مفهوم تطوير الذات مع المتخصصة نادين عزالدين



المتخصصة والمدربة في تطوير الذات والوعي 


أ. نادين عز الدين

 28 / 1 /2023

 عندما نتكلم عن تطوير الذات ، فهذا المدلول متصل مباشرة في التنمية البشرية إذ إن مفهوم تطوير الذات يتعلق بالافراد وأما مفهوم التنمية البشرية فيما يتعلق بالمجموعة البشرية بمعنى إن الفرد جزء من المجموعة وبالتالي إن أهداف المفهومان مكملان وهما وجهان لعملة واحدة في تنمية وتطوير الانسان من خلال تحسين وتطوير مهاراته للتعامل مع تحديات الحياة من أجل تحقيق النجاح والسعادة الذاتية.

 "كم نحتاج للطاقة الإيجابية في حياتنا نتيجة الازمات والصعوبات التي تواجه الجميع... وهذا جزء من التعاضد الاجتماعي البناء".

 لا شك أننا نحتاج في هذه الظروف الراهنة إلى دوافع وحوافز تجعلنا نتخطى كل السلبيات والصعوبات لكي نبقى ونستمر .

 لهذا كان لا بد لمجلة " Opine Digest" الالكترونية ، أن تحاور الأستاذة نادين عز الدين المدربة في تطوير الذات والوعي .

 هي من الشخصيات التي صنعت من تجربتها طاقة وقدوة ، تحدت جميع الظروف وقررت أن تستخدم تجاربها السابقة على الصعيد الشخصي والمهني في دول الاغتراب ووطنها وإستعانت بعلمها وخبرتها وتدريباتها وتخصصاتها وحولتها إلى طاقة إيجابية في خدمة التنمية البشرية وخصوصاً في تدريب تطوير الذات والتحول إلى شخص أفضل وتحديد الأهداف وما هو الأفضل له. 

من هو مدرب تطوير الذات وما هو المجال التعليمي والتخصصي لهذا المجال؟

مدرب تطوير الذات دوره الأساسي يكمن على تطوير قدرات الشخص و إمكانياته و هذا عبر طرحه لعدة أسئلة يسألها للشخص " المتدرب" والتي تكشف عندها قيمته و تحدد أهدافه في الحياة . إن دور مدرب مطور الذات يكشف الطريق التي ستكون نقطة التحول للشخص الذي يكتشف ذاته الحقيقيه و يتقبل نقاط ضعفه قبل نقاط قوته ليبدأ بالتغيير . أما عن المجال التعليمي فهو واسع و يختلف طبعا من واحد إلى آخر من حيث التخصص : شهادة مدرب حياة ، برمجة لغوية عصبية ، العلاج عبر خط الزمن ، ميتاهيلث، علم الطاقة ، التنويم الإيحائي ، وغيرها … هو مجال واسع جداً و كل شهادة متخصصة لها ميزاتها وكل مجال له تقنياته وآليته نستخدمها كمدربين .

 ما هي الحالات التي يمكن أن تلجأ بها الى مدرب تطوير الذات ومتى يلاحظ أن هذه الحالة تحتاج إلى علاج نفسي ومتخصص في علم النفس؟ 

نحن كمدربين لا نتعامل مع الأشخاص الذين لديهم إضطرابات نفسية أو شخصية ، إذ أننا لا نقوم بالعلاج و لكن دورنا أن نساعد على التطوير و التخطيط للوصول للأهداف و إزالة المعوقات التي تحول تقدم الشخص سواء كانت بالأفكار،البرمجيات أومن خلال إزالة المشاعر السلبية العالقة(NLP , TLT ) . Meta Health تعمل على فهم المشاعر التي تؤدي الى الإضطرابات ، هنا يعمل المدرب على حل جذور المشكلة و ليس العوارض ( Root Cause Not Symptoms ) هذا بإختصار و لكن فعلاً المجالات واسعة و ممتعة . ولكن متى يجب على الشخص المتدرب أن يلجأ الى طبيب نفسي؟ إستناداً لعدة إشارات نلحظها من خلال عملية التدريب نذكر منها: الكآبة الشديدة ،الإدمان ، أفكار انتحارية ، لا يقدر على إكمال يومياته بشكل طبيعي ، سلوكيات مؤذية ، هلوسات ، إضطرابات في الشخصية . 

ما هي أكثر الحالات التي تواجهين صعوبة في التواصل معها؟ وما هي المعايير التي يجب إتباعها؟  تواجهنا حالات كثيرة صعبة ولكن الأشخاص" الضحية" ،الذين يركزون على الاخرين ويشيرون بإصبعهم على غيرهم .ونجد صعوبة كبيرة في أن يتحملوا مسؤولية أي شي، ولكن الامر الذي يمكنني أن أجزم عليه أنه صادفني حالات عدة لدي من أشخاص متدربين أنهم فعلاً تغيروا و غيروا حياتهم عند أدركوا مشكلتهم و تحملوا المسؤوليات . 

إذا أردتي أن تنصحي سيدة خضعت لتجربة زواج صعبة وتطلقت ، ماهي النصيحة التي يجب إتباعها لتنعم بتعافي ذاتي سليم؟

 هذه من الحالات المتزايدة فلكل سيدة ومن الضروري أن تعيش مشاعرها ، ويجب عدم الهروب بل مواجهة المشاعر ، وإعادة تقييم كل ما مرت به و تحديد ماذا تعلمت من خلال هذه التجربة ، كما يجب أن تحدد أهداف في الحياة و العمل عليها ، ولها أن تلجاء الى المساعدة ، وعدم الإستماع للآخرين وإلى آرائهم و نصائحهم، والتفادي التواجد بين الأشخاص السلبيين و الذين لا أهداف بالحياة ، العمل على حب الذات و تطويرها .

 وما هي النصيحة لمن فقد عمله/ها في ظل الظروف الصعبة وكيف تنصحينه/ها بكيفية التعاطي مع هذا الوضع في ظل الوضع الراهن؟

 طبعاً ما نمر به الآن ليس بالامر السهل وليس من السهل قوله و لكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تساعد الشخص من تخطي كل محنة . أولاً مرحلة التقبل وعدم الرفض لأي ظرف و معنى التقبل هنا ليس القبول و الخضوع . إذ أن التقبل هنا يرتكز على أنه يتقبل ما حصل ، لأن المقاومة أو الرفض لن يفيدانا بشيء بل سيزيد من الامر أشد تعقيداً وألماً ، لأنه عندما "نتقبل ما مررنا به فإننا نضع أنفسنا في مكان يمكننا أن نفكر بما يمكننا أن نعمله ، ولماذا اتوجه الآن ؟ ما هي الفرص المتاحة لنا ؟ ( و هنا اود أن أشير بأن عادة نحن لا نرى الفرص والخيارات المتاحة أمامنا لأن تركيزنا يكون على الخسارة و المشاكل ، و نكون محدودين في تركيزنا . إذ أننا ندرك أنه هناك حائط عائق ولكن ننسى أن خلفه أشياء لا نراها و من هنا ، من الضروري العمل على طريقة التفكير و على كيفية البرمجة ، لهذه الظروف ، لماذا هناك أشخاص لم يتأثروا و وجدوا عمل آخر ؟ لأن تركيزهم كانت على الفرص و سعوا لهذا الشيء . أما أكثرهم يقول لنفسه من قبل السعي :" الظروف صعبة و لن تسمح ! غيرينا لم يجد عملاً وأكيد أنا أيضاً" و هنا المشكلة الأساسية ، عندما نغير في طريقة تفكيرنا سيتغير واقعنا لان تركيزنا سيتجه للنوايا و السعي لتغييرها … و هنا سأذكر عبارتي المفضلة " أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيراً فله وإن ظن شراً فله " أو " مع العسر يسرا " فمع كل عسر هناك يسر ولكننا أعمياء البصيرة للأسف. 

ما هي الدورات التدريبية التي تنظمينها وكيفية التسجيل؟ 

نعتمد من الدورات كل مايخص التطوير الذاتي : من التدريب ال"Soft Skills " و"Motivational Speech " للشركات وحالياً أحضر لورشات عمل و سأعلن عنها عن قريب . 

إذا أردت أن توجهي كلمة أخيرة للقارئ والمتابع ماذا ستكون؟ 

كلمتي للقارىء أن لديك قوة في داخلك فلا تتجاهلها ، آمن بنفسك و بكل هدف و آمن ان هناك قوة عظيمة معك ، قوة إلآهية و كونية لتلبي ما تدعوه و لكن المهم الوضوح وآخيراً كل هذه الأمورهي من خلال طريقة الفكر، التقبل ، السعي ، الثقة و الإيمان وعدم التعلق بالهدف بل هي بحاجة لعمل يومي مكثف مع ذاته ، من لم يأخذ القرار بأن يستخدم هذه القوة التي في داخله سوف يبقى محله ، إذ أننا جميعاً بحاجه لنغير نحو ما هو أفضل ولكن أهم شيء يجب على فرد منا أن يبدأمن نفسه ولا يجب أن ننتظر التغيير من الخارج لنحسن من ذاتنا ،التغيير معدي وهذه العدوى يجب أن تكون بعض الشيء ايجابية و ليست السلبية.

  من مقابلات المدربة عز الدين: