دور البلديات الإجتماعي والصحي لا سيما بلدية بيروت مع أ. خالد ممتاز

الناشط الاجتماعي والسياسي ورجل الاعمال

أ. خالد ممتاز


16 - 2- 2023 

من  المتعارف عليه في جميع دول العالم عن أهمية  دور  البلديات في التنمية الاجتماعية والبيئية والإنسانية وفي خدمة المجتمع ، وفي هذا السياق ، حديث أجرته مجلة الرأي الآخر الالكترونية " Opine Digest" مع رجل الاعمال  والمرشح  سابقاً  للانتخابات البرلمانية والناشط الاجتماعي والكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد ممتاز .


 محور الحديث كان  حول أهمية دور محافظة بيروت و بالاخص بلديتها في  الانماء  وماذا يمكن للمواطنين تقديمه لاعادة إنماء وتطوير دور بلديتهم ؟ 

لا يخفى على أحد أنّ بلدية بيروت هي أغنى بلدية في لبنان. يقع تحت نطاقها المرفأ والواجهة البحرية وكبريات مستشفيات لبنان وجامعاته الخاصّة والمدارس، عدا عن أبنية المصارف والفنادق والمطاعم والمقاهي والأسواق التجارية، يضاف إليهم الأملاك البحرية وعدد السّكان الذي يدخل ويخرج إليها ويستقرّ فيها ويزيد عن عدد نصف الشعب اللبناني..

 تكمن في بيروت مشكلة رئيسية عنوانها أنّ المداخيل لا تتوافق مع الخدمات التي قدّمتها وتقدّمها البلدية منذ ما قبل الأزمة الاقتصادية التي بدأت تطفو إلى السطح في خريف 2019.

 تحت صلاحيات البلدية كمّ كبير من الخدمات الاجتماعية والصحية والحياتية التي يمكن أن تقدّمها لأهالي وسكان بيروت. لكنّ المجالس ورؤساء البلدية المتعاقبين لم يلتفتوا سوى لمشاريع البنى التحتية والتجميل في غالب الأحيان، من دون التركيز على الخدمات.

 بإيجاز سريع، تستطيع بلدية بيروت ومحافظها الذي يعدّ السلطة التنفيذية ويختلف بصلاحياته عن سائر بلديات ومحافظات لبنان، أن يقدموا مراكز رعاية صحية أولية للأفراد والعائلات الأشد فقراً، بالإضافة إلى إمكانية تقديم محطة كهرباء خاصة بالمدينة العاصمة التي تعدّ عصب وقلب الاقتصاد والعجلة المالية في لبنان. هذا إن لم نتطرّق للتقديمات التي يمكن للبلدية مساعدة أهالي بيروت عبر المساهمة في دفع الأقساط المدرسية مثلاً وغير ذلك.

 يعود السبب في تقصير بلدية بيروت إلى أمرين : 

الأول -   سوء اختيار المجالس ورؤساء البلديات. إذ كان يتم اختيارهم بناء على التوجهات السياسية بعيداً عن القدرة التخطيطية والانمائية والخدماتية، ما فتح الباب على مصراعيه أمام المشاريع المشبوهة وغياب المحاسبة والشفافية. 

الثاني-  هو الاشكال التاريخي بين المجلس البلدي ومحافظ المدينة بسبب اختلاف الصلاحيات. 

يستطيع الناخب البيروتي أن يحلّ هذه المشكلة بسهولة، وذلك في حال قدّم البرنامج الانمائي والسير الذاتية للمرشحين على التوجهات السياسية. فعمل البلدية في الدرجة الأولى هو إنمائي وخدماتي، والسياسة فيها تفصيل عابر على عكس الانتخابات النيابية. 

تقديم البرامج والسير الذاتية وأبعاد السياسة يفتح الباب أمام المحاسبة وترسيخ الشفافية.

 إذ يشعر رئيس المجلس البلدي والأعضاء بالأمان في حال كان الناخب يختارهم ويدافع عنهم رغم أخطائهم والارتكابات من أجل السياسة، لكنّه لن يكون كذلك في حال اختلف الأمر. 

بهذا الإيجاز يتضح أهمية أن يختار الناخب بطريقة صحيحة، وانعكاس ذلك على معيشته وأموره الحياتية، خصوصا في ظل الأزمة التي جعلت أصحاب الحاجة في بيروت أكثر من أي وقت مضى.