رافي وهبي .. قصة نجاح تمثيلي وإخراجي وكتابي

أماني هندي السلمان -16-4-2021

التكيف مع متطلبات السوق ومنتجي الأعمال الدرامية مهمة غير سهلة بالنسبة للمخرجين ، لأنهم في الوقت ذاته يسعون للحفاظ على معايير فنية عالية ، ومن الصعوبة أيضاً إرضاء منتجي العمل ، وإرضاء الذات الفنية ، والتوفيق بين نوعين من الأعمال الدرامية ، لذا فهناك صعوبات تكمن في إنتاج فيلم فني وجماهيري وتجاري في نفس الوقت . 

الا أن المخرج والممثل والكاتب السوري رافي وهبي ابن محافظة السويداء نجح في أن يدمج السينما الجماهيرية مع السينما المستقلة الفنية خاصة في تعاونه عام 2019 مع شركة " فالكون فيلمز " حيث كتب وأخرج فيلم " بلا هيبة " وهو فيلم كوميدي من إنتاج وتمثيل لبناني ، والفيلم لم يخلُ من عناصر فنية وجمالية واضحة ، والأهم من ذلك وجود نص قوي ويحمل رسائل سياسية واجتماعية عدة ، وقد حصد إيرادات عالية محافظاً في نفس الوقت على قيمته الفنية ومبتعداً عن الكليشيه المبتذل. 

- رافي وهبي هل هناك فهم خاطئ للكوميديا في الإنتاج الدرامي ؟

اليوم هناك فهم لموضوع الفيلم التجاري بأنه فيلم أولويته الأساسية هو الترفيه ، ويتم فهم الترفيه على أنه كوميديا ، وكل ما يثير الضحك ، مما يدفع صّناع الدراما إلى البحث عن مجموعة من المؤثرات والنكات والمواقف والشخصيات المضحكة ، وتجميع كل ما يعتقدون أنه مثير للضحك ووضعه ضمن خانة الكوميديا ، ويلي ذلك عملية بناء حكاية الفيلم بناءً على المعطيات التي تم تجميعها من هنا ومن هناك .


- هناك أحاديث كثيرة طالت العلاقة بين الدراما السورية واللبنانية كيف تصف لنا هذه العلاقة ؟ 

 هناك علاقة شائكة ، بالأساس أي شركة فنية بغض النظر عن دوافعها وأسبابها هي شراكة مردودها إيجابي ، لكن إلى حد الآن هذه العلاقة لم تذهب إلى ذلك المدى وربما العكس هو ما حصل ، فنوع الإنتاجية الدرامية التي انتشرت وأصبحت سائدة التي تعبر عن هذه العلاقة هي انعكاسات سلبية للمهنة عند الطرفين السوري واللبناني . وهناك أعمال يكون فيها المخرج سوري والكاتب سوري ، وجزء من الفنيين والممثلين سوريين أيضاً ، والجزء الأخر لبناني ، وهذا النوع من الإنتاجات منتشر فعلاً ويحقق مشاهدات عالية ، لكن آلية العلاقة سلبت الكاتب السوري والمنتج السوري والممثل السوري مميزاتهم ، فالنص السوري واقعي ومميزات التمثيل السوري واقعية  والإخراج واقعي ، وهذه الواقعية فُقدت إلى حد ما ، فالصانع السوري دخل في صيغة تتلاءم مع الرأسمال اللبناني . 

- ما المتغيرات التي طالت الدراما اللبنانية بعد دخول العنصر السوري إليها ؟ 

هناك كم كبير من المتغيرات طالت الإنتاجية الدرامية في لبنان لكون الدراما السورية واقعية ، ولكون الدراما اللبنانية التي كانت سائدة كانت في معظمها غير مرتبطة بالواقع ، فكانت التأثير السوري لناحية ربط الدراما اللبنانية أكثر بالمشاهد وحياته وقضاياه ، وقد رأينا مسلسلات مشتركة واضحة التعبير عن جماعات أو أشخاص في لبنان ، وبالتالي نشأ هذا الارتباط بين الدراما وبين الواقع في لبنان ، وأعتقد أن الدراما اللبنانية من الناحيتين الكمية والكيفية إلى تحسن . لكن تجدر الإشارة أن اليوم المعيار الأول لنجاح أو فشل العمل الدرامي هو كمية المشاهدات  وهذه إشكالية تتطلب النقاش مطولاً لأنه معيار مهم ولكنه ليس الوحيد ، ولا يكفي القول أن المنتج الدرامي ناجح فقط بسبب مشاهداته المرتفعة أو العكس ، فالأهم هو مدى التأثير الفعلي للمنتج الدرامي والنقاش الذي يثيره بين المشاهدين وهذا يتجاوز نسب المشاهدة ، خاصةً أن السعي لتحقيق أرقام مشاهدة عالية أحياناً يدفع الصانع للاسترخاص بالبحث عن وسائل الجذب .


_ تجربتك الشخصية في لبنان 

خلال تجربتي في لبنان ، ليست المشكلة في الخريجين والكتاب لأن المبدعين اللبنانيين في هذا المجال كُثر ، لكن آلية الإنتاج الموجودة اليوم لا تسمح لهم بالدخول والفعالية ، فلا توافق بين ما يطمح إليه الشباب المبدعون وبين مزاج المنتج اللبناني ، ومن منظوري الشخصي أنا أرى أن الدراما اللبنانية في تحسن كبير مقارنةً بما كانت عليه قبل 5 أو 6 سنوات . 


يذكر أن الفنان رافي وهبي من مواليد 17 يونيو عام 1966 وله عدد من الأعمال الدرامية المهمة تمثيلاً مثل : ( غزلان في غابة الذئاب – القعقاع بن عمر التميمي – بدون قيد – يوميات مدير عام – أيام الغضب – أسرار المدينة – الحجاج – أهل الغرام – موعد مع المطر – بقعة ضوء ج7 ) .

وكان له عدة أعمال مسرحية مثل : ( الرقصة الأخيرة – كاريكاتور – الرجل المتفجر ) .

وفي السينما : ( زهير الرمان 2001 – المهراجا 2018 ) .

وقد كتب عدة نصوص لأفلام ومسلسلات منها : ( حارة عالهوا – موعد مع المطر – تقاطع خطر ) .

وقام بإخراج عدد من المسلسلات والأفلام  منها : ( حارة عالهوا 2008 – بلا هيبة 2020 – مسلسل بلا قيد ) .