حامل شعلة "إذاعة الشرق" د. يقظان التقي في مقابلة مع مجلة الرأي الآخر.
4 - 2 - 2023
مجلة الرأي الآخر الالكترونية " Opine DIGEST" في مقابلة مع المخضرم حامل شعلة إذاعة الشرق من بيروت الدكتور يقظان التقي.
من منا لم يسمع إذاعة الشرق التي تبدأ نهارها مع صوت فيروز وتواكب ضجيج مدينة بيروت واخبار لبنان ؟
الدكتور يقظان التقي إعلامي وأستاذ أكاديمي ، مارس الكتابة الصحافية منذ منتصف التسعينات في الأنوار ، الاسبوع العربي ، النهار ، وفي جريدة المستقبل كمسؤول القسم الثقافي، وناقداً في شؤون المسرح ، التشكيل والموسيقى.
عمل في إذاعة الشرق بيروت - باريس مسؤول النشرة المستمرة في بيروت ومسؤول القسم الثقافي .
حائز على دكتواره في العلاقات الدولية والدبلوماسية من المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية . وهوحالياً إستاذ في العلوم السياسية والإعلامية، كاتب رأي ومقال سياسي في جريدة العربي الجديد .
أين أصبح دور الاعلام المسموع اليوم في ظل التداعيات الحالية ؟
يسجل الاعلام المسموع حضوراً قوياً في العقد الأخير ، وما زال أثره مقيماً إلى جانب التلفزيون ، وهو من المرجعيات المركزية في الاعلام التقليدي، رغم تطور الثورة التكنولوجية الرابعة وبروز الميديا الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي .
هل بإعتقادكم إنقطاع الكهرباء في لبنان أعاد دور محطات الاعلام المسموع إلى الواجهة؟
الإذاعة برز دورها بسبب الديمغرافيا الواسعة وتزايد عدد سكان المدن ، ما يتسبب بتمضية أوقات طويلة للوصول الى مراكز العمل في وسائل النقل لا سيما السيارة ، ثانيا الإذاعة وسيلة إجتماعية بإمتياز في طرح القضايا التي تهم الناس مع تفاقم الأزمات المالية منذ الأزمة المالية 2004 ، إلى الأزمة الأخيرة في الحرب الروسية على أوكرانيا مروراً بأزمة كورونا والإغلاق ، فتحولت الإذاعات وسيلة تواصل أساسية للهرب من الحجر الصحي وإعلانات حالات الطوارئ. الإذاعة التي برزت في الحرب العالمية إستفادت من تطور شبكات التواصل والإنترنت ، فتحولت الى التقنيات الرقمية، والبرودكاست الملازمة لإصدارات الصحف ، وبفعل التطور التقني أصبح بإمكان أي كان الاستماع الى خمسمئة إذاعة دولية . "عجقة المدن" ، و الحاجة الى النسق الاجتماعي ، الهروب من الحياة المركبة والمجتمعات المغلقة الى المجتمع المفتوح على الصوت والخيال والتأمل ، عزز موقع الإذاعة في توأمة مع عمل التلفزيون ، وإمتداداً له ، ولشبكات التواصل الاجتماعي . لكن إغلاق بي بي سي عربي شكل نكسة للإعلام الاذاعي العربي ، بسبب صعوبات في التمويل، في موازنات تحتاج الى ملايين الدولارات سنوياً ، إن نموذج دعم الحكومة البريطانية لهيئة الإذاعة البريطانية الذي تسبب رفعه بإغلاق القسم العربي. إن تجربة الإذاعات الدولية نموذج مونت كارلو الدولية ( تمويل قطري )، تؤشر الى صعوبة العمل الاذاعي الدولي في المستقبل ، مقابل فورة الإذاعات المحلية . عالم جديد من الاعلام وثورة إتصالات رابعة من شأنها التغيير في وظيفة العمل الاذاعي وبقاءه مشروط بالتكاملية مع الوسائط الجديدة .
ما هي الصعوبات التي يعانبها الاعلامي بشكل العام ومقدم البرامج الاذاعية بشكل خاص ؟
تسببت الأزمة الاقتصادية في لبنان وإنقطاع الكهرباء والحاجة إلى مادة المازوت بالتوقف في العديد من المحطات الإذاعية ، الإذاعة وسيلة تواصلية بسيطة ، ولكن لا تعمل من دون طاقة ومحطات إرسال ، وبالرغم من انتشار وتطور أدوات العمل رقميا في معظمها ، إلا أن الاستديوهات لا تعمل من دون شبكة ربط كاملة تشغلها الطاقة والكهرباء كما وسائل النقل التي تعيق وصول الموظفين والضيوف الى أماكن عملهم .
كلمة أخيرة ؟
بالنهاية الإذاعة هي نشاط إتصالي أولاً، ومقدمو البرامج الإذاعية هم في مقدمة حراس البوابة الإذاعية، يتأثرون بالأوضاع العامة السياسية والمالية ، والاضطرابات العامة . فمقدم البرامج من أكثر الناس حساسية تجاه الأوضاع العامة، يتأثر نفسياً بتدهور الأوضاع ، ويحاول أن يبعث طاقة إيجابية في نسقه الاجتماعي العام ، وهي مهمة صارت شبه مستحيلة في بلدان الاضطرابات والأزمات ، وفي بلد مثل لبنان صار يذهب فيه الكلام والتوك شو الى اللامعنى مع تراكم الانهيارات .
الإذاعة صوت بين مخيلتين ومدينتين وثقافتين ، وما وراء الصوت مدينة مفتوحة.
