أبجدية جديدة للرقص الحديث..
همسة مزهر - 29-5-2021
سوسن الصفدي، "تنويط" (وضع نوتة) الرقص وورشات الرقص الحديث.
دو- رِه- مي الحركة..هندسة بديعة تتناغم فيها الحروف مع إيقاعات جسد الراقص التعبيري ،هو ما تفردت به سوسن الصفدي من خلال علم جديد من الفنون يسمح للراقص صياغة "نوتة" لحركاته وسَكَناته لأرشفتها..
هذا ما دفعنا لاجراء هذه المقابلة الشيقة مع هذه المبدعة:
*سوسن الصفدي أهلآ بك.. بداية عرفينا أكثر بنفسك
-أنا ابنة محافظة السويداء ،خريجة هندسة طبية من جامعة دمشق 1998 والتحقت بفرقة إنانا لفنون الرقص لمدة ست سنوات، ثم سافرت لفرنسا لأدرس دبلوم في تصميم الرقص وبعد ذلك بحثت عن الاختصاص الذي أريد، والحمدلله درست ماجيستير دمج الهندسة بالرقص في جامعة "باريس10" وأنا الآن في سنتي الأخيرة من دبلوم الدراسات العليا ب"تنويت" الرقص بنظام لابان في المعهد العالي بباريس (CNSMDP CONSERVATOIRE) وهو من أهم المعاهد في العالم يختص بتحليل الحركة وتنويط حركات الرقص.
*حدثينا أكثر عن الرقص الحديث (modern dancing) ولماذا جذبك هذا النوع دوماً عن غيره؟
-هو فن يسمح للراقص بالتعبير عما يدور بداخله من أحاسيس ومشاعر وانفعالات وهو جزء من المدرسة التعبيرية التي ظهرت بأكثر من مجال فني....أما ماجذبني هو تحريره لجسد الراقص من تقنيات الرقص الكلاسيكي غير المريحة للراقص وإمكانية إيصال تعبيرات عدة من خلال الحركة وهو ما يشبه شخصيتي بشكل كبير.
*كيف أمكنكِ الربط مابين الهندسة والفن الراقص؟ وبمن تأثرتِ؟
-لمدة سنتين درست تأثير الرقص على التوازن الجسدي باستخدام قوانين(bio_mechanic) بيو ميكانيك ،حيث تقيس عن طريق منصة قوى الجسم وتغيراتها خلال الحركة ونقوم بحساب تباين القياسات قبل التدريب وبعده.
خلال دراستي لتصميم الرقص بباريس تأثرت جداً بنظام لابان (Laban system) في الرقص وهو ألماني الجنسية، لذا قررت أن أتخصص بهذا النظام.
*نحن الآن في المركز الثقافي في السويداء حيث تقومين بورشات عمل شبابية مجانية فمن أين استلهمت سوسن الفكرة وماهي التقنيات المستخدمة والفئات العمرية التي يستهدفها؟
-أجل..اقترحت مديرية ثقافة الطفل في السويداء ضمن برنامج مهارات الحياة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف عليّ إقامة ورشات عمل راقصة لفئات الشباب واليافعين ، أيضاً قمت بتدريبٍ لطلاب المعهد العالي للرقص في سوريا أثناء عطلتهم محورها أساسيات التنويط..
التقنيات التي أحرص على استخدامها تختلف باختلاف الأعمار فبالنسبة للشباب أعتمد أحياناً نظام "لابان" بالإضافة لتقنيات الرقص الحديث ومع الأطفال أعلمهم استخدام الفضاء من حولهم والتعلم يكون بطريقة اللعب لتحفيز خيالهم .
*ماهي رؤيتك الحالية للفن الحديث ؟وما الطموح الذي تسعين لنيله؟
-قلبي يكبر بأن الثقافة الفنية في طريقها للانتعاش مجدداً بعد ما مرّ به العالم من ركود أثناء مواجهة وباء كورونا. أستطيع القول اليوم بأن أولى أهدافي في بلدي سوريا تحقق وهو نشر الثقافة الفنية واكتشاف الراقصين أجسادهم ليتوافق العمل بين العقل والجسد ،كما أدرس فكرة التدريب في المعهد العالي للرقص في سوريا ويوجد فكرة لاستخدام التنويط لأرشفة الفن السوري للحفاظ على تفاصيله كافة وإعادة إحياءه من قبل الأجيال القادمة. مشروعي هو تأسيس لأكاديمية متكاملة لفنون الرقص في السويداء.
*ماهي رسالة سوسن لمحبي الفنون الراقصة؟
-أؤمن بأن لكل شخص مكانه المتفرد والفرص يصنعها الجميع، لكن مايزعجني حقاً هو خسارة عدة أطفال ويافعين لسنوات من أعمارهم بالتدرب بشكل خاطئ على يد أشخاص غير اختصاصيين بالرقص للأسف وخاصة الرقص الكلاسيكي(الباليه) وهو ما يصعب تقويمه في المستقبل فأرجو من المدربين جميعاً التزام المسؤولية تجاه الجيل الجديد.
*بالوعي الجوهري لذواتنا نصل لمركزها فيصبح الإبداع لعبة تتقنها الأرواح المبدعة بدقة وأمانة ...المزيد من التألق والنجاح والأهداف المحققة سوسن الصفدي شكراً لكِ .
