مبدع راحل يستحق التوقف عنده...المخرج رياض شيا

"رياض شيا المخرج السينمائي السوري ...الذي لم يتسن له البوح بكل ما عنده" 

 يعد المخرج رياض شيا من جيل الشاعرية و الدلالية العميقة في السينما، اذ ان فلسفته في الاخراج لا تقل اهمية عن جيل العمالقة من جيل السبعينات و الثمانينات في الفن السابع أمثال Sergio Leone, Federico Fellini  ,Francis Ford Coppola وغيرهم . لقد استطاع شيا إيصال صورة سينمائية تتحدث عن كل شيء بإحساس عالي من الجمال رغم قلة الأفلام التي أتيح له أن يبدعها، إلا أن فيلم اللجاة يبقى الأيقونة، ليس للسينما السورية فحسب بل للعالم العربي اجمع.


 ومن هنا نستطيع ان نلقي بثقل السؤال التالي : من المسؤول عن عدم قدرة مبدعينا على البوح بكل اسرارهم و إضفاء جمالية إنتاجهم على حياتنا ؟

 لقد برهن شيا على رؤيته الجمالية العميقة للحدث و ارتباطها الوثيق بالإنسان من خلال ربطها بالمكان و الزمان و هذا ما تحقق في رائعته "فيلم اللجاة " 1995، تلك الرشقة الإلهية من التكوين الحجري العبق بالتاريخ و هذا ما ضمن له صورة سينمائية دلالية لا تصلح لفيلم سينمائي فقط ، بل أضحى هذا  الفيلم توثيقياً لتاريخ و حاضر المكان و الانسان، لقد بين شيا أن اللجاة على ما تظهر عليه من قسوة بملامحها و نتوءاتها الصخرية و براكينها التي ثارت من قديم الزمان، إلا انها مازالت حية من خلال ثورة ابطال جبل العرب على المستعمر العثماني و كانت ملحمة أوديسا و إلياذة جديدة رواها هوميروس جبل العرب رياض شيا . قام شيا بالتجول في اللجاة لتبوح ببعض من أسرارها له , لأنه دخلها بروح المحب و سمحت له برؤيتها عن كثب من خلال ممراتها و أيقوناتها التي بدت واثقة كحكيم لا يخشى الموت ، وداعاً رياض شيا ستبقى في قلوبنا ما بقيت اللجاة على الأرض . و شراكته مع الروائي السوري ممدوح عزام الذي كتب رواية معراج الموت التي كانت الهاماً لفيلم اللجاة جعلته يخطط الى ان يعملان على فيلم أرض الكلام رواية الكاتب ممدوح عزام و لكن لم يكتب له النور. 


يذكر ان رياض شيا من مواليد السويداء عام 1954 وتوفي في العام 2016، وقد حول حياته القصيرة الى بحث دائم في السينما ، وانجز فيلمه القصير الاول أبان تخرجه من المعهد العالي للسينما "ففيك" بموسكو، كما يذكر ايضا ًانه عمل كمساعد مخرج في فيلم نجوم النهار لأسامة محمد و في فيلم الطحالب لريمون بطرس . 

راوية ذياب - 22-2-2021