لقاء مع الكاتبة سلام شيا عن كتابها "Mourir d'aimer".

بوجه هادىء مبتسم، تستقبلك الكاتبة الشابة سلام شيا، وبقلب ملىء بمحبة بلدها وخوفها عليه، كيف لا، وهي التي وضعت عصارة جهدها في المغترب (كندا)، لتصدر كتاب يروي ويوثق ويحاكي الم ووجع اهالي ضحايا انفجار المرفأ المشؤوم في ٤ آب من عام 2020 بعنوان Mourir d'aimer  او "الموت من الحب". 

وبمناسبة وجودها في لبنان وإقامة حفل توقيع كتابها، كان لمجلة الرأي الآخر الألكترونية opinedigest مقابلة معها للتعرف عليها أكثر، ومعرفة فكرة وظروف ومضمون هذا الكتاب.

أهلا وسهلا بحضرتك في مجلة الرأي الآخر، عرفينا أكثر لو سمحت على سلام شيا، معلوماتك وحياتك الشخصية وصولاً لحياتك العملية. 

انا سلام شيا من لبنان، الذي عشت فيه معظم حياتي قبل انتقالي الى الغربة. تعلمت في الجامعة اليسوعية، حيث نلت اجازة في الترجمة ومن ثم ماجستير في العلاقات الدولية والتاريخ  قبل زواجي في العام 2009 من السيد هادي عجب وانتقالي الى كندا حيث أعيش حالياً مع عائلتي المؤلفة من زوجي وولدين. 

عملت هناك في القطاع التربوي والبلديات، ومؤخراً بدأت العمل في دار نشر معروف يهتم بطباعة الكتب المدرسية والجامعية. وكآخر الأحداث في حياتي العملية هناك، كان قيامي بتجربة الكتابة التي اعشقها ، عبر كتاب Mourir d’aimer  الذي هو مستوحى من انفجار 4 آب ، والذي حاولت من خلاله ومن خلال الشخصيات التي أنا استنبطها أن أظهر كيف أن هذا الحدث، وبثوانِ معدودة، قلب الحياة لعائلات كثيرة رأساً على عقب . 


من هنا اسمحي لنا ودون أن نفشي أسرار الكتاب، بأن نسألك أن تخبرينا وبشكل موجز عن مضمون الكتاب أو عما تدور أحداثه؟ 

هو رواية، فيها العديد من الشخصيات، التي تختلف من حيث العمر والبيئة وطبيعة العمل ، والتي حاولتُ من خلالهم أن أظهر كيف كانت حياتهم قبل وبعد الانفجار، حاولت توثيق أثار هذه الجريمة المروعة والتي غيرت حياة كثيرين، حيث دمرت أمالهم وطموحاتهم ونفسيتهم، وكيف أنه ولغاية تاريخه لم نصل الى الحقيقة ولا زالت العدالة غائبة. 

الهدف الاساسي من خلال للكتاب هو اطلاق صرخة وجع عن أناس عاشوا الانفجار شخصياً أم من خلال أقارب لهم، لا سيما وأن هذه الجريمة قد طالت بشكل أو بآخر كل فرد مقيم في لبنان أو حتى خارجه.

 السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل شخصيات الرواية هم حقيقيين وتم التواصل معهم، أم مفترضين أي من مخيلتك ويجسدون الأحداث التي حصلت؟ 

كل الشخصيات أنا افترضتها أو اخترعتها ، انما كل الأحداث التي أتكلم عنها هي مستوحاة من الواقع، عبر التواصل مع الأصحاب ومع أشخاص على معرفة مسبقة بهم أم من خلال الفيديويات والأخبار الموثقة التي وصلت لنا، كما تعمدت في الكتاب ادخال صور انطبعت فعلاً في الأذهان جراء الانفجار ، كتلك الممرضة التي حملت 3 رضع ومشت بهم الى بر الامان ، أو المرأة التي وضعت مولودها على ضوء الهواتف أو الشموع، أو ذلك الرجل المبتورة رجله والذي ساهم وبكل اندفاع بتنظيف وكنس الشوارع والذي أثر بي بشكل كبير حيث أنه مستنظر من الغير ولا سيما المسؤولين التواجد والقيام بواجباتهم القانونية والأخلاقية. 

بالخلاصة، أنا حاولت توثيق ونقل كافة الصور التي انطبعت في أذهاننا من خلال الشخصيات التي خلقتها أو افترضتها. 


إذاً، يمكننا القول أنك ربطت الواقع بالخيال أو المخيلة، أي جسدت الوقائع من خلال روايتك، وعليه ندعو الجميع إلى قراءته والتمتع بهذه الخلطة الفكرية الجميلة، وننهي لقاءنا بسؤالين ، الأول هو كيفية تلقيكم للخبر في المغترب وكيف كانت ردة الفعل؟ 

تلقينا الخبر بطريقة قاسية وصعبة وقد كانت صدمة بالنسبة لنا، حتى أنه لم نكن لنصدق في بداية الأمر، وبدأنا مباشرة باتصالات بأقاربنا وأصدقائنا وقد تابعنا كافة الأحداث بتفاصيلها كما كل الجاليات اللبنانية في الخارج، وقد اندفعنا للمساعدة بكافة الطرق الممكنة، انما بالطبع تبقى الحاجات جداً كبيرة. 

أخيراً، ما هي نظرتك ونظرة المغتربين اجمالاً للبنان ، هل لازال لديكم الأمل بقيامته؟ 

 بالنسبة لي، اعتبر أن لبنان يمر بأسوأ فتراته، نفسية اللبنانيين مرهقة، الوضع الاقتصادي صعب جداً حتى الوضع الامني غير مطمئن، انما وبعد معرفتنا الكبيرة بتاريخ لبنان وما مر عليه عبر التاريخ يبقى لدي الأمل بشكل دائم وأكيد بعودة لبنان لسابق عهده.

 وبالمناسبة أنا اطلقت إسم "أمل" على الشخصية الرئيسية في الرواية . وسنبقى نحن كلبنانيين وكثر مثلنا نؤمن بهذا البلد، كما سيبقى الكثيرين في الطرقات وعلى المنابر لايصال الصوت والدفع نحو التعافي والشفاء لهذا البلد الجريح.

بعض روابط مقابلات الكاتبة: 

https://www.usherbrooke.ca/diplomes/nouvelles/details/47820

https://icibeyrouth.com/culture/76728

https://www.mtv.com.lb/vod/en/video/226194 https://m.youtube.com/watch?v=bTNaJbAqcNU
http://www.radioliban.gov.lb/media/11461/يوم-سعيد-مع-سلام-شيا-5-7-2022.mp3