تركه لبنان في أثر محبيه حتى أولئك الذين لم يزوره, فقوى لبنان الناعمة كفيلة بالتأثير على مشاعر العرب كتأثير صوت السيدة فيروز على كل صباحات الشرق الاوسط.
ولا انكرأن جملي هذه تحركها العاطفة, ولكن على أرض الواقع كانت مصر من أول الحاضرين متمثلة في اتصال الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعماد مشيل عون لتعزيته وشعبه. وقد شارك الرئيس المصري في الفديو كونفرنس الخاص بالمؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي نظمته الامم المتحدة وفرنسا, وبعيداً عن الكلمات كانت الطائرات المصرية تشكل خطاً جوياً من القاهرة لبيروت تمد المدينة بالمواد الطبية والعلاجية وحليب الاطفال بعد الحادث بالاضافة الى المستشفى الميداني العسكري المصري الذي أقيم هناك. ومشاركة مصر في ما بعد الازمة تجلى في اتفاقية تمرير الغاز المصري للبنان, واحتواء ازمة الكهرباء التي تعاني منها البلاد, بالاضافة الى مبادرة مصر- لبنان الى افريقيا, والتي تدعم فتح اسواق لصادرات البلدين الى السوق الافريقي, فلبنان يحتل المركز 13 من اصل 152 دولة مصدرة الى مصر وبامكانه فتح اسواق في القارة السمراء بمشاركة مصرية.
- في حال اردت ان توجه رسالة لدعم لبنان ما هي برأيك؟ ما هو موقفك من الاحداث التي يمر بها لبنان؟
إن كلمات الرثاء أو المواساة تدل على نبل المشاعر, ولكن كإعلامي, أعتقد أن دورنا في الاشادة بصبر هذا الشعب وتسليط الضوء على الايجابيات التي تومض وسط الرماد, لعلها تكون حافزاً على الاستمرار بعيدا عن إجتماعات الساسة. ولكن التغيير دوما يأتي من الداخل, فهذا الشعب أدرى بحاله دراية أهل مكة بشعبها. وهو الوحيد القادر على إحداث تغيير على كل الاصعدة من أجل الارتقاء بلبنان وعودة أرزته باسقة كما نراها على علمه.
- هل تريد ان تضيف كلمة اخرى؟
وكلمتي الاخيرة " من قلبي سلاما لبيروت "