4 - 10 - 2022
تمنح سمات المرونة القدرة على مواجهة التحديات وتخطي العقبات بقدر من النمو والنجاح، وبالتالي يهتم الكثير من الآباء والأمهات بتنمية سمات المرونة والقدرة على تخطي الصعاب عند أطفالهم منذ الصغر، وفقًا لما نشره موقع شبكة CNBC الأميركية.
فقد توصلت الدكتورة دانا سكوكين د أستاذة الجراحة وطب الأطفال في المركز الطبي بجامعة شيكاغو ومؤلفة كتاب "Parent Nation: Unlocking Every Child’s Potential, Fulfilling Society’s Promise." إلى وجود عامل مفاجئ يساهم في زيادة المرونة في سن مبكرة هو تحديدًا إعداد "روتين تربية ورعاية".وقالت إن الدراسات تشير إلى أن وجود بنية وطقوس مألوفة يعلم الأطفال كيفية إدارة أنفسهم وبيئتهم بشكل بناء، علاوة على أن إجراءات الرعاية تساعد الأطفال على بناء واكتساب سمات المرونة، إذ أنه عندما يقوم الأطفال بفعل الأشياء بطريقة مماثلة وفي وقت مماثل، مرارًا وتكرارًا، فإنهم يعرفون ما يمكن توقعه، بما يكسبهم قدرة على التوقع والتحسب والذي يمنحهم بدوره شعورًا بالراحة والأمان.
كما شرحت أن الأطفال يصبحون بشكل تلقائي مجهزين بشكل أفضل للتنقل في ما هو غير متوقع، وهو حجر الزاوية في سمة المرونة، التي يكون خطها الأساسي دائمًا هو: "سأكون بخير."وتابعت "يمكن لأولياء الأمور التفكير في أو تحديد روتين رعاية، أو طقوس يومية، مع مراعاة توفير بيئة هادئة ومحبة حيث يشعر الطفل بالراحة في استكشاف مشاعره أثناء انتكاسة أو تحدٍ. وعندما يبدأ الطفل في أداء أجزاء من الروتين مع تقليل مستويات الإشراف والمتابعة تدريجيًا، سوف يزداد شعوره بالاستقلالية والثقة بالنفس. وأوضحت دكتورة سوسكيند أن الروتين الصباحي للطفل، على سبيل المثال، يمكن أن يشجع على السلوكيات الصحية، مثل تنظيف أسنانه والتحدث عن خطته لليوم، أو تناول وجبة نباتية خفيفة في منتصف النهار تعزز نظامًا غذائيًا مغذيًا.
وأوصت بأربع نصائح، يجب وضعها في الاعتبار عند اتباع أسلوب الرعاية التربوي، كما يلي:
يستوعب الأطفال أسلوب تواصل الوالدين باعتباره "حديثهم الخاص"، لذا فإن المطالبات والأسئلة الهادئة بأسلوب ودود على مدار اليوم تدعم مهارات التنظيم العاطفي. وشرحت دكتورة سوسكيند أنه بافتراض أن هناك روتينا مسائيا يتضمن تنظيف الطفل لأسنانه واختيار ملابس النوم، يمكن تشجيعه من خلال فتح حوار، على سبيل المثال، كما يلي: "انظر إليك وأنت في ملابسك المريحة والآن أنت جاهز لتنظيف أسنانك! تذكر أنك تقوم أولا بتبليل فرشاة الأسنان. ثم ماذا بعد؟ هل تتذكر الخطوة التالية؟"
أضافت دكتورة سوسكيند أن شرح السبب وراء الروتين يساعد الأطفال على معرفة ما هو متوقع منهم والشعور بالتأثير الإيجابي لإكمال الروتين. فعلى سبيل المثال يقول أحد الوالدين: "لقد استمتعنا كثيرًا بالبناء باستخدام لعبة المكعبات، ولكن حان وقت التنظيم والتنظيف. إن القطع الكبيرة من المكعبات توضع في الدلو الأزرق. لكن أين نضع القطع الصغيرة؟" وبعد الإجابة، يمكن للأب أو الأم أن تقوم بالتعقيب قائلة: "هذا صحيح! فلنكمل المهمة حتى نتمكن من تناول وجبة خفيفة للبقاء نشيطين بقية اليوم". أوضحت دكتورة سوسكيند أن هذا النشاط البسيط يساعد الأطفال على ممارسة المهارات اللغوية والتناوب والتحدث وفهم الأهمية الكامنة وراء أفعال معينة.
يجب أن يدرك الآباء أن المرونة لا تتطور بين عشية وضحاها. يحتاج الأطفال إلى التذكير بشكل منتظم بطريقة أداء الروتين اليومي والغرض من ورائه، لذا ينبغي أن يبدأ الوالدان في اتباع أسلوب "الطقوس المألوفة اليومية المتكررة" مبكرًا وأن يتحلوا بالثبات والاتساق في أداء أدوارهما.إن الأبوة والأمومة في حد ذاتها تتطلب المرونة، ولذلك فإنه، في بعض الأحيان، يمكن أن تعوض عبارة مريحة عن تفويت أحد الأنشطة المعتادة مثل أن يقول الأب أو الأم: "أنا آسف لأننا لم نتمكن من قراءة قصة ما قبل النوم معًا. لكنني أعدك بأنني سأخصص بعض الوقت غدًا ".
كما أوصت دكتورة سوسكيند بأن يحرص الأبوان على مدح طفلهما بشكل موضوعي عندما يتبع روتينًا دون مساعدة حتى يعتاد على القيام بذلك باستمرار. وأعطت مثالًا على ذلك بأن يمكن قول: "شكرًا لطي البطانيات هذا الصباح. وبالطبع تذكر أن تقوم بهذا الإنجاز صباح كل يوم".
المصدر - العربية