روبير أعرج
بطل لبنان للراليات ذات الدفع الامامي
لعدة مرات متتالية
15 - 9- 2021
سباقات الرالي من أبرز سباقات التحمل والسرعة، تمر عادة بمراحل عدة و مختلفة ومتفاوتة المسافات، هذا النوع من الرياضات يتطلب دقة وتركيز ومهارات تفوق العادة في قيادة السيارة وهي من الرياضات الخطرة لكي يتحقق الفوزبها يجب على المشارك ان يكون قد شارك بمراحل عدة يتم تجميع نتائج كل المراحل التي خاضها على أساس الوقت المنجز بين مرحلة وأخرى، و يكون الفائز هو كل من يسجل أسرع مجموع ،بمعنى آخرأسرع وقت نهائي.
فمن يتابع رالي لبنان، يعلم تماماً من هوالبطل روبير أعرج، السائق المميز إسم لا يمكننا إلا أن نقف عنده و بكل تقدير وفخر، هو بطل لبنان للراليات وسباقات السرعة لعدة مرات متتالية للسيارات ذات الدفع الامامي (2013-2014-2015) .
في مقابلة أجرتها معه مجلة " Opine Digest " الالكترونية
تقديراُ لمسيرته المميزة المكللة بالنجاحات ورفع إسم لبنان عالياً.
- كيف اكتشفت حبك لهذه الرياضة الخطيرة؟
إجمالاً حبي لهذا النوع من الرياضات إكتسبته من والدي منذ الصغر، الذي كان سائق راليات وملاّح محترف ، بدأت مسيرته منذ الثمانيات حتى آخرالتسعينات، بمعنى آخرتربيت وترععت في أجواء السباق وكنت أواكبه خلال تمريناته وسباقاته ومن خلال مشاركاته في الامارات وبطولة الشرق الأوسط كان له الفضل في أن أتعلق بهذه الرياضة ، وهو من علمني وشجعني أن أشارك في هذا النوع من الرياضات.
- كم مرة نلت بطولة لبنان في سباق الدفع الامامي؟
أحرزت لقب بطولة لبنان للراليات ذات الدفع الامامي ثلاثة مرات مرات على التوالي ، كما أحرزت لقب بطولة لبنان لتسلق الهضبة لفئة الدفع الامامي أيضا أربع مرات على التوالي.
- ما هي الصعوبات التي واجهتها أو الاعتراضات لممارستك هذه الرياضة الخطيرة؟
واجهت الكثير من الصعوبات لدى ممارستي هذه الرياضة الاحب على قلبي ، من الصعوبات التي واجهتها أولاً هي عامل الوقت والسفر، إذ أن رغبتي في المشاركة في بطولة لبنان وهي الأصعب في الشرق الأوسط تتطلب الكثير من الوقت و التمرين المكثف والتركيز، ولكن بعدما انهيت دراستي الجامعية وبحكم عملي خارج لبنان أبعدني قليلاً عن ساحة السباق.
يليها الصعوبات المادية هذا النوع من الرياضات مكلف جداً أكثر مما تتصورونه وهذا لا يعلمه الجميع ، ولم يكن لدينا "Sponsor " الكافي، لان من يريد إحتراف هذه الرياضات عليه أولاً أن يثبت مدى جدارته وإحترافه ليتمكن من نيل ثقة ودعم الجهة الممولة ، في البداية على السائق أن يتكبد أموالاً طائلة من جيبه الخاص بحكم أنه لايزال غير معروف ولا تكون الجهة الممولة تعرفه ، وبعد أن يجتاز مرحلة تطوير خبراته وقدراته وهذا عمل يتطلب تحضير "Portfolio" خاص به لمدة سنتين على الأقل كي يصبح مؤهلاً لدعمه وتمويله من الجهات الداعمة والممولة . وعلى الصعيد الشخصي أهم الصعوبات التي واجهتها لممارسة هذه الرياضة هي تأمين الاموال و تأمين جهات ال " Sponsor " وإيجاد الوقت للتمرين وطبعا هذا بحكم وجودي خارج لبنان لضرورة العمل.
- ما هي شروط السائق المحترف والمعايير المطلوبة لممارسة هكذا نوع من الرياضات؟ -
هناك معايير مهمة لممارسة هذا النوع من الرياضات، أولاً على السائق/الملاح أن يجد الوقت للتمرين بمعدل 11 على 10 ، الغلط هنا غيرمسموح فيه ، لان أي الخطأ يمكن أن يكلف حياة الشخص والمال .لذلك يجب أن يكون التحضير والتدريب على مستوى عالي جداً جداً ، يبدأ من التمرين المتواصل، وعلى السائق/الملاح أن يكون لديه خلفية عن القيادة بالطريقة الصحيحة ، والأفضل اذا كان درس من خلال " ECOLE DE PILOTAGE "، إضافة عليه أن يكون مهيأ ذهنياً وجسدياً وفكريأً ، ويجب أن يتمتع بسرعة البديهة والتحرك في ردات الفعل ومعرفة التحكم بها ، لأن أصعب ما في قيادة سيارات الرالي القيام بعدة أفعال متزامنة من مراقبة الطريق على سرعات عالية من خلال النظروالتركيزعلى كافة تفاصيل الطريق والقيادة والتواصل مع مساعده الجالس الى جانبه و الاستماع الى الملاحظات والتعليمات التي يزوده بها كل هذه الأمور تحصل في جزء من الثانية .
- ما هي نوع السيارات التي تحب قيادتها ؟
طبعا أنا بدأت بقيادة السيارات ذات الدفع الامامي لانها هي المدرسة الاساسية لقيادة السيارات، واذا نظرنا الى جميع أبطال العالم بدأوا من هذه المدرسة بالذات ، إذ انها تطورت لتصبح من فئة (أر.سي .3) وأصبحت سيارة متقدمة جداً ولديها سرعات عالية جداً حيث تصل إلى مراحل يمكن لهذه الفئة أن تسبق سيارات الدفع الرباعي، وهذا الشيء مميز جداً، وعلى الصعيد الشخصي أنا احب قيادة فئة (ار5 )أحدث فئة في قيادة السيارات هي من الدفع الرباعي ولكن من فئة ( أر 5) وهي من الاجمل حالياً ونتمنى أن نتمكن من قيادتها.
- ما هي نشاطاتك الحالية ؟
صراحة عاكسني الحظ ، قمت ببيع سيارتي الرالي الخاصة من 2019 قبل بدء الثورة مباشرة ولم اكن أعلم ما كانت ستؤول إليه الامور على أساس سوف أقوم بشراء سيارة اخرى من طراز ومواصفات أجدد ، لكن ما حصل أن أموالي علقت في البنك مثل بقية الناس منذ الازمة، ونعلم جيداً أن إسعار سيارات الرالي باهظة جدا ، وهنا كانت خسارتي من كل الاتجاهات. من جهة أصبحت بلا سيارة رالي ومن جهة أخرى علقت أموالي في البنوك ولم أتمكن من شراء سيارة أخرى. على أمل أن يتحسن الوضع لكي نتمكن من شراء سيارة رالي جديدة لنكمل مسيرة أحب الرياضات على قلبي.
- ما هي المشاريع التي تقوم بتحضيرها على صعيد العمل؟
أما على صعيد العمل، لدي عملي الخاص الذي بدأته منذ 2018 وأركز عليه حالياً في هذه المرحلة لانجاحه وتطويره قبل العودة إلى الرالي، وقد قمت بتأسيس شركة إسمها (ذا موتور هوب " THE MOTORHUB " ) في الامارات العربية المتحدة (دبي – وأبو ضبي ) هي شركة تقوم بتنظيم مناسبات وأنشطة متخصصة لوكلات السيارات على الحلبة مع تمكين الخبرات للسائقين بالإضافة إلى تقديم استشارات إدارية ودعاية وخطط متخصصة لشركات السيارات. وتتمثل مهمتها في دعم لوكالات للسيارات والزبائن المعتمدين لتحسين أدائهم . وهذا العمل لم يبتعد عن ما كنت أقوم به سابقاّ وبقيت ضمن أجواء السرعة والحلبة . وأقول أن الرالي لم تكن عملي إلأ انها تحولت من مرحلة الهواية الى مرحلة الاحتراف.
- هل تجد صعوبة إيجاد ممول لهذه الرياضة في ظل الازمات الاقتصادية؟
صراحة أنا من الأشخاص الذين كنت أعمل كثيرا على الممولين "بحكم ومجال عملي في الميديا والاعلانات والأنشطة ، ولكن حالياً ومنذ 2018 حتى تاريخه الامر أصبح صعب جداً، وأصعب من قبل، وخاصة مع تردي الوضع اللبناني حيث ان الشركات الأجنبية وبالخارج، التي أتعامل معها لم تعد ترغب بالقيام بأي عمل أو دعاية أو إستثمار في لبنان ، وهذا الامر صعب ، وبما في ذلك الشركات في الداخل اللبناني التي لاتملك القدرة على دعم هذه الرياضة ، والله يعين لبنان.
وعلى أمل أن نجد ممولين ومستثمرين من الخارج وأنا اركز على هذه النقطة بالذات لان صراحة هذه الرياضة جد مهمة، لبنان يُخرِج أفضل سائقي الرالي في المنطقة ويجب دعهمم كما تم دعم كرة السلة وكرة القدم في لبنان ومازال دعمهم قائماً وأتمنى أن يدعموا رياضة السيارات لانها بحاجة للدعم والاهتمام.
- أين لبنان بالنسبة لروبير المغترب؟ والرسالة التي تحب أن توجهها لجمورك في لبنان والعالم؟
أحب أن أقول صحيح أنني أعمل في الخارج ولكن لم أشعرأبداً أنني مغترب ، لانني أحب لبنان و أقوم بزيارته تقريباً كل شهر ، لبنان موجود وثابت وصامد ونحبه كثيراً ،ونحبه بشعبه وبرياضاته وبكل أموره، ولكن كنا ،تمنى لو أن السياسة تبتعد قليلاً عن الجيل الجديد لكي يعيش يتمكن من تحقيق أحلامه، وعندها نكون أسعد شعب في العالم .
وهذه رسالة أحب أن أوجهها أن لبنان إكتفى وتعب ، ولا يجب أن يكون هناك أي تدخل سياسي ومن جهة أخرى يجب دعم الاقتصاد وتحسينه وتطويره لان من المحزن جداً كل تلك الطموحات والادمغة والمواهب الموجودة في لبنان تغادرالى الخارج , وأنا اولهم سافرت الى الخارج منذ زمن لان الوضع ليس بخير ، وأتمنى أن نعود جميعنا الى هذا البلد. لان لبنان بكل بساطة أجمل بلد في العالم ، ولكن للأسف لا أرى حلولاً لذلك في المستقبل القريب.