مجلة الرأي الآخر وجمعية أرضنا تراثنا في زيارة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدون الدروز في لبنان.

 نرجس عبيد - 27 - 12 - 2021

قامت مجلة الرأي الآخر الالكترونية وجمعية ارضنا تراثنا بزيارة رسمية لدار طائفة الموحدين الدروز في فردان - بيروت يوم الثلاثاء في 21/12/2021، لوضع سماحة الشيخ سامي ابي المنى بآخر مستجدات الجمعية والمجلة استكمالاً لزيارات ولقاءات سابقة ووضع اطر وتنظيم العلاقات الاجتماعية والمهنية المشتركة لاحقاً في سبيل تحقيق المصالح المشتركة.

 وقد كان في مقدمة الوفد الدكتور ربيع كمال الدين رئيس تحرير الموقع الالكتروني (مجلة الرأي الآخر الالكترونية)، الشيخ نبيل سري الدين رئيس الهيئة التأسيسية في الجمعية، الصحافية نرجس عبيد نائبة رئيس التحرير، السيدة لمياء مكارم بوحمدان رئيسة جمعية الهدى الخيرية، الاستاذ الشيخ مكرم المصري، الاستاذة الكاتبة سناء شجاع، الشيخ عصام زين الدين، السيدة فاديا الاعور والاستاذ جهاد سلمان.

  بدايةً عرّف الدكتور ربيع كمال الدين عن أعضاء جمعية ارضنا تراثنا ومجلة الرأي الاخر وأشاد بان جميع الأعضاء في المجموعتين هُم من أصحاب الكفاءات، السيرة الحسنة ومن ذوي الخبرات المهنية العالية كُلٍ في اختصاصهِ. كما قامت المجلة بتقديم هدية تذكارية لسماحته تتضمن قصيدة للأستاذة سناء شجاع ضمن اطار برونزي مميز وجميل، ومجموعة من الكتب، منها للدكتور فندي بوفخر من جبل العرب وكتاب الدكتور ربيع كمال الدين.


 حملت المؤسستان الشريكتان في جعبتهما عدداً من الملفات المطروحة على طاولة الحوار والتي تهم كل مواطن وتساهم في حل همومه ومشاكله المعيشية اليوم وتسعى لخدمة مجتمعنا ليحقق اكتفاءه الذاتي في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.

 تحدث الشيخ نبيل عن الاعمال والنشاطات التي قامت بها جمعية أرضُنا تُراثُنا لغاية تاريخه واوضح بأنها تجمُّع مِن الجمعيات والتعاونيات والمُؤسسات الاهلية والصِناعية، وتكمُنُ أهدافها في خِدمة المُجتمع وتنميتهُ والنهوض بهِ لِدعم المُزارعين وسيدات البيوت وجميع الجمعيات والتعاونيات والمُؤسسات المُنضوية تحت جناحها عبر التشجيع على التصنيع الزراعي ضِمن المعايير والمُواصفات العالمية لِلجودة مِما يُساهِمُ في ِخلق فُرص العمل بِتفعيل مشاريع الافراد والجماعات ومُساعدتهُم في تطبيقها على أرض الواقع وتوفير سوق لها لتصريف الإنتاج مِن خِلالَ تسويقهُ عبرَ المعارِض المحلية والخارجية. وقد ختم كلامه بالتطلع لتعاون وتنسيق مع مؤسسات مشيخة العقل في الخطوات والمراحل اللاحقة لم فيه من مصلحة عامة.

 بعد ذلك، عرف الدكتور ربيع كمال الدين في مداخلته عن مجموع الاعمال والانجازات التي نظمها مجلة الرأي الآخر الالكترونية منذ تأسيسها، ومِنها تنظيم مُسابقة التأليف والكِتابة وحفل توزيع الجوائز واطلاق عمل الجمعية، الذي جرى في المكتبة الوطنية بعقلين هذا الصيف. كما طرح فكرة إنجاز كُتيب إرشادي توجيهي، يخاطب جيل الشباب، ويكون مُتوسط الحجم، بإشراف الباحث الدكتور فندي أبو فخر وبِالتعاون مع عدد مِن الزُملاء والزميلات الباحثين والعاملين في التوثيق والمُدققين في التاريخ والارشيف واللُّغة العربية كالشيخ مكرم المصري والأستاذ جهاد والاستاذة سناء شجاع في التدقيق اللغوي لِيُصار الى طِباعتهِ فيما بعد ونشرهِ وتوزيعهِ الى كُل دُولنّا في المنطِقة العربية المستهدفة وأيضا لإيصاله ليد إخواننا في دول الاغتراب أينما كانوا، والذي سيُعد بِمثابة مرجِع أولي اجتماعي أخلاقي لِلشباب الحالي وقد يُشكِلّ خُطوة تمهيدية لديهِم بِاتجاه الفضول لِلتعمُّق بِالمزيد مِن المعرِفة للهوية والسلوكيات في الحياة اليومية حيث يهدُف هذا الكتاب لتسليح شبابنا وشاباتنا بِالمعرفة الدينية الأخلاقية والاجتماعية الصحيحة لحمايتِهِم مِن الجُهل الذي قد يقودهُم لِلتشتُّت والضياع وفُقدان الهوية الدينية والوطنية لديهم وخاصة بعد ما لاحظنا مِن اِنغِماس لِلبعض في مُجتمعات غريبة عنهم وغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا العربية والشرقية الاصيلة.

 وأضاف أن الدعم اللوجستي والاكاديمي والثقافي المطلوب لِإنجاز هذا الكُتيب هُو مُتوفِر إلى حدِ ما، إلاّ أنهُ تمنى على الشيخ سامي مُباركتهُ هذهِ الخُطوة الهامة واِنتقاء منْ يراهُ مُناسِباً لِلمُشاركة في هذهِ المُهمة من الناحية الدينية والاجتماعية الهامة والتي تقع على عاتِقنا جميعاً والتي تصُب في صالح مجتمعنا حالياً والتي ستمتدُ نتائجها الايجابية مستقبلاً بإذن الله لإِخراج هذا الكُتيب بِالطريقة المُثلى بحيث يُقدِم المعلومات بطريقة مُشوِّقة وجاذِبة للجيل الصاعد ويتميز بِانسيابية اللُغة وسهولة القِراءة بعيداً عِن اللُغة الجامدة الخشبية اليوم. وقد يتم استخدامه ضمن المنهج الدراسي لاحقاً.

 وقد كان سماحته متجاوباً مع هذا الموضوع وأشار إلى أنه تم التطرُّق لهُ أكثر مِن مرة سايقاً وسُيحال هذا الاقتراح الى الِلجنة الثقافية و التربوية في المشيخة لِتقوم من جهتها بِدراستهِ ولتتواصل مع الفريق الاكاديمي واللوجستي المعني بالكتيب لِلبحث في سُبل التعاوُن المُشترك ووضع الخُطة المُناسِبة.

كما قدّم الأستاذ جهاد سلمان فكرة تطبيق الكتروني (Game) هادف، حيث تم استلهام هذه الفكرة من التقنيات التكنولوجية المتطورة التي يتم استخدامها حالياً للتعليم في بعض المدارس، وهي  تجذب كل شرائح الأطفال والمراهقين اليوم الذين يُقبِلون على هكذا نوع من الألعاب. كما ان الاستثمار في هذا المجال سيؤتي ثِمارهُ الخيّرة على صعيد تنشئة الجيل الجديد على الاسس الاجتماعية والأخلاقية القويمة. كما أن التطبيق سيكون مُشوِّق يتألف من عدة مراحل تنافسية،  عليه اجتيازها للعبور لمرحلة أعلى وكسب جوائز معنوية وتحفيزية وقد تكون مادية . وبنتيجة اللعب المتكرر ومن خلال الشروط المطلوبة لانجاز كل مرحلة يكتسب المستخدم وباللاوعي معلومات ومكتسبات واسس أخلاقية وتربوية ودينية مهمة.

 (مسلك التوحيد هو مسلك ارتقاء)

 وقد طرح على سماحته السؤال التالي: هل مذهب التوحيد هو من المذاهب والفرق الاسلامية؟ 

فكان جوابه: نعم بالتأكيد الدين عند الله الإسلام ولا دين بعد دين الإسلام، ولا نبي بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كشريعة دينية...وعندما نقول أن الدين عِند الله الإسلام ليس المقصود بهذا الكلام فقط ما قيل، وإِنما فِكرة الاسلام هي أوسع من ذلِك بِكثير والإسلام هو خاتَم الرِسالات السماوية والِإسلام مِن السلام والنبي محمد (ص) خاتم الأنبياء والإسلام جاءَ لِيُكمِل الشرائع السماوية ومِن هنا فقد اعترف بِمريم وبعيسى عليهما السلام وأشاد بالنبي داوود وبموسى وهابيل عليهم السلام وعندما قال النبي محمد (ص): "اليوم أكملتُ لكُم دينكُم وأتممتُ عليكُم نِعمتي ورضيتُ لكُم الِاسلام دينا" بِمعنى أن الدين الاسلامي هو حاضن وجامع لكل أفكار الرسالات السماوية السابقة.

 والإسلام هو ثقافة السلام وليس كما تدعي الدعايات الغربية المُغرِضة والكاذبة التي تتناول الإسلام بالإرهاب والدين الإسلامي واحد رُغم تعدُّد مذاهبه. 

وإخواننا الموحدين في سوريا في رئاسة مشيخة العقل اعتمدوا تسمية طائفة الموحدين المسلمين بدلاً من كلمة دروز وهنا في لبنان يُطالِبُنا الكثيرين في اِستِبدال كلِمة دروز بِالموحدين المسلمين.

 ومرجعنا في هذا الصدد الأمير السيد عبدالله التنوخي (ق س) حيث قال منذ ما يزيد عن 500 سنة بِضرورة الالتِزام بِالفرائِض الإسلامية والتي شبهها بِالثوب الذي لا يستطيع الانسان أن يمشي بِدونهُ ففي ظل مجتمع يعيش به يجب أن يحترم قوانينه ويلتزم بأحكام الشريعة، ولا يجب أن يقِف عند هذا الحد فإذا حافظ الانسان على الظاهر وما احترم الحقيقة فإن هذا سيُشكِل خلل وإنما يجب أن يستمر في السعي وانا سميتهُ ارتِقاء في التدرج في مسلك التوحيد وأؤكد اننا كطائفة الموحدون لم نخرُج مِن الإِسلام وإنما دخلنا في حقيقة الإسلام أكثر فنحنُ نستقي من الآية القرآنية ماهيتها وحقيقتها ومن الفريضة الإسلامية جوهرها ونعيشُ هذهِ الحقيقة في روحنا لإن الدين هو سبيل وليس هو الغاية ولا يجب ان تقتصر غايتنا في الإسلام على اتباع الطقوس والمظاهر وإنما الغاية هي الانسان بحد ذاته وهي أن تتحقق غاية الله في هذا الانسان وقد أجاد بِشرح هذهِ الفلسفة الدكتور سامي مكارم وربط التوحيد بِالعِرفان، والعرفان في مسلك التوحيد هو أن تعيش هذهِ المعرِفة وتحققها في نفسك عبر تطبيق الفريضة على أرض الواقع.

 في الإسلام نعلن الإقرار بِأن نُقِرّ " أشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ" بينما الايمان هو اعتقاد في القلب والاعتِقاد هو أرقى مِن الإقرار فلا يكفي أن تُقِر بِوحدانية الله عزّ وجلّ بلّ يجب أن تعيش هذا في روحك لِأن الإحسان في مسلك التوحيد هو أن تعبُد الله كأنك تراه أي أن تعيش هذا الإقرار وهذا الاعتقاد وهكذا فقط  تعيشهُ بِصدق حقيقةً مع الله تعالى.

 نوه سماحته على ضرورة مواكبة التثقيف الديني اليوم للتطور والحضارة التكنولوجية بِأن ينتقِل الى بثّ مُحاضرات دينية عبر شبكات التواصل الاجتماعي (On Line) وهذا الانتقال اصبح ضرورة ملحة اليوم وخاصة أن الآلاف من شرائح مجتمعنا هم في دول الاغتراب وسيصار الى تنظيم ندوات دينية خاصة للشباب والشابات تنسقها اللجنة الدينية.

 وشكر المشايخ الافاضل الذين يقومون بإعطاء المُحاضرات الدينية هذهِ وينتشرون في كُل مكان حُباً وطوعاً.

 وفي ختام الجلسة تم طرح عدد من الاسئلة على سماحته:

 -  إن السلوك هو تجلي اليقين الداخلي لِلمُؤمِن في حياته اليومية وكما تفضلت فلا يجب ان نكتفي بالاعتقاد واليقين وإِنما نُطبِق ما نعتقِدهُ سلوكياً على ارض الواقع ولكن في المذهب الدرزي لا يوجد ما يفرض على الشخص الالتزام بالدين. فما تعليقك؟ 

- نعم إن الفرائِض وُجِدت في الأديان كنوع من التنظيم ولكِنها ليست كُل شيء، لِإن البشر مُخيرون ويستطيعوا ان يعملوا ما يشاؤون والانسان مُخيّر بعقلهِ والعقل يُميز بين الحسن والاحسن وبين الخير والشر.

 - صحيح أن البشر مُخيرون ولهُم إرادتهُم الحُرة وهُم ليسوا مُسيرون ولكننا وبِالإضافة لِهذا الطرح لا نستطيع أن نترُك أجيالاً كامِلة مِن الأطفال والجيل الناشئ بدون توجيه وتحفيز للتعرف على الدين والالتِزام بهِ؟

 - قمنا بإدراج دروس في التربية الدينية التوحيدية في مدارس العرفان، وسُنحاوِل إِعطاء تفويض لِلجنة الدينية بِأن يُسمح لها في الدخول إلى مدارس أخرى لتعليم حصص في التربية الدينية ولكن هذا يحتاج لِعدد كبير مِن المُعلمين وتخصيص ميزانية كاملة بحد ذاتها لمنح أجور خاصة لِلمُعلمين.