ولاء عربي - 11- 7- 2023
عرف بأمانته وصدقه، وتميز باخلاصه لعمله وهذا ما جعله موضع ثقة الجميع، فرصيده الغني من محبة الناس وثقتهم منعته من التقاعد فهو لا زال على رأس عمله ناشطاً في مجتمعه وداعماً لكل عمل خيري في محافظة السويداء.
الحديث عن "مروان أبو خير" المغترب سابقاً في دولة "الكويت" ومن أبرز المهتمين والداعمين للعمل الخيري في "السويداء" والذي حل ضيفاً على موقع مدونة وطن eSyria وكان اللقاء التالي:
البداية كانت مع مرحلة الاغتراب الطويلة على مدى أربعين عاماً حيث قال: «غادرت "السويداء" بتاريخ 17 آذار عام 1977 قاصداً "الكويت"، وبعد عشرة أيام بدأت العمل بوظيفة بائع قطع غيار لدى وكيل "تويوتا" مؤسسة "محمد ناصر الساير" إلى أن أنهيت عملي في الكويت في 12 أيار 2017، لن أقول أن عملي مريحاً لأنه لايوجد أي عمل مريح بالمطلق، ولكن ضميري كان مرتاحاً جداً لأني قمت بعملي على أكمل وجه، في الأحوال العادية لا يحضر صاحب الشركة لوداع الموظفين قبل مغاردتهم، فقط يحضر حفل الوداع لكبار المدراء وأنا لم أكن منهم إلا أن صاحب الشركة حضر حفل وداعي بعد انتهاء عملي، أذكر أنه خاطب الموظفين يقول لهم بأنني ظاهرة لم تتكرر في الشركة منذ تأسيسها عام 1955 ، لم يعثر في ملف خدمتي على مدى أربعين عاماً سوى على إجازة مرضية بسبب عمل جراحي، ويوم مرضي واحد فقط».
ويتابع قائلاً: «زارني أًصدقاء بعد عودتي من السفر وسألوني: ماذا استثمرت في بلدك بعد غربة أربعين عاماً؟ أجبت: استثمرت أولادي وسقف يقيهم الحر والبرد، لم أكمل دراستي في الجامعة لظروف خاصة، كنت في السنة الثانية قسم التاريخ عندما غادرت الجامعة، حاولت تعويض النقص بأطفالي وسافرت لتأمين عيش كريم لهم وتحقيق ما لم استطع تحقيقه، لدي ابنتان هندسة عمارة، وابن مهندس طيران وابنة خريجة كلية الفنون وابنة كلية اعلام ودرست كيمياء للسنة الرابعة إلا أنها لم تستطع الاكمال بسبب الزواج».
عرف "أبو خير" بأمانته وصدقه، وهو يروي حادثة حصلت معه بعد عودته من الكويت حيث قال: «غدت إلى بلدي مع زوجتي وأطفالي براً، لأجد في "السويداء" غرفتان بأثاث بسيط حتى الثلاجة والغسالة غير متوفرة، رغم أن بيتي في الكويت كان يضم كافة المستلزمات، ولعدم قدرتي على شراء أثاث جديد في السويداء لقلة المال، عزمت على العودة للكويت وأثناء الغزو لجلب أثاث منزلي، في طريق ذهابي براً إلى الكويت مررت للتعزية بصاحب البيت الذي اسكنه والذي توفي في الأردن، قمت بواجب التعزية لزوجته وأبنائه، قالت لي زوجة صاحب المنزل أريد أن أئتمنك على أموالي وأموالي أولادي، هذا مفتاح منزلنا في الكويت فيه خزنة حديدية يوجد بها جميع ما نملك، أرجو أن تضعها في مكان آمن، وكان ذاك حملاً كبيراً وأمانة في عنقي، وصلت الكويت وبمساعدة صديق مؤتمن استطعنا جر الخزانة بعد وضعها على سجادة صغيرة إلى فتحة الصرف الصحي، داخل سور البيت ورميناها بها، وكم كانوا سعداء بها بعد التحرير وبسبب ذلك الموقف لازالت العلاقات قائمة بيننا حتى الوقت الحاضر».
عرف "أبو خير" بنشاطه في ميدان العمل الإنساني والخيري وبشكل خاص في ظل الظروف الحالية، حيث أضاف: «عملي في الميدان المجتمعي هو بأهمية بناء أولادي، محبة وثقة الناس كنز حقيقي، أعمل ضمن لجنتين خيريتين ومن خير الناس والمغتربين، فلا أتكلف بدفع أي مبلغ، فأنا مؤتمن على الأموال لايصالها لمستحقيها.
نقوم ومجموعة متطوعة بدراسة واقع الأسر الفقيرة وتحديد احتياجاتها، نملأ استبيانات لهذه الحالات ليتأكد المتبرع وصاحب المال أن مايتبرع به يذهب للمكان الصحيح، لأن حتى المغتربين والمتبرعين معظمهم ليس غنياً وثرياً فالجميع يساهم اتجاه اهله وابناء بلده والغالبية تتبرع رغم الحاجة والظروف القاسية، فهذه الأموال كأموال الوقف يجب أن تذهب في المكان الصحيح».
جذور "مروان أبو خير" تمتد إلى الثورة السورية الكبرى فهو ابن المجاهد "قاسم أبو خير" عضو قيادة الثورة السورية الكبرى، حيث لازال يحتفظ في منزله ببعض الذكريات من والده، وعنها تحدث: «عندما توفي والدي كنت وأخوتي أطفالاً، أنا في السادسة وأخي في التاسعة وأختي اثنتي عشر عاماً، وقد أرسل "شكري القوتلي" إلى "شكرية عبيد" وهي ابنة المجاهد "علي عبيد وكان مقرباً من والدي وصديق "القوتلي"، يسألها عن أحوالنا بعد وفاة والدي، أجابته أننا فقراء، أرسل معها مبلغ ثلاثة آلاف بنت بهما غرفتان للإيجار باقيتان حتى اليوم.
في منزلي خصصت زاوية كمتحف صغير يضم ذكريات الأهل التي حافظت عليها وأضفت إليها، هناك صندوق في المضافة حافظ على أكثر من مئة وثيقة أصلية وهي وثائق ورسائل ومحادثات بين أعضاء قيادة الثورة، برقيات من شكري القوتلي وسعد الدين الجابري وغيرهم، وقد عرضت هذه الوثائق "كمال الشوفاني" في معرض في المركز الثقافي في "السويداء" عام 2019».
"معتصم الأطرش" صديق "مروان أبو خير" ومن الداعمين والمشاركين بالفعاليات والمبادرات الخيرية في المحافظة، قال: «"مروان أبو خير" معروف لدى مغتربي المحافظة في "الكويت" وهو موثوق بالنسبة لهم لدرجة إئتمانه على أموالهم، فهم يرسلون له الأموال لايمانهم باخلاصه في إيصالها لمن يستحق، ندين له بالفضل بفكرة الاستبيانات التي تضم معلومات عن الأشخاص الحاصلين على التبرعات، فقط لضمان ثقة المتبرعين ولكي يعلموا أين صرفت أموالهم، فكرته عممت على معظم الجمعيات في المحافظة بحيث تم اعتمادها لدى الغالبية، بدأ معنا نشاطه الخيري بمجموعة أبناء السنديان، ثم بدأبتوزيع المعونات بناء على ثقة المغتربين وهو حالياً مع مجموعة الانسانية تجمعنا، جميع من عرفه يشهد بأخلاقه وطيب أصله وكرمه وأمانته».
بقي أن نذكر أن "مروان أبو خير" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1953.