الوضع الاقتصادي الراهن وكيفية الإنقاذ مع الخبير المتخصص الدكتور غابي بجاني.

18- 2- 2023 


 الخبير والمتخصص في الاقتصاد والمال الدكتور غابي بجاني في حديث لمجلة الرأي اللآخر الالكترونية " Opine Digest".

عن الوضع الاقتصادي وكيفية الحد من الانهيار؟ وهل هناك برأيكم  خطة تعافي في ظل الوضع الراهن؟

 ليس هناك خطط إقتصادية تكون فعالة  في ظل هذه الظروف ، ولكن الأهم من الخطط  الاقتصادية الوضع السياسي العام، يعني إذا كان هناك من توافق سياسي في لبنان، يجب أن يكون هناك إتفاق على سياسة في هذا البلد ونظامها المعتمد، وأن يكون الجميع متفق عليه، إنما للأسف لا توافق سياسي، لذلك لا أمكانية لوجود خطط إقتصادية والمقصود منها هي على المستوى الاستراتيجي، طالما لا يوجد خطة إقتصادية تُطبق إذا لم يكن هناك إستقرار سياسي  في البا. قد يكون  هناك خطط إقتصادية صغيرة على مستوى  المرحلة وعلى المدى القصير ، ولكن لكي  تكون  الخطة الاقتصادية فعالة يجب أن  تأتي ضمن توافق سياسي وعام في البلاد. 

  -ما هو تقيمكم لتلك المرحلة  وخصوصاً بعد بحث جديد أجرته هيومن رايتس ووتش تلقي فيه الضوء على المستويات المقلقة للفقر وإنعدام الأمن الغذائي في لبنان بسبب تراجع النشاط الاقتصادي، وعدم الاستقرار السياسي، وارتفاع تكاليف المعيشة ؟ 

الفقر في لبنان طبيعي جداً أن يتزايد دائماً ، لأنه على مستوى دخل الافراد في لبنان ، في حال أخذنا 75% من دخل الافراد العاملين في لبنان كله مدفوع بالعملة الوطنية ، والعملة الوطنية  في حالة إنهيار  بدليل إن ارتفاع الدولار الذي  تخطى  80 الف للدولار الواحد ، طبعاً الشخص العامل في لبنان مهما كان مسمى الوظيفي ومهنته ، فإنه مازال يقبض مرتبه بالليرة اللبنانية  التي  تنهار . إذاً إن  القدرة  الشرائية نسبة للأجر الذي يقبضه مقارنة بالقدرة الشرائية معدومة وأقل من السابق بأشواط.  ومن هنا   نجد إن هناك عملية إفقار متواصلة للشعب اللبناني ، وهذا الشيء لا يمكن حله ، إلا من خلال وضع خطة إقتصادية شاملة تتطلب وضع سياسة  ثابتة  متفق  عليها من كل الأطراف اللبنانية بحيث يكون الجميع موافق  عليها ، وهذا للأسف غير موجود في الوقت الحاضر، و سيظل  مسلسل إفقار الشعب اللبناني مستمر، وطبعاً الحل الوحيد بالنسبة للشعب الذي تم إفقاره يسمح له  أن يحصل مداخيل بعملات أخرى، بمعنى آخر أي حرفة أو عمل بحيث يمكن أن يحصل دخله بغير العملة الوطنية يمكنه أن يحد من الفقر وفي حال لم يتمكن من ذلك للأسف الفقر مستمر. 

  -هل تعتقد أن الدعم الخارجي سيساهم في إستقامة الوضع؟ 

إن الدعم الخارجي له مفعول قصير الأمد ، عندما نقول هناك دعم خارجي يعني  عندما تأتينا مساعدات  وهي  مؤقتة  ويمكن  أن نقول كالأوكسيجين  كوسيلة  تساعد الشخص الذي هو في حالة إنعدام أن  يصمد لعدة أيام ليس لأكثر من ذلك ،  ناهيك عن أن  المساعدات الخارجية التي تأتي   لدينا تجربة معها للأسف في لبنان، فهي تذهب إلى  أماكن غيرلمخصصة لها أو تذهب إلى  أشخاص أخرين أو تباع في الأسواق، الدعم الخارجي  يجب أن يكون للطبقات المحتاجة وأن يكون  هناك وسيلة فعالة لإيصال هذه المساعدات ، وبكل الأحوال حتى إن وصلت هذه المساعدات إلى الأشخاص الأكثر إحتياجاً يبقى مفعولها على مدى القصير جداً لإكتساب وقت أضافي، إذ أن المساعدة  الفعالة والصحيحة من الخارج هي على الصعيد الاستراتيجي ، وهنا  المقصود  التي  لها علاقة بالبنية الاقتصادية اللبنانية كالاستثمارات وبناء المعامل والمصانع أو أشغال معينة  لكي تمكن أن تشغل الكثير من الأشخاص وهكذا تكون المساعدات الخارجية فعالة على المدى الطويل ، ولكن المساعدات الحالية فقط محصورة على المدى القصير هذا  وإن وصلت.

    -وما هي الاجراءات الواجب اتخاذها كأفراد للصمود وتخطي تلك المرحلة ؟ 

في ظل غياب الدولة  وغياب المنظمات والمؤسسات الفاعلة في المجتمع والتي دورها المحافظة على أمنه عامة وعلى أمنه الغذائي والاجتماعي ، هناك  مؤسسات وجمعيات تحاول المساعدة  ولكن للأسف أن في أكثرية  المناطق اللبنانية غير موجودة. إذاً ما يجب عمله اليوم على الصعيد الفردي أن كل شخص يمكنه أن يكفي نفسه  أو كان ميسور يمكنه أن يتبنى أو أن يساعد  أفراد من مجتمعه أو جيران أو أشخاص معينين بالمنطقة أو الحي  الذي يعيش فيه، مثال إذا كنت قادر أن اشتري ربطة خبز أو طبخة معينة أن أتقاسمها مع جاري أو أشخاص غير قادرين على تأمين قوتهم أو معيشتهم  لهم ولاولادهم ، للأسف وصلنا  لمرحلة أن نفكر بطريقة بالدعم الفردي ، أي كل شخص أن يدعم الأشخاص الاخرين إنسانياً في مجتمعه وهنا  ما يقال بالتعاضد الاجتماعي.