أهمية دور الاعلام وتاُثيراته
محمود حسن - مصر
مدير المرصد الإعلامي لبحوث ودراسات الشرق الأوسط
مديرا للعديد من البراامج التليفزيونية
رئيس تحرير تنفيذي لموقع بالعربي نيوز
باحث بدرجة الماجستير عن اتخاذ القرار وعلاقة صانعي القرار بوسائل التواصل الاجتماعي وكيف تؤثر عليها وتتأثر بها.
4 - 9 -2021
لا شك أن الاعلام له تأثير بشكل مباشر على المجتمع وعلى الفرد وعلى الجماعة من خلال سلوكياتهم وحتى على المعاملات التجارية وسياسات الدولة وحتى على الاستراتيجية الاقتصادية والتجارية .وتأثيره متشعب ويمتدد على كافة الصعد الاجتماعية والثقافية والإنسانية والتعليمية وغيرها ،إنه بكل بساطة السلطة الرابعة .
في حوار أجرته مجلة " Opine Digest " الالكترونية مع الأستاذ محمود حسن.
- إلى أي مدى تعتقد دور الاعلام المرئي والمسموع في التأثير على الرأي العام؟
يظل الإعلام بكافة اشكالة المقروء والمرئي والمسموع له سطوته في تشكيل توجيهات الرأي العام من خلال استخدام الآلة الفاعلة في توصيل الصورة وكذلك من خلال استخدام ادواته في الرصد والحشد ثم التوجيه .. وقد كان لنا في الحالة الأمريكية المثال الاكبر في كيفية تأثير الإعلام على الرأي العام حيث كانت اول عملية لاستخدام رجالات السياسة للدعاية والاعلام هو ما ذكره الفيلسوف الامريكي "نعوم تُشُومِسْكِي" في كتابه "كيف تسيطر على الاعلام" عن علاقة السلطة بالاعلام والتي تجسدت عام 1916 في موقف الرئيس الامريكي " وودرو ويلسون" اثناء اندلاع الحرب العالمية الاولى حيث كان المشهد الداخلي الامريكي للعامة او للشعب غير مقتنع بالانخراط في الحرب ضد المانيا والتي كانت قد اجهزت على معظم البلدان الأوروبية في ذلك الوقت ، فماذا عسى الرئيس الأمريكي ان يفعل لاقناع مواطنيه باهمية الدخول في الحرب ضد الطوفان الالماني حيث شرع في انشاء لجنة للدعاية الحكومية والتي نجحت من خلال دعايتها واللعب باساليبها في اقل من "ستة أشهر" الى تحويل المواطنين المسالمين والرافضين لفكرة الحرب الى اشخاص تتملكهم فكرة القتال والجموح الى تدمير كل ما هو الماني وخوض الحرب لتخليص العالم وانقاذه كما صور لهم مسئوليهم حينها وكان هذا الحدث بمثابة اول تجربة ميدانية في استخدام السلطة السياسية للاعلام كأداة رئيسية في ترويج مشاريعها السياسية والوصول إلى الجمهور بكل شرائحه واتجاهاته.
- أين ومتى يجب ان توضع الضوابط الإعلامية ؟
قبل الحديث عن وقتية ومكان وضع معايير وضوبط الإعلام يجب ان نتحدث قبل هذا عن صفات من يضعون هذه الضوابط .. فهناك نظرية حارس البوابة التي نستخدمها في الإعلام حيث يجب ان يكون هذا الشخص قد مارس مهنة الإعلام ودارس له، لديه خبرة وباع كببير في العديد من المدارس الإعلامية الكبرى يعي قوة الكلمة ويفرق بين قول الحج وافتعال الازمات من خلال الشائعات يكون على دراية كافية بأخلاقيات الإعلام التي غابت عن الكثير من النابر في الفترات الاخيرة.. اما بالنسبة لأين يجب وضع الضوابط الإعلامية فيجب وضعها على كافة المنابر الإعلامية مهما كانت مشاهداتها قليلة كما يجب وضع هذه الضوابط في كل وقت واي مكان وزمان لان للكلمة ثقل ووضع يمكنها ان تساعد على نشوب فتنة او قيام حرب لذلك كان لزاما على صانع المادة الغعلامية ان يراعي قيمة وقوة اللكمة وامانتها.
- كيف تفرق برأيكم الشخصي بين الاعلام المدفوع والاعلام الحر؟
الإعلام في الأصل يعني الطرح ونقل الصورة بشكل محايد ومن كافة زواياها وكل جوانبها واطرافها دون التوجيه او دعم أجندات معينة، والمؤسف في الأمر بعد دخول رجال الأعمال والسياسيين الى الاستثمار في مجال الإعلام لم يعد هناك إعلام حر فأصبحت آلة الإعلام مدفوعة الاجر مأجورة التوجه ولم تعد كلمتها تساند الحياد بل هي صوت من يدفع لها، كما عمدت بعض الدول الى امتلاك وسائل الإعلام لتكميم الأفواه والسيطرة التامة على كل ما يخرج للجمهور عبر وسائل الإعلام،فأصبح الإعلام عبارة عن اداة للتغيب الشعوب.
- ما هي صفات الاعلامي الناجح ؟
الإعلامي الناجح تدعمه ثقافته وإطلاعه وحياديته ومصداقيته ان يعي شرف المهنة وامانة الكلمة ان يكون هدفه الإعلام دون السعي منه الى التربح او التطبيل ان يطرح موضوعات تهم الجمهور ان يطرح دون ان يسعى الى توجيه الراي العام ان يراعي اختلاف الثقافات التي يتحدث اليها.
-ما هي الصعوبات التي تواجهونها في عملكم؟
أما عن الصعوبات التي تواجه منظومة العمل الإعلامي هي الرقابة المبالغ فيها من قبل اصحاب القنوات او القائمين على ادارة الإعلام كذلك فكرة الإعلام الرأس مالي التي تسعى دائما الى التربح دون النظر الى أهمية واهداف الرسالة الإعلامية الناجحة.
- هل تعتقد ان الاعلام العربي بشكل عام بحاجة لاعادة تأهيل؟
دعنا نتحدث عن التحدي الأكبر الذي يواجه الدول العربية في مجال الإعلام وهو تحرير هذا الإعلام وتحرير الطاقات والمهارات والإبداعات فيه من خلال الاستغلال الأمثل للقدرات والطاقات والإمكانيات المادية والبشرية لبناء قاعدة سليمة نحو صناعة محتوى إعلامي عربي بشكل متطور وفاعل يستطيع أن ينافس وأن يقنع الاخر ويقدم الأفكار والقيم.
-إذا كنت وزيرا للاعلام ماذا كنت ستغير ؟
حتما هناك العديد من القرارات ياتي على رأسها تحرير الإعلام من يد السلطات التي تسيطر عليه ودعم إستقلالية الإعلام واطلاق يد كل من يسعى الى الإبداع مع المحافظة على اخلاقيات العمل الإعلامي مع تنظيم استخدام الإعلام الجديد المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي.
- إذا اردت ان تصف وضع المنطقة برأيك ما هي الاشكالية التي تعترض عملية الاستقرار وبرأيك ما هو الحل الانسب؟
يظل لمنطقة الشرق الأوسط اهميتها نظرا لتركيبتها السوسيولجية والديموغرافية والتي تدعم بشكل دائم ومستمر استمرار النزاعات المستندة على الطائفية مما ادى الى نشوب النزاعات المحلية والتي أصبحت المسرح الذي تدور عليه المنافسات الإقليمية المتواصلة على هيئة صراعات أوسع نطاقاً وأشدّ فتكاً. سعت الى تغذيتها القوى الكبرى بهدف جعل المنطقة سوقا كبيرا لبيع و توريد السلاح إلى المنطقة حيث تعاظم هذا الأمر بصورة حادة، وكان من نتائج ذلك أن المنطقة تحوّلت بجميع بقاعها إلى وكر دبابير من التدخّلات العسكرية،نخلص من ذلك الى اهمية نبذ العنف والطائفية التي فتكت بترابط النسيج العربي معرفة العدوالأصلي للعرب والمسلمين، السعي الى عملية اصلاح سياسي داخلي للعديد من دول المنطقة وكذلك نهضة اقتصادية تساند فيها الدول التي تمتلك ثورات طبيعية تلك الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية.
- كلمة تريد ان تقولها الى لبنان؟
لبنان هي عروس الشرق تمتلك أفضل العقول العربية من أقدم الحضارات التي نشات منذ مطلع التاريخ، شعبها أكثر الشعوب ثقافة وعلما وحب للحياة وانطلاقا اليها، ساقها القدر الى تركيبة طائفية جعلت مصيرها في يد غيرها لذلك وجب على الشعب اللبناني نبذ الطائفية والتطرف والعنف والانتباه الى دولتهم التي يرى الكثير انها آلت الى الضياع لكن لبنان كما عاهدناه يمرض لكنه ابدا لا يموت.. بيروت ستعود شمسك الذهب ..
