"عبد الله قطيني" الصحفي الذي وثق للمغتربين

ولاء عربي - 14- 7- 2023

 أسس موسوعة "رواد الاغتراب السوري حول العالم" والتي شهدت نجاحاً كبيراً وإنتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، نظراً للجهود المبذولة في توثيق انجازات المغتربين السوريين، بدءاً من وصولهم المغترب وكفاحهم ومعاناتهم حتى الوصول للنجاح.

 الحديث عن الصحفي "عبد الله قطيني" الذي حل ضيفاً على موقع مدونة وطن eSyria من خلال اللقاء التالي: 

البداية من الانتقال لدراسة العلوم السياسية بعد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، حيث قال: «انتقلت مع أسرتي إلى محافظة "دمشق" عام 1969 حيث كان يعمل والدي، ودرست في مدارسها حتى حصولي على الثانوية العامة الفرع العلمي، مجموع علاماتي أهلني للدراسة في كلية "الهندسة الميكانيكية والكهربائية"، وفي ذاك الوقت كان جلَ طموح الأهل والطلبة الدراسة في كليات الطب والهندسة، درست عامين في الكلية ولكن لم أشعر بالمتعة، لم أشعر بأني أحقق ذاتي من خلال هذه الدراسة، فكان قرار تغيير الفرع ومع الاصرار انتقلت إلى دراسة العلوم السياسية وحصلت على الإجازة عام 1985». 

بعد التخرج مباشرة بدأ "قطيني" العمل في الصحافة والبداية كانت مع جريدة "الثورة" وتلتها محطات عديدة عنها تابع بالقول: «عينت مباشرة في نفس عام التخرج محرراً في صحيفة الثورة السورية التابعة لمؤسسة الوحدة للطباعة والنشر، حيث بدأت مسيرتي المهنية من قسم الاستماع السياسي الى شعبة الأخبار المحلية إلى محرر صحفي بالصفحة الاولى، وعدت لأتسلم رئاسة قسم الأخبار المحلية بالجريدة بعد أن تحول من شعبة الى قسم، كما عملت كمندوب للجريدة في "مجلس الشعب" لفترة امتدت حوالي ثماني سنوات وكنت أعد صفحة أسبوعية تتناول مداولات أعضاء المجلس ومداخلاتهم وإنتقاداتهم وتساؤلاتهم للحكومة، بالإضافة إلى إيفادي من الجريدة الى "لبنان" وعلى مدار سنوات لإجراء مقابلات مع السياسيين والمواطنين اللبنانيين لصالح الجريدة». 

وعلى الرغم من ضغط العمل في الجريدة إلا أن طموح "عبد الله قطيني " المهني لم يتوقف، فقد عمل أيضاً في عدد من الأماكن عنها أضاف: «لم يتوقف طموحي المهني هنا بل إمتد الى خارج الجريدة حيث كنت أعمل كمستشار إعلامي في "غرفة تجارة دمشق" وإتحاد "غرف التجارة السورية"، وأقوم على أمانة تحرير مجلة الغرفة "النشرة الاقتصادية" كما قمت بتحرير عدة نشرات لمجالس أعمال "سورية – لبنانية" ومعارض ومؤتمرات إقتصادية، كما عملت مراسلاً لصحيفة الخليج الإماراتية الذائعة الصيت حتى اليوم وذلك من خلال مكتب صحفي في "دمشق" متعاقد مع الجريدة يتقاضى عمولة محددة عن كل موضوع تنشره لنا جريدة الخليج، فقد كنا مجموعة محررين نستكتب فيها، وكانت فرص العمل في ذلك الحين محدودة جداً قبل إنتشار الإنترنت ومواقع التواصل. 

في عام 2014 تقدمت من إدارة جريدة "الثورة" بإستقالتي من العمل وذلك بعد مضي 30 عاماً على عملي بها وقبل بلوغي سن التقاعد بأربع سنوات».

 سافر "قطيني" فترة قصيرة إلى "فنزويلا" وأثمرت تلك الزيارة بعدد من الفعاليات منها تأسيس موسوعة الاغتراب السوري عنها أضاف: «أواخر عام 2014 سافرت إلى "فنزويلا" بدعوة من الجالية السورية واستمرت الزيارة ثلاثة أشهر، زرت خلالها 30 مدينة واطلعت عن كثب على أوضاع المغتربين السوريين وكم هم بحاجة الى المزيد من الاهتمام لنشد أزرهم ونستفيد من قدراتهم في بناء الوطن من جديد، ومن هذه الزيارة خرجت بفكرة للكتابة عن المغتربين.


 بداية تعاونت مع "موسوعة الجبل" التي أسسها في "السويداء" المغترب في "نيجيريا" الأستاذ "زياد صيموعة" رجل الخير الذي قدم الكثير لأبناء محافظته في جميع المجالات الخيرية والثقافية، وهي عبارة عن موسوعة تضم إثنان وعشرون كتاباً ويدير تحريرها الصحفي "منهال الشوفي" صدر منها إثنا عشر كتاباً، وماتزال عشرة كتب قيد الصدور من ضمنها كتابي. 

 بعد ذلك حاولت إنجاز موسوعة حول الإغتراب السوري بالتعاون مع المغترب "مفيد كرامي" يعود نصف ريعها لمؤسسة "كرامة" للتنمية ومقرها "السويداء"، ولكن العمل فشل والخسائر لاحقتني. 

أخيراً قررت أن أعمل لوحدي فأسست مشروعي على الانترنت بداية على موقع فيسبوك تحت مسمى"موسوعة رواد الاغتراب السوري حول العالم" وبدأت بنشر قصص نجاح المغتربين السوريين من شتى أنحاء العالم، وهي قصص ملهمة ومحفزة نكتبها بعيداً عن أي توجه سياسي، وقد تناولت الموسوعة على صفحتها حوالي مئة وثلاثين قصة نجاح لمغتربين سوريين في دول مختلفة وذلك منذ انطلاقها لأول مرة في الخامس من تشرين الأول من العام 2019».

 "رفيق الكفيري" رئيس مكتب جريدة الثورة في "السويداء" تحدث بالقول: «عرفت "عبدالله القطيني" في تسعينيات القرن الماضي عندما عينت في جريدة "الثورة"، وأبرز ما يميزه هدوئه وعقله الراجح ومحبته لكل من حوله ورأيه السديد، وسرعان ما انتقلت علاقتنا من عمل إلى صداقة أخوية متينة مبنية على الاحترام، ومع مرور الزمن عرفت فيه مدى إخلاصه وتفانيه في العمل بصمت بعيداً عن الأضواء، كان على الدوام يقف إلى جانب زملائه ويمد لهم يد العون لتطوير خبراتهم الإعلامية، فهو لم يدخر جهداً في مساعدة من يحتاج، وبعد أن أنهى عمله الوظيفي، بقيت مهنة الهموم والمتاعب نبض قلبه ولم يبتعد عنها، فإنخرط في مجال العمل الانساني والخيري خدمة لأبناء وطنه يفعل الخير تارة ويدل عليه تارة أخرى، ولج بحر الاغتراب متوجهاً إلى "فنزويلا" ولعب دوراً بارزاً بين أبناء الجالية، إهتم بالإغتراب والمغتربين مشاركاً في بحث عنهم ضمن "موسوعة الجبل" المتنوعة، لينطلق بعدها إلى التوثيق الإلكتروني من خلال موسوعة أحدثها تحكي عن قصص ونجاحات لمغتربين من أبناء الوطن تستحق الوقوف عندها».

 الدكتورة الصيدلانية "لبنى جميل حاتم" مغتربة في "فرنسا" حلت ضيفة على "موسوعة الاغتراب السوري" وقد تحدثت عنها بالقول: «موسوعة جميلة سلطت الضوء بطريقة لافتة ومختلفة على عدد كبير من المغتربين السوريين الذين غادروا سورية، وأخذوا على عاتقهم المسؤولية بالقدرة الكبيرة بالإندماج بثقافة الغرب التي هي بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وحياتنا وتجاوز العقبات من صعوبات اللغة والتعلم والخضوع لشروط خاصة بالأجانب من متابعة التعليم والتعديل، ألقت الضوء الكبير على مقدرة السوري التي لاحدود لها على النجاح بكل بقاع الأرض وتعلم كافة اللغات وإتقان العمل. 

 تجارب الاغتراب هي ملهمة وغنية لكل من يريد أن يخوض تجربة السفر، وتجارب قاسية لكل من يعتبر المغترب يعيش في نعيم ورغد، لايستطيع أي مغترب سوري النجاح إذا لم تكون الجهود مضاعفة، أتمنى لهذه الموسوعة الاستمرارية والدعم بكافة الطرق لأنها مرآة لكل مغترب سوري وحافز للبعض وتجربة غنية للبعض الآخر، من خلال الموسوعة تعرفت على عدد كبير من السوريين المبدعين في بلدان الإغتراب، موسوعة الإغتراب صفحة واعدة وملتقى جميل لأبناء سورية جمعنا ظرف واحد وهدف واحد».

 بقي أن نذكر أن "عبدالله قطيني" من مواليد قرية "ريمة حازم" في محافظة "السويداء" عام 1958 . 

نقلاً عن موقع مدونة وطن