عمر الطويل
يحمل حليب النّوق الذي لا يُعد أحد أنواع الحليب شائعة الاستخدام في العالم فوائد متعددة لصحّة الإنسان تفوق حليب الحيوانات الحلوب الأخرى كالأبقار مثلاً وذلك وفقاً للعديد من المختصّين .
وحليب النّوق وفقاً للطبيب البيطري وائل بكري رئيس مجلس فرع نقابة الأطباء البيطريّين بالسويداء جيد لصحّة الإنسان خاصةً عند شربه ساخناً وهو مركّب متجانس لونه أبيض و سهل الهضم عند الأشخاص الذين لديهم سوء هضم و طعمه حلو وقد يكون أحياناً مائل للملوحة وهذا يرتبط بحالة المرعى التي تتغذى منه الإبل والمياه التي تشربها .
ويتميّز حليب النّوق كما ذكر الطبيب بكري بارتفاع الأضداد المناعيّة فيه خاصةً / الغاما غلوبيولين / الذي يقوّي جهاز المناعة لشاربيه ويعطيهم قوّةً لمقاومة العديد من الجراثيم الممرضة إضافةً لاحتوائه على أحماض آمينية جيّدة وإنزيمات مضادة للبكتريا و الفيروسات و بروتينات مضادة للجراثيم والتخثر والتّسمم ما يجعل قابلية لاستهلاكه دون بسترته وإمكانية حفظه لمدةٍ طويلة أو تجميد الفائض منه واستخدامه عند الحاجة دون أية تأثيرات على خواصه في حال ردّه إلى حالته السّائلة.
و يلعب حليب النّوق بحسب بكري دورُ هام في تقوية العظام وضبط مستوى السّكر في الدّم بالنسبة لمرضى السّكري والوقاية من حدوث القرحات المعديّة وتجنيب الإنسان للحساسيّة النّاجمة عن بعض الأغذية كما يعتبر مادةً مضادّة للأكسدة ما يساعد في حماية أنسجة الجسم المختلفة من التّلف و بالتّالي إضعاف إصابة الإنسان بالسّرطانات المختلفة والتّقليل من نسبة الكوليسترول ومنع حدوث تصلّب الشّرايين وحدوث أمراض القلب إضافةً لغناه بالكالسيوم والحديد والفيتامينات فضلاً عن أهمّيته في تغذية الأطفال كونه يحوي أحماض سهلة الامتصاص وهذا ما يفسّر حرص سكان الصحراء على تغذية أطفالهم به وتفضيله أحياناً على حليب الأم.
وبيّن الطبيب بكري أن إنتاج حليب النّوق يتأثر بمجموعة عوامل كسلالة النّاقة فبعض السّلالات تدر إدراراً عالياً من الحليب يفيض عن حاجة وليدها وكذلك التّغذية فكلّما قلّ الغذاء انخفض إنتاج الحليب فضلاً عن عوامل أخرى كعمر النّاقة وعدد مرات الحلابة و موعد الولادة ومدى ارتباطه بفصلٍ تتوافر فيه المراعي والأمطار .
والنّاقة لا تعطي الحليب خلال مرحلة إنتاجها كما أوضح الطبيب بكري إلّا إذا كان مولودها إلى جانبها حيث يستهلك أثناء فترة الرّضاعة نصف إنتاج أمّه التي تتراوح فترة إدرارها بين /9/ و /18/ شهراً مؤكداً على ضرورة إعطاء النّوق الحلابة خلطة أعلافٍ مركّزة تتضمّن الدّريس والتّبن وتكون بمعدل 1 كيلو غراماً لكل 2 ليتر حليب .
ويؤكد الطبيب بكري على ضرورة التّوعية بأهميّة حليب النّوق من خلال المحاضرات والنّدوات العلميّة ومختلف وسائل الإعلام وتوسيع تربية الإبل لما يحقّقه من فوائد اقتصاديّة خاصّةً ضمن المناطق المناسبة لذلك .