الكتابة والقراءة


لينا صياغة - 24-4-2021      

نعيش في عصر لا يكترثون فيه للكتابة و التدوين ، هذه الظاهرة اصبحت نادرة في مجتمعاتنا لأنّ المعلومات على الإنترنت متوافرة، لكن دون الإنتباه الى قيمة الكتاب و جماله و متعة نيل المعلومات و نهل المعرفة منه .
        الكتاب افضل جليس و صديق للإنسان فهو يملأ وقتك  دون أن تضجر منه ، تُغلقه ساعة تشاء ، من خلاله تعلَّمت الخليقة الأصول و العلوم . يغوص الإنسان في بحر المعرفة بين سطوره و يتحفّز عقله بعد كل فاصلة . هذه النعمة يجب المحافظة عليها ، و تقدير الكتاب و الكُتّاب لأن الصور تتراءى من خلالهما تتضح لنا أفكار جديدة و تتقارب المفاهيم الإنسانية من خلال التواصل بين الآراء و التعبير .


    كيف لأمةٍ أن تنهض و تتطوّر إن كانت هامدة منصاعة لنظم الكبت و الطاعة العمياء دون اقتناع ولا حرية تعبير ؟؟ 

أين يستطيع الفرد إبداء رأيه الحر دون قمع و منع ، دون الحدّ من طموحاته في هذه المعمورة ؟. 

نلاحظ سياسة التضليل في المجالات كافة فالحقائق لا تنجلي دوماً . و هنا أهمية الصدق في تدوين الأحداث و البعد عن المؤثّرات النفسيِّة لتحليل الكاتب والإنجراف  و راءها ، فالمفروض تقويم جميع الحيثيات و المؤثرات والإلمام بجوانب الأحداث كي نصل الى الحقيقة .


الغريب أن الحدث نفسه نطّلع عليه من جهات عدة و بطرق مختلفة و بالإستناد الى رؤية غير واضحة للأمور كما تمليها الرغبات و التحليلات التي تكون أحيانا ً غير واقعيّة و لا تمتّ الى الحدث بصلة ، هذا التجاذب غير المنطقي يؤدي الى تشرذم الوقائع و تضليل المطّلع .
تعود الأمانة في حقيقة سرد الأحداث الى شخصية ناقل الخبر و موزّعه ، هذه هي المعطيات الأساسية لبلورة الوقائع و نشرها ، مع العلم أن الكفاءة في دقة التحليل تكون بالتجرّد من الضغوطات التي تدفع الناشر الى الإنحياز لأحد الأطراف.
المطالعة حاجة ضرورية ، منها نستفيد ، نتعلّم و ندرك ، فهي غذاء العقل و الروح ، لهذا يجب العناية الجيّدة بنوعيتها ، فإن كانت فاسدة فهي تفسدنا وتحملنا الى عالم مظلم ، كما هو حال الغذاء السيئ الفاسد الذي يُمرض أجسادنا ؛ أمّا العكس فهو الغاية المطلوبة ، و صحّة الإختيار هي الأفضل دائما ً حيث تجعل الفرد مُتنامياً ذهنياً ، و تكسبنا الثقافة ، و منها نتعرّف الى إبداعات أسلافنا و حضاراتهم و بها نضع الأسس السليمة لكل العلوم .