الدكتور خالد العبدلله - استاذ محاضر في كلية الفنون
فسم المسرح والفنون
10- 10 - 2021
في مقابلة أجرتها مجلة " Opine Digest " مع الدكتور خالد العبدلله الفنان الشامل صاحب الضحكة النابضة بالحياة،
في نبذة عنه : حائز على دكتوراه في الفن والموسيقى والمسرح ، مارس المحاماة لفترة وجيزة وما لبس أن توجه نحو الفن لوجود تعارض بين المهنتين ، حائز على المرتبة في الأولى في برنامج ستوديو الفن عن فئة الطرب العربي ، إستاذ " الصوت" محاضر في الجامعة اللبنانية كلية الفنون مشارك في عدة نشاطات مسرحية وفنية وبرنامج فنية متلفزة، له روح مفعمة التفاؤل والتواضع ، إنه الدكتور خالد العبدلله.
- في ظل جائحة كورونا أين كان خالد العبدلله؟
في ظل جائحة كورونا، التزمت كلياً بالإجراءات المفروضة في الفترة الأولى ، وإستمريت في إعطاء دروس On Line في كلية الفنون والعمارة لتلاميذ المسرح والسينما كل ما يتعلق بالصوت وكيفية إصداره والغنى والتذوق الموسيقي ، في ظل هذه الجائحة غالباً ما تم تدريس تلك المواد On Line بالرغم من أن هذه المواد عملية ، ولكن إستخدمنا طريقة تسهل طريقة تصل بسهولة للطلاب، وفي الوقت ذاته ، عملت على ذاتي خلال فترة الحجر كان هناك وقت فراغ أكثر وقد عملت على تلحين وكتابة الأغاني والقراءات، كانت هناك إلتفاتة الى الذات أكثر والى الكشف وسبر أغوار النفس والروح وكانت التجربة بالنسبة لي كانت جيدة رغم ان الظروف الخارجية كانت مريرة وصعبة الا أنني تخطيتها بطريقة إيجابية وجيدة.
- ما هي قصة إنتقالك من عالم القانون والمحاماة الى عالم الفن ؟
أنا درست الاختصاصين في الوقت نفسه ، الحقوق وفنون المسرح وتخرجت سنة بعد سنة 92 و 93، حتى انني إنتسبت لنقابة المحامين وعملت في مهنة المحاماة لمدة 4 سنوات ، وكنت ما زلت اتابع مشاركاتي في فنون المسرح والغناء حتى كان لدي برنامج يعرض على شاشة تلفزيون المستقبل سنة 1997 إسمه "طل القمر" كنت أستضيف فيه الفنانين وأنا أقوم بالغناء بهذا البرنامج في ليالي رمضان ، الذي حدث ان في قانون تنظيم مهنة المحاماة يمنع الجمع بين المهنتين ، على ضوء ذلك تم تحديد موعد في نقابة المحامين في جلسة مع النقيب والأعضاء ، وأول سؤال تم طرحه علي كان أنه نُسِب إليك أنك تتعاطى الفن ، أمام هذا السؤال ضحكت لدرجة أنني عبرت بطريقة معترضة إذ أن من المعيب أن يطرح مثل هكذا سؤال ومنذ وقتها علقت عضويتي في نقابة المحامين وسلكت عالم الفن.
-أين اصبحت تحضيرات آخر اعمالك ؟
آخر أعمالي حاليا "معجوقة هذه الفترة " ، نقوم بتحضير ورش عمل تتعلق بالصوت وتقنيات الصوت من حين الى آخر ، ومؤخراً عملت أنا و السيدة القديرة نضال الأشقر في مسرح المدينة على تدريبات بين الصوت والمسرح وبين التمثيل بمشاركة طلاب " فنون " ودكاترة من مختلف الفئات ، فهذا على مستوى الصوت و تقنيات الصوت ، وفي نفس الوقت أقوم بتدريب لتقنيات الصوت لمذعين وفنانين واحياناً لشخصيات سياسية لان موضوع الصوت وتقنيات الصوت عالم خاص وضروري جداً للأشخاص على الفرد أن يجرب هذه الدورات لتمرين الصوت.
وعلى مستوى الموسيقى والغنائي أسست فرقة جديدة أسميتها " جيلان" من جيلين أنا وآدام إبني من جهة انا على العود وإبني على البيانو و الاورغ وأسامة الخطيب الموسيقي الرائع الشهير على base وابنه على الدرامز أسامة وإبنه يلعبان الموسيقى الغربية وأنا والعود شرقي ، عملنا نوع من ال fusion مزيج بين الطرب وأغاني العربي لمسة بين الروك والجاز أحيانا صوفي فيها خلطة مميزة وجميلة سبق أن نظمنا عدة حفلات وأعمل عل تطويرها ، وهناك مشروع موازي إبني آدام يعمل على تحضير مقطوعات صوفية وهو مشروع عمل ديو بيني وبينه.
- عُرف عنك انك تحمل رسالة طابع الفن التقليدي ماهو سر إختيارك له؟
منذ بداياتي أتخذت هذا المنحنى التقليدي في Conservatoire ودخلت في فرقة الموشحات فرقة نبيل الخطيب في أول التسعينات ، وحصدت المركز الأول في برنامج ستوديو الفن عن فئة الطرب العربي، وحسب نظرتي يجب على الشخص أن يعرف Repertoire لحضارته بشكل عام ، لكني واكبت كل شيء جديد، وحرصت في إختياراتي لاعمالي المحافظة على مستوى معين من الأغاني، وأريد أن أضيف أيضا إلى برنامج "زركش" الذي عرض على تلفزيون لبنان ، حيث كنت أقوم بتقديم البرنامج بالاضافة الى الغناء. والمشاريع التي أعمل عليها مؤخراً تنصب في هذا المجال وأعمد إلى تطوير والذهاب إلى أماكن أخرى في الموسيقى.
- بصفتك فنان كيف تقرأ الوضع وانعكاسه على عالم اهل الفن والغناء؟
طبيعي جدا في ظل كورونا بالذات واكيد أثر سلباً ولكن إختلفت بين شخص آخر وكيف تعاطى مع هذه الحالة، هناك من لم يعمل و هناك من عمل من منزله وحضرت لمشاريع جديدة ولكن بشكل عام إنعكاس سلبي على قطاع الفن وعلى المسرح وعلى كل ما يتعلق بالفنون.
- هل من جولات داخل وخارج لبنان؟
داخل لبنان اكيد دائما هناك نشاطات في مسرح المدينة ، وهناك كل أسبوعين مرة باNOW بالاشرفية وهو Pub ولكن يقدم Live Bands كل الأسبوع وللذواقة ، فإننا نقدم حفلات من خلال فرقة "جيلان " التي نعمل عليها ، وهناك أفكار / مشروع نعمل عليه يتعلق بتقنيات الصوت والمغنى للخارج لن أتكلم عنها بالتفصيل حالياً لأننا مازلنا نعمل عليها ، إحتمال تكون الوجهة إلى إوروبا وهي ضمن المفاوضات.
- أين اصبح مشروع حفل مسرح المدينة؟
لم نحدد التاريخ بعد ، لكن خلال شهر ونصف بصدد أنا وآدم إبني تحضير حفلة صوفيه في مسرح المدينة.
- نار بيروت ماذا تعني لخالد العبدلله ؟
ما بعد إنفجار 4 آب ، كان صدمة كبيرة وللعالم أساسا، عملت " نار بيروت" قدمتها بطريقتي، خصوصاً ان كان هناك ضخ في الاعلام أعمال عادية ووسط وجيدة، وعدت عملت " هوى النار " كانت مزيج ما بين البيانو واكابيلا ، وعملت لها موسيقى Music Nation مع صور خالد آغا بالذات ، فهوا بيروت ونار بيروت بالنسبة لي قبل الانفجار وبعد الانفجار ، هي نار الروح المتوجهة لها روح مميزة بيروت ، ولكن حالياً مضروبة بصراحة وصعبة أيامها ، على أمل أن تعود هذه الروح أن تشع عبر دم جديد عبر رؤيا جديدة عبر فكر جديد عبر تطور نحو المستقبل ... آمل وآمل .. وأبقى دائما متفائل بهذا الخصوص.
-إذا اردت ان توجه سؤال لنفسك وتجيب عليه ما كان يجب ان يكون؟
إذا أردت أن أوجه سؤال لنفسي، هذا ليس موضوع سؤال ، أنما هو موضوع لفلسلفة كل شخص، وانا عن عمر عشرين سنة احب أن ألقي إضاءة عليه وأن أتكلم عنه فأنا أمارس التأمل التجاوزي أبحث كثيرا في العالم الداخلي وفي العالم الروحاني ، من خلال تدريسي أدخلها في البرنامج التدريسي لطلابي ، ومع تجربتي في التعليم أدخل تجربتي الشخصية من حيث توسيع الخيال من حيث الحرية الداخلية من حيث الابداع، الاهتمام بالذات من خلال التأمل الذاتي وعبر التفتيش الدائم هذا يصطقل الروح ، ويبقى الانسان يفتش عن أسرار هذا الكون العظيم ، فأنا دائما أبحث عن كل ما هو جديد فكرة جديدة ، وفي حال وجدت فكرة جديدة تتناقض مع ما كنت عليه أغير وأوجه البوصلة إلى مكان آخر ، فالعمل على الفكر وعلى الروح هو السؤال الذي اسأله لنفسي وأتابعه حتى مع طلابي.
- رسالة الى جمهورك؟
الرسالة ، أن نستمر في الاستماع الى الموسيقى والفن وأن نخرج في كل ما يقيدنامتعلق بالهوية والانتماء القاسي والمتقوقع، في داخل كل شخص هوية مجزئة إلى إنتماءات كثيرة هنا يجب أن ينظم إلى ديمقراطية في الانتماء ، دون تعصب وبالتالي أن يوسع خياله لكي نصل إلى مرحلة المواطنة الفعلية بغض النظر عن الدين اللون والدين والجنس الى آخره، هذه رسالتي ، في هذه الأيام ،لكي أكون صريح أكثر لان هذه الأيام المذهبية هي مشكلة كنا في مراحل سابقة كنا نقول طائفية أما الان الطائفية والمذهبية والمناطقية وخصوصا في سنة 2021 أن نكون على هذه الأمور، هذا جدا مؤسف ، وهنا نقول أن نرى الهوية بما تحتويها وهو الانتماء الحقيقي.
يا بيروت...