رحلتَ تحية السلام.. رحلت تحية المحبة


نرجس عبيد - 19 - 1 -2022


انتقلتَ إلى رحمتهِ تعالى يوم الثلاثاء الواقع في 11كانون الثاني 2022 الدكتورة المُكافِحة والمُناضِلة تحية مطر ابو شقرا عن عُمرٍ يُناهِزُ الستين عاما"، ستين عاماً اِزدانت بِمسيرةٍ حافِلة بِالمُحاضرات التربوية والتوعوية والِارشادية، وتنظيم الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وكُلّ هذهِ الأعمال قدمتهَا حُبا"وطوعا"فأخذت طابِعا"إنسانيا"نبيلاً قلّ مثيلهُ، مُتميزةً بِحالة مِن التفاني في العطاء دون أي مُقابل فوصمت حياتها بتاريخ نضالي إِنساني، واِجتماعي ووطني بدأَ في المملكة العربية السعودية وانتهى في وطنِها لُبنان. كانت الراحِلة مجتهدة فِعلا" في بذل الغالي والرخيص لِإرساءِ رِسالتِها التربوية والوطنية في كُلِّ لُبنان مِن شمالهِ إلى جنوبهِ ومِن شرقهِ إلى غربهِ، فلم تُفرِّق يوما"بين ابن الجبل وابن الساحل أو بين ابن البقاع وابن الجنوب، فكانوا كُلّهُم أبناءهَا وقد تعددت العناوين التي اختارتها لتجسيد رسالتها الإنسانية هذهِ، كالتعرُّف على أُسس بِناء الأسرة السليمة وأهميتها وقواعِد تربية الطفل الصحيحة، وكيفية الالتزام بروابط العلاقة العائلية والزوجية القويمة والمحافظة على طفلنا من التنمُّر.....  والكثير الكثير مِن العناوين التي لا يسعنا الوقت لِذِكرِها هُنا وكل هذه العناوين الفرعية كانت تنطوي كُلها تحت عنوان رئيسي هو الحرص على لُحمة الأُسرة والمُجتمع، وكان هاجِسها الحدّ مِن ظاهِرة الطلاق والشقاق الأسري الحاصل اليوم. فأسست الجمعية التوعوية للتربية والارشاد وجالتَ في الكثير مِن المناطِق اللُبنانية ناشِرةً التوعية حول أصول العلاقات الاسرية الناجحة، وكافحت مع المعنيين في طائِفة المُسلمين المُوحدين لإقرارَ مطلب جوهري لطالمَا رفعت لِواءَهُ، ألا وهو إنشاء برامج توعوية خاصة وإلزامية للشباب المقبل على الزواج بهدف التأسيس لأسرة أكثر تفاهُماً وتماسُكا"، ودعوة الجِهات المعنية والمُتمكِنة لِمُحاولة الوقوف إلى جانِبِهم ودعمهِم مادياً ومعنوياً ليتمكنوا من الاقبال على هذهِ الخًطوة.

بِرحيل الدكتورة تحية مطر ابو شقرا خسِرت شرائِح المجتمع بِكل فئاتهِ نورا" ساطِعا"في سماءِ العِلم والمعرفة، ورمزاً من رموز المرأة القيادية الطامِحة لتطوير بيئتِها والنهوض بِمُجتمعها رجالاً ونساءاًأسرة مجلة الرأي الآخر الإلكترونية وجمعية أرضُنا تُراثُنَا تتقدم بِأحرّ التعازي القلّبية مِن عائِلة المرحومة الصغيرة والكبيرة ومِن كُل من عرفها  وندعو إلى الله أن يتغمدَها بِوافِرِ رحمتهِ ويُلهِمَ ذويها الصبر والسلوان. 

وقد قًمنا يوم الأربعاء 12 كانون الثاني بتأدية واجِب العزاء لعائِلتها الكريمة وأهلها وذويها في بيت عين عنوب وتمت الصلاة على جُثمانها الطاهر في تمام الساعة 11 صباحا" وكان في مُقدِمة الحضور رابطة سيدات عين عنوب والكثير من الشخصيات النسائية من الجمعيات الاهلية والمؤسسات الاجتماعية والتربوية وعدداً مِن سيدات تجمُّع الجمعيات النسائية في الجبل، وذوي الفقيدة مِن جِهة أهلِها من عائلة آل مطر ومن جِهة أهل زوجها من عائلة آل ابوشقرا وقد أُلقيت كلِمات الوداع المتألمة لِرحيلِها وكانت في المُقدِمة كلِمة الجمعية التوعوية للإرشاد والتوجيه ألقتها الاُستاذة سناء شجاع (زميلة في مجلة الرأي الآخر)، تلتها كلِمة السيدة حنان قائد بيه رئيسة رابِطةَ سيدات عين عنوب ومسؤولة المستوصف الصحي، وأخيرا" كلِمة مجلتنا الرأي الآخر ألقتها نائب هيئة التحرير نرجس عبيد (وكممثلة لجمعية أرضنا تراثنا).

 بعض من الكلمة:

لا أعلمُ اليوم منْ مِنّـــــــــــــــــــــــــا يُعـــــزي مـــــــــــــنْ؟، فكُلَنا يُعــــــــــــــــــــــــــــــزي كُلّنــــــــــــــا لأنها فعلاً كااااااانت كُلّنــــــــــــــا، وكانت في نفوس كُلنـــــــــــا لإنها كانَت نحــــــــــــــــــــــــــنُ لمْ تكُن يوماً أنا .....  أبدا" كانتَ نحنُ وتخلّت عن أناها الذاتية لِذلِك فكانت في كُلِ واحدٍ فينا وباتَت تنْبُضُ الآن في قلبِ كُلِّ واحدٍ فينا ...  حُباً وعطاءاً ولهفةً دكتـــــــــــــــــــــــــــــورة تحيـــــــة اِسمٌ على مُسمى دكتورة تحية ....  كانت تحيةَ حُبٍ فزرعت حُباً في كُل واحدٍ فينا .....  فلنْ ننسى حُبكِ كانت تحيةَ سلامٍ لِأنها زرعتَ السلامَ والتسامُحَ في نفسٍ كُل واحِدٍ فينا  ...... فكيف لا نشتاقُ إلى سلامكِ الدافىء كانت تحيةَ أمانٍ وعطفٍ ورحمةَ فكم سنفتقِدُ الشعور بِالأمان، والعطف والرحمة في غيابكِ اليوم كانت تحيـــةً لِلطفولة البريئة أينما كانت وقد علّمتنا عيشَ الظروف والأحداث بِبراءة الأطفال مِن دون إبداء أي أحكامٍ مُسبقة كالتي يُبديها الكِبـــــــــــــــــــــــار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


عاشِقة العِلم والمعرِفة ... تواقة لِلبحث في كُل العلوم الحديثة 

الدكتورة تحية مطر ابوشقرا ......  

كانت تقول إِن العلم وطن آخر وأكبر لا حدود له، لا حدود زمانية ولا حدود مكانية. سيّدة شغوفة لِمُعاصرة كُلّ ما هو جديد ولِاكتِشاف كُل تقنيات الحداثة ومُواكبة آليات التطوُّر في العصر الحالي وتعلُّم المهارات الحياتية المُعاصِرة، وبِالرُّغم من سنِّها المُتقدِّم تقول إِنها لا تجِدُ حَرجاً الآن لِتعود إلى مقاعِد الدِراسة الجامعية كطالِبة ِتدرسُ اختصاصاً جديداً وِتنهَلَ مِن العِلمِ المزيد، وتقول إِن هذا يملأُ الفراغ بِشيء مُفيد ومُجدي وهذا ما يمنحُها فرصةً جديدةً لِلتعرُّف على عالم الشابات الصغار المُقبلين على الدراسة حديثاً لتفهَم عالمهُم أكثر وبِهذا تستطيعُ مِن خِلال ذلِك أن تبني جِسراً لِلتواصُل الفعّال بين الجيلين القديم والحديث حملتَ رِسالتها الإِنسانية مُنذُ الصِغر سعياً لِنشر العِلم والثقافة بين جميع الأجيال المُتلاحِقة مِن حولِها، ونتيجةً لهذا السعي والطموح دأُبت على المُثابرة على تثقيف الشابات والشباب الصِغار الذين يحتاجون لِلعناية التربوية والتوعية والإرشاد، وتكريساً لِهذهِ الغاية أسست جمعيتها التي سمتها الجمعية التوعوية للتربية والإرشاد.

سيرة حياة الدكتورة تحية مطر ابوشقرا  

الدكتورة تحية مطر ابوشقرا سيّدة فاضلة ومُربيّة جادة تجاوزت الستين مِن عُمرِها، والِدهَا الأُستاذ أمين حسون مطر مُدرس مادتي الرياضيات واللُغة الإنكليزية في المدرسة الانكليزية في عين عنوب التي تأسسّت في نِهاية القرن التاسع عشر، وقد تمرّست على العمل الاجتماعي وتربّت عليه مِنذُ كانت شابة بعمر ال13 عاماً عندما أسسّت والِدتها المرحومة آدال مطر زحلان جمّعية نهضة المرأة الدرزية سنة 1963 بِرفقة الدكتور نور سلمان والسيدة سليمة درغام اول سيدة تتولى منصب رئيسة بلدية في لُبنان، وقد اهتمت هذهِ الجمعية بِالأعمال الحرفية كتعلُّم صِناعة السجاد والخزفَ وتقديم برامج فكرية لِلشباب والشابات كالكلِمات المُتقاطِعة وتعلُّم لعبة الشطرنج وتنظيم الحوارات الثقافية والاجتماعية وإِقامة الندوات التربوية ومُطالعة الكُتُب، وقد شكل دعم شرائح المُجتمع اللُبناني في دول الاغتراب الساعد الأقوى لِهذه الجمعية آن ذاك بعيداً عن أي رعاية سياسية. 

وخِلال دِراستها في المرحلة الثانوية ترأستَ مجلة ثانوية الراعي الصالِح في الاشرفية على مدى ثلاثَ سنوات مُتتالية على أثر جُهدَها المبذول في كُل المقالات الأدبية والفكرية التي كانتَ تُحرِّرُ جُزءاً مِنها، وتُشرِفُ على تنظيم الجُزء الآخر، واُنتُخِبت حينها لتسمية الفتاة المثالية في لُبنان سنة 1970 بعد إنهائِها المرحلة الثانوية انتقلت لِدِراسة علم الصيدلة في الجامِعة الأميركية في بيروت لعددٍ مِن السنين، إلا أنّها توقفت عن ذلِك بعد زواجِها لِتُسافِر مع زوجها الأستاذ المُحامي رشيد أبوشقرا الى المملكة العربية السعودية وتُؤسِس معهُ عائِلتُهُما المُكونة من أربعة أولاد (شابان وشابتان) وبِالرُّغم مِن استِقرارِها في السعودية لم تتوقف عن الدراسة الجامعية وأكملت التحصيل العلمي في اختصاص اللُّغة الإنكليزية مِن الجامعة اللُبنانية وحصلت على شهادة إِجازة اللُغة الإنكليزية وآدابها مِن الجامعة اللُبنانية، خِلال زياراتِها الى لُبنان في فتراتٍ مُتقطِعة بتلك الفترة، وتمكّنت بناءاً عليه مِن التعاقُد مع السفارة الفرنسية هُناك لِفترةٍ وجيزة كمُعلِمة لِلُغة الإنكليزية لِلسيدات السعوديات.

    ومع تحمُلها أعباءَ العملَ وأعباء تربية أطفالها والعناية بِأُسرتِها بِشكل كامل، إلا أنها لم تتوقف عن نِضالِهَا في مُتابعة التحصيل العلمي وسجلت في الدراسات العُليا في كُلية التربية بِاللغة الإنكليزية لِتحصل على شهادة الماجستير في اللُّغة الإنكليزية وحققت المرتبة الأولى في التميُّز وهي في العقد الخامِس مِن العًمر وأُم لِأربعة أولاد. وبعدهَا توظفت في شركة ألمانية في الرياض في منصِب استشارية لِلموارِد البشرية ولم يُثنيها سفرهَا إلى السعودية عن نشاطِها في العمل الاجَتماعي والتربوي والثقافي، فقد تولّت منصِب رئيسة اللجنة اللُبنانية في المملكة العربية السعودية سنة 1986 بِفضلِ جُهودِها ونشاطِها الاجتماعي الثقافي الموجهة نحو الجالية اللُبنانية هُناك وسيدات المجتمع السعودي، وتكريماً لهَا تلقت على أثرِها الوِسام الفخري مِن رئيس الجمهورية اللُبنانية آنَ ذاك، سيادة الرئيس أمين الجميّل، ولوحة تِذكارية قامت بِدورِها بِتقديمِها لاحِقاً لِلسفيرة اللُبنانية في السعودية حينها، ومن إِنجازاتِها المُميزة في السعودية تنظيمِها لِنشاطَ يوم التُراث اللُبناني الذي بدَأ مِنذُ نيسان وامتد لِعامٍ واحِد بِحضور خمسة عشر آلاف امرأة مِن مُختلف الجنسيات عام 1986 وبعدَ هذِهِ المسيرة الحافِلة مِن العمل والنشاط الاجتماعي والتثقيفي في الاغتراب كانَ لابُد لهَا مِن العودة الى الوطن. وهُنا أخذت أبعادها في الِاتِساع شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في وطنها الام لُبنان، فحملتَ رِسالتها الإنسانية والوطنية اتجاه وطنها ديناً كبيراً على عاتِقِها، ولم تُوفِرُ جُهداً تدّخِرهُ إلا في سبيل إِرساء رِسالتها الِإنسانية بِاتجاه الافراد والجماعات والعائِلات عبر تنظيم النشاطاتَ الاجتماعية التوجيهية وتحضير الندوات التوعوية والمُحاضرات التربوية لِلشباب والشابات في جميع المراحل العُمرية، فكثّفت أعمالها بِدءاً مِن وزارة التربية والتعليم لتُقيم نشاطاتها في المدارس، إلى المُؤسسات الاجتماعية وصولاً الى الجمعيات الخيرية والأهلية في المنتشرة في بيروت والجبل والشمال. 

  وبِفضلِ نشاطِها المُمتد هذا، فقد تبوّأت منصب أمانة السِرّ في عِدة جمعيات لُبنانية مركزيّة على حدٍ سواء، ومِن ضِمنِها جمعية العناية بِاليتيم والمُسن والتي كانت تهتمُ باليتامى على اختِلافِ مذاهِبِهم، وأولت عِناية خاصة لِشرائِح المُسنين في مشفى عين وزين خاصةً وفي قضاء الشوف عموماً، وتُولي الدكتورة مطر أهمية كبيرة لِلدعم والمُساندة الرافِدة من شرائح المُجتمع اللُبناني في دول الاغتراب بَدلاً مِن اللُجوء إلى الأحزاب وسياساتِهِم المُختلِفة. ومِن ثُم تعاونت مع جمعية إِنعاش القرية مع السيدة أنيسة النجار في بيروت وكانت أول منْ طالبت بِحقوق المرأة الدِرزّية المُوحدة مع السيّدة مي وهاب أبوحمدان 1996 بِالتعاوُن مع الوزير مروان حمادة تحت سقفَ دار طائِفةَ المُوحِدون في بيروت وقد توجّت طُموحهَا هذا وسعيِها لِمُساعدة الافراد والمُجتمع مِن حولِها مِن خِلال نشاطها الاجتماعي التربوي عبر تأسيسها "الجمعية التربوية للتوعوية والإرشاد" والتي حصلتَ على ترخيصِها سنةَ 2013 وعلم وخبر 1975 أ. د مِن وزارة الداخلية، التي جسّدت مِن خِلالِها أعمالها العديدة الهادِفة لِتعزيز الروابط الاجتماعية السامية بين أفراد المُجتمع عبرَ إِرساءَ التربية العلّمية الصحيحة والتوجيه القويم، وتنظيم المُحاضرات التربوية والنفّسية التي تُهِمُ الطفل والام والمرأة عموماً، وتصُب في مصلحة العلاقات الاسرية من جهة، وفي مصلحة تصويب العلاقات بين الطالب والمدرسة مِن جِهةٍ أُخرى مُستثمِرةً كُل التقنيات التكنولوجية الحديثة ومُواكِبةً لِآليات العصر الحديث مِما سهّل سُرعة اِنتِشارِها. 

وبِالرُغم مِن كُل المِحن والازمات الاجتماعية والاقتصادية والنفسيّة وآخرها الازمات الصحيّة التي مرت على البلاد والتي أرّقت عيشَ كُلّ الفِئات الاجتماعية على اِختِلاف مُستوياتِهِم، إِلاّ أنها لمْ تتوقف عن مُتابعة أحوال الافراد والعائِلات المُحتاجة وسعتَ بِجهودِها الشخّصية وعبر كُل من تعرِفهُم مِن أصحاب الايادي البيضاء لِمُساعدة الكثير مِن العائِلات المُحتاجة بِتوزيع المُساعدات المادية والمعونات العيّنية والحِصص الغذائية والأدوية. 

وصية الدكتورة تحية مطر ابوشقرا لامرأة اليوم 

 توصي كُلّ اِمرأة في هذا العصر وفي أيامنا هذهِ، إلى تعزيز ثِقتِها بِنفسِها وتقديس قيمة العلاقة العائِلية لديها وتوطيد الروابط بين الافراد في العلاقة الاسرية وتنميتهَا، والاهم مِن كُل ذلِك الاعتِزاز بِوطنِها والمُساهمة في رفع رايتهِ والِاعلاء مِن شأنهِ أينما كانت في العالم، وعليها أن تستمِر بِمُحاسبة نفسها وتصليح أخطاءها لِتستمر بالمُضي قُدُماً في الطريق الصحيح، وأن تُعيد النظر بِشكل دائِم في تحديد أهدافها الداخلية والخارجية، والتسلُّح بِالطموح والِإرادة القوية مع الِاستِمرار في المُحافظة على صحتها، والمُحافظة على أنوثتِها وأخلاقِهِا ومظهرها الانيق وعليها أن تلتزم بِالصِدق مع الذات والتواضُع والواقعية، يجب أن تُمثِل الفتاة الواثِقة والصديقة الوفيّة والحبيبة المُقدرّة والزوجة الصالِحة والأم المُربية والجدّة الحريصة والعامِلَة الناجِحة وعليها أن تترُك أثر إيجابي تُخلِفهُ وراءَها أينما كانت. عاصرتَ الدكتورة تحية حياة المرأة في القرن العشرين وامتدت إلى القرن الواحد والعشرين، وتُنوهُ هُنا إلى حنينِها لِسمات المرأة في الماضي، حيثُ قالت إن المرأة في القرن العشرين كانتَ سلِسة مُسالِمة مُطيعة، تختارُ أخفُّ الشرين، مُحترِمة لأهلها ولِكِبار القامة، تُقدِّر وتحترِم زوجهَا وأهل زوجهَا ومُحيطها العائلي، إِلاّ أنها اليوم وبِالرُّغم مِما حصلت علي مِن عِلمٍ وثقافة خولها لتولي مناصب رفيعة مهنية واجتماعية وأغدقها بِالمال الوفير وجعلها مُستقِرة ذاتياً ومالياً، إلاّ أنها غدتَ مُتكابِرة خافية لِمشاعِرِها وحاجاتِها الحقيقية ولِدورِها الأهم والاجدى اتجاه ذاتها واتجاه ولمجتمعها والذي يلعب اثراً طيباً في نفسها ومِن جهةِ أُخرى كانت الدكتورة تحية عادِلة في حِوارِها فقالت: إن المرأة تفتقدُ اليوم لِحُضن الرجُل الصادق المُتفهِم المُسانِد المُقدِر لقيمة المرأة عِندهُ وغلاوتها على قلبهِ، تفتقدُ لِرجلاً نبيلاً يحضِن المرأة بِمشاعِر القلب وفِكر العقل.

 محاولات في الكتابة الوجدانية 

  • كان للدكتورة تحية محاولات في كِتابة الشعر في السعودية حيثُ كتبتَ الشعر والنثر في اللُّغة العربية وفي اللُّغة الإنكليزية، وهي كانتَ عِبارةً عن كِتابات وجدانية تحملُ هموم الذات وطموحاتها.
  • ونتيجة لاهتمامها بجيل الشباب قامت بتأليف كتاب عن العائلة اللبنانية للإضاءة على واجبات وحقوق كل من افراد الاسرة .  

 الإنجازات والنجاحات 

  • عضو استِشاري بِتجمُّع الجمعيات النِسائيّة المُرخصة تحت رقم 673 تاريخ 2021 في الجبل سنة 2021.
  • ُكرّمت مِن قِبل اِتحاد العُمال لِعام 2020 لإنجازات الجمعيّة التربوية للإرشاد والتوجيه
  • كانت عُضو بِرابِطة سيدات عين عنوب لِمُدة خمس سنوات مُتتالية.
  • عضو بنادي الشرّق لِحِوار الحضارات لِلمُطالبة بِالدولة المدنية.
  • مثّلت الِاتحاد النسائي بالثمانيات وكانت عضوة فاعلية في نظام الكوتا النسائية الانتخابي عام 1984 تقريباً.