على الرغم من وجوده في مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تتراوح من الخضراوات الورقية إلى المكسرات والبذور والفاصوليا، لا يحصل الكثيرون على ما يكفي في نظامهم الغذائي من المغنيسيوم.وينصح الخبراء بضرورة الحصول على كميات كافية من المغنيسيوم نظراً لفوائده الصحية المتعددة والمهمة للجسم والعقل كما يلي، وفقا لما نشره موقع Healthline.
وتحتوي كل خلية في جسم الإنسان على معدن المغنيسيوم ويعد عنصراً مهماً لتؤدي كل خلية وظائفها. كما يتركز حوالي 60٪ من المغنيسيوم في العظام، بينما يتوافر الباقي في العضلات والأنسجة الرخوة والسوائل، من بينها الدم. ويتمثل أحد أدواره الرئيسية في العمل كعامل مساعد في التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تؤديها الإنزيمات باستمرار، حيث يشارك في أكثر من 600 تفاعل كيميائي حيوي.
إلى ذلك، وأثناء ممارسة التمرينات الرياضية، يحتاج الجسم إلى المزيد من المغنيسيوم مقارنة بأوقات الراحة، اعتماداً على النشاط البدني. ويساعد المغنيسيوم على نقل سكر الدم إلى العضلات والتخلص من اللاكتات، التي يمكن أن تتراكم أثناء التمرين مسببة الشعور بالتعب. كذلك، أشارت الدراسات إلى أن مكملات المغنيسيوم قد تكون مفيدة بشكل خاص لتحسين أداء التمارين لدى كبار السن وأولئك الذين يعانون من نقص في هذه المغذيات. وأفادت نتائج دراسة أجريت على 2570 امرأة بأن زيادة تناول المغنيسيوم أدى إلى زيادة كتلة العضلات وقوتها.
في الأثناء، يلعب المغنيسيوم دوراً مهماً في وظائف المخ والمزاج، وترتبط المستويات المنخفضة بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. وكشف تحليل للبيانات لأكثر من 8800 شخص أن أولئك الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً والذين لديهم أقل كمية من المغنيسيوم لديهم خطر أكبر بنسبة 22 ٪ من الاكتئاب.
وأشارت الدراسات إلى أن حوالي 48٪ من مرضى السكري من النوع 2 لديهم مستويات منخفضة من المغنيسيوم في الدم، مما يمكن أن يضعف قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل فعال. كذلك، أوضحت الأبحاث أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من المغنيسيوم لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض السكري من النوع 2. لكن يعتمد التأثير على كمية المغنيسيوم التي يتم الحصول عليها من الطعام، فعلى سبيل المثال، توصلت إحدى الدراسات إلى أن المكملات لم تحسن نسبة السكر في الدم أو مستويات الأنسولين لدى الأشخاص الذين لا يعانون من نقص.
في السياق ذاته، يلعب المغنيسيوم دوراً مهماً في الحفاظ على صحة القلب وقوته، حيث تُظهر نتائج الدراسات أن المكملات يمكن أن تساعد في خفض مستويات ضغط الدم المرتفع، والذي قد يكون عامل خطر للإصابة بأمراض القلب.
ويرتبط انخفاض تناول المغنيسيوم بمستويات متزايدة من الالتهابات، والتي تلعب دوراً رئيسياً في الشيخوخة والأمراض المزمنة. فقد خلصت مراجعة واحدة لـ 11 دراسة إلى أن مكملات المغنيسيوم تقلل من مستويات البروتين التفاعلي سي CRP، وهو علامة للالتهاب، لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب مزمن. وأشارت دراسات أخرى إلى نتائج مماثلة، تُظهر أن مكملات المغنيسيوم يمكن أن تقلل CRP وعلامات الالتهاب الأخرى، مثل إنترلوكين 6.
ويمكن أن يكون الصداع النصفي مؤلماً وغالباً ما يسبب أعراضاً مثل الغثيان والقيء والحساسية للضوء والضوضاء. كذلك، يعتقد بعض الباحثين أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بنقص المغنيسيوم. ولفتت العديد من الدراسات إلى أن مكملات المغنيسيوم قد تمنع وتعالج الصداع النصفي.
وتعد متلازمة ما قبل الحيض PMS أحد أكثر الحالات شيوعاً عند النساء في سن الإنجاب، وغالباً ما تتسبب في أعرض مثل احتباس الماء وتشنجات في البطن والتعب والتهيج. كذلك، أشارت بعض الأبحاث إلى أن مكملات المغنيسيوم تساعد في تخفيف أعراض الدورة الشهرية، بالإضافة إلى حالات أخرى مثل تقلصات الدورة الشهرية ونوبات الصداع النصفي. وتوصلت إحدى الدراسات إلى أن تناول 250 ملغ من المغنيسيوم يومياً ساعد في تقليل الانتفاخ والاكتئاب والقلق لدى 126 امرأة مصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية.
إلى ذلك، يعتبر المغنيسيوم ضروري للحفاظ على صحة العظام والحماية من فقدان العظام. وتربط بعض الدراسات المستويات المنخفضة من هذا المعدن بزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام. كذلك، أظهرت دراسة استمرت 3 سنوات على 358 شخصاً يخضعون لغسيل الكلى أن أولئك الذين تناولوا كمية أقل من المغنيسيوم تعرضوا لكسور أكثر بثلاث مرات من أولئك الذين تناولوا أعلى كمية.
ومن الفوائد لهذا المعدن استخدامه كعلاج طبيعي لمشاكل النوم مثل الأرق، لأنه ينظم العديد من النواقل العصبية المشاركة في النوم، مثل حمض غاما أمينوبوتريك.
وفي الختام، أشارت بعض الأبحاث إلى أن المغنيسيوم يساعد في علاج القلق والوقاية منه. وعلى سبيل المثال، كشفت نتائج إحدى الدراسات، التي أجريت على 3172 بالغًا، وجود صلة بين زيادة تناول المغنيسيوم مع انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
المصدر - العربية