لقاء مع الفنان عز الدين الأمير

يقول الموسيقار السّويسري إرنست ليفي:
"ستبدأ الإنسانية بالتحسُّن عندما نأخذ الفن على محمل الجدّ كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال."
فالفن الهادف له دورٌ مهمٌّ في تعزيز مفهوم الإنسانية لدى النَّاس ومن هذا الفن الأغنية الإنسانية الملتزمة التي سنعرّفكم عليها أكثر قرَّاءنا الأعزاء من خلال حوارنا مع الفنَّان عز الدِّين الأمير.


أهلاً وسهلاً بك في موقع " OpineDigest تقبّل رأي الآخر" الفنان المتألِّق والمغنِّي الإنساني الملتزم : عز الدّين الأمير


ــ حدِّثنا قليلاً عن سيرتك الذَّاتية.


كلّ التَّحيّة والتَّقدير لكم ولقرّائكم ومتابعينكم مني عز الدّين الأمير
( الحيناني ) ومن أسرتي المكونة من زوجتي المدام ريما وابنتي منار وابني منيار ونقطن حالياً في دمشق مدينة جرمانا والمواليد قرية حبران محافظة السويداء يعني الهوى جنوبي والعشق دمشقي، ونقدم الأغنية الإنسانية التي أحب والتي اخترتها لتحمل روحي وبصمتي وأعبّر فيها عن مشاعر وهموم النَّاس.


ـــ متى بدأت في هذا المجال ولماذا اخترته؟


الحقيقة هذا المجال وهو الأغنية الإنسانية هي انعكاس لروحي ولست أنا من اخترته ودائما كانت كل تعابيري تحمل هذه الصَّبغة ولكن حتى استطعت أن البس ثوب خاص يناسب روح عز الدّين الأمير كانت منذ عام 2000 بشكل فعلي.


ـــ هل واجهت بعض صعوبات؟ حدِّثنا عنها.


ههههه أخاف أن يطول الحديث ولكن باختصار صعوبات جمة وطبعاً لأنني أسبح في عكس التيار وكنت دائماً أتعرَّض لضغوطات
من كل النَّاس بشكل عام لكي أُقدِّم الدَّارج و"المطروق" من الأغاني وما يسود من هرج ومرج ولكن كنت متمسِّك وأعلم ماأقدِّم وما أغنّيه يحمل أفكاراً لابد لها أن تصل حتى لو تأخرت
والحمدللّه كنا نحفر في الصَّخر بالقشة وبريشة العود وبالصّوت ولكن استطعنا بالإرادة والتَّصميم أن نحفر بعض الأخاديد في صخرة الحياة.


ـــ ما محتويات الأغنية الإنسانية؟


طبعاً لو نظرنا بشكل عام الأغنية هي أغنية وهي تؤلف من كلام ولحن وصوت يؤدي وموسيقى تعزفها وهذا يشمل كل الأغاني …..
ولكن مايميز أغنيتنا بأننا نعتمد أولاً على الكلمة التي تحاكي مشاعر النَّاس وهمومهم وأفراحهم وأتراحهم وتعبر عن أوجاعهم وتكون من نبض الشَّارع ويأتي اللحن كي يلبسها حلّة تناسبها لتدخل القلب والأحاسيس والمشاعر وتحاكي من خلالهم الفكر وتقدم المتعة الرّوحيّة والوجدانيّة والقيمة والمعنى.
وغالبا ندرجها مابين هذا السَّطر
( إدراك المصير المحتوم والوجود الزائل في الحياة )
وأن نحياها بمحبة وسلام ونعمل على تقبُّل الآخر لأنَّها ثقافة مجتمعية يجب تعميمها كي نكون بشراً حقيقيين.


ــ في موجة الأغاني الهابطة للأسف هل وجدت الأغنية الإنسانية صداها في الوطن العربي ؟


يعني أنا ماراح قول أغاني هابطة ولكن كل شخص بيحب يكتب اسمه بما يعرف ويُحب وليس لي اعتراض على الألحان أبداً لأنها قوالب موسيقية وتقدم بأي شكل لكن العتب على الكلمة وطبعاً ليس في الكل ولكن في الغالبية يستسهلون الكلمة ويجمعون حروف دون فكرة أو معنى والهدف تحريك القدم والخصر أكثر من محاكاة العقل والفكر
أما هل وجَدَت الأغنية الإنسانية صداها …
الحقيقة هي بحاجة لجهود وجهات تدعمها وشركات تروّج لها كي تكون الحامل والمعرّف للاغنية الانسانية
( الأغنية الملتزمة )لأنها تأخذ الرواج العامودي وليس الأفقي ولكن عندما الإعلام والإعلان العربي يأخذ دوره الصحيح ليقدم الأقيّم في الكلمة وليس الأجمل في الصورة ولا الأسرع والأرقص في إيقاع الأغنية أو الأدعم أي المدعوم أكثر أو من يدفع أو يرفع أكثر ليصل
وللأسف تربطنا بعض المفاصل التي تعيق تقدمها ولكن عندما يكون التوجه الإعلامي العربي الحقيقي للأغنية ذات القيمة التي تساهم في رفع الضائقة وتسليط الإعلام الحقيقي وإحياء المهرجانات المناسبة لتعميم ماتحمل من ثقافة وأفكار بناءّة فعندها ستصل حتما بطرق أقصر وبشكل أسرع لتخدم قضايا مجتمعية وإنسانية وتعمل على توسيع الرؤية وكما يقال ( كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ) ونتمنى أن لاتطول الصحوة الإعلامية وكما يقال أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي ...


برأيك ماهدف الأغنية الإنسانية في هذا الزمن؟


كما ذكرت المساهمة في توسيع الرؤية والحث على الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية وتعميم ثقافة قبول الآخر وتسليط الضوء على بعض العادات الاجتماعية السلبية والتحريض على المحبة والتعايش في سلام ونبذ الحروب والطائفية وإدراك وجودنا كبشر زوار لهذه الدنيا ولا فارق مابين لون أوطائفة أو دين أو اختلاف جنس أو بلد كلنا أخوة في الإنسانية ولكن بنفس الوقت نرفض الاحتلال ونرفض الاستغلال
وإن المقاومة عن ماسُلب منكَ بالقوة حق مكتسب أن تستردهُ في كل قواك وليس تحريضاً أو تشجيعاً للحروب بل ليكون رادع لمن تسوله نفسه في التعدي على حقوق الآخر وممتلكاته فالمقاومة حق مشروع لكل شخص أو شعب انتُهكت أرضه أو سُلبَت حريته وانهانت كرامته وهذه الحالة مشروع فيها المقاومة كدفاع عن النفس والوجود وتحقيق الذات الأنساني.


ــ هل لديك أغاني موجهة للجيل الجديد؟


طبعاً عندما نقول أغنية إنسانيّة فهي تحاكي سيرورة الحياة والإنسان في كل زمان ومكان وإن الثّوابت في الحياة لن تتغير فالإنسان مازال على شكله منذ الوجود ولكن مايتغير بعض القشور من موضة معينة تدرج لفترة زمنية في اللباس وفي بعض العادات والتقاليد وكل أغانينا تحاكي الجيل والأجيال لأن الإنسان إنسان أينما وجد ونحن نحاكي إنسانية الإنسان.


ــ ما رسالتك للجيل الجديد؟


فلنفرح مااستطعنا ولكن دون التخلي عن أرضنا وهويتنا وعروبتنا


ــ ما أعمالك القادمة؟


إن شاء الله الأعمال موجودة ولكن قيد التنفيذ ومنذ فترة قصيرة تم توقيع مجموعة "تبدا الخطوات" في مقر اتحاد كتاب العرب فرع دمشق وصدور هذه المجموعة بعد عدة مجموعات مثل مجموعة "أغنّي" ومجموعة "ولا شي" ومجموعة "أغاني للأطفال" حوالي عشرون أغنية ومجموعة "دعوة محبة" حفل لايف ومجموعة "منعمرها"
ومجموعة شقشقة الصور
ومجموعة حروف الجر
انتهاءً بمجموعة" تبدا الخطوات" وطبعاً كل مجموعة تحتوي على مالايقل على خمس عشرة أغنية ونتمنى دائماً أن نقدِّم الأغنية التي تصل لقلوب الناس ومشاعرهم.


ـ أستاذ أمير لك أغنية شقشقة الصور فما هي الصورة الأحب إلى قلبك خلال مسيرتك الفنية؟


نعم أغنية شقشقة الصّور من كلماتي وألحاني والتوزيع الموسيقي للفنان جورج نعمة وتسجيل استديو الفنان لويد النجار
وهي تحمل حالة وجدانية ذات حساسية عالية وتوصف حالة الإنسان كيف يمضي حياته في لحظاته الحياتية وصُورهِ المؤقتة التي وحدها توقف الزمن والتاريخ ولكن بعد الرحيل لم يتبقى حتى الصور سيأتي من يمزقهم ان كان يعلم مايفعل أو بدون علم وهكذا هي الحياة ولأجل الأسف
مقطع من اغنية شقشقة الصور
( بكرى ياقلبي انت مش إنت
لما بتصير ورقة ملونة
ومخزّنة بدراج وبيفتحوها ولاد يتعاركوا ويتغالبوا بشقّشقّة الصور )
وأحَب الصور في حياتي رؤية وسماع ضحكة طفل
وعندما أستطيع تقديم مساعدة لمن يستحقها أو دعاء محتاج أو مريض أستطيع تقديم خدمة له
والصورة الأجمل التي أتمنى أن أراها أن لايكون مقهور او محتاج أو مظلوم أو مشرد أو مهجر أو معذب في العالم عامتآ وأن تكون كل الناس في حالة فرح وسعادة وتعايش وأن نقبل بعضنا في كل حالاتنا ومايجب أن يحكمنا سوى المحبة والسَّلام.

روابط الأغاني والفيديوهات للفنان الامير:

 https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3558339670913183&id=100002115550353 

 https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3517510754996075&id=100002115550353 

https://www.facebook.com/ezedin.alamir/videos/2393992420681253/ 

أجرت المقابلة الزميلة ناريمان عبيد