ما علاقة ارتفاع نسبة السكر في الدم بالإصابة بالعقم؟

مرض السكري هو حالة تؤثر على الصحة بطرق مختلفة، كما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على عملية الحمل والولادة، حيث يمكن أن يعطل الهرمونات ما يسبب خللاً هرمونيًا في الجسم، يمكن للاختلالات الهرمونية في الحياة أن تؤخر أو تمنع عملية الزرع أو الحمل. وهذا يمكن أن يؤثر سلبا على الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء.
وقال الدكتور كشيتيز مورديا الطبيب الهندي المختص بأمراض السكري "مرض السكري هو مرض مزمن يضعف قدرة الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة، عندما يتم تكسير الطعام، يتحول إلى سكر (جلوكوز)، والذي يمر بعد ذلك إلى مجرى الدم، ومن أجل مساعدة نسبة السكر في الدم على الدخول إلى خلايا الجسم لاستخدامها كطاقة، يفرز البنكرياس الأنسولين. 
أما بالنسبة للأفراد المصابين بداء السكري، فلا يتم إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو لا يتم استخدامه على النحو الأمثل، مما يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، وفقا لموقع news9live.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 422 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مرض السكري، ما يجعله مصدر قلق صحي عالمي. وهو السبب الرئيسي للفشل الكلوي وبتر الأطراف السفلية والعمى لدى البالغين. علاوة على ذلك، فإن أشكاله الثلاثة - النوع 1، والنوع 2، وسكري الحمل - ترتبط بالصحة الإنجابية.
ووفقا للدكتور مورديا، “يمكن أن يكون لمرض السكري تأثير كبير على خصوبة الذكور والإناث، وأحد أسباب انخفاض معدلات الخصوبة لدى النساء هو مرض السكري الناجم عن عوامل نمط الحياة مثل السمنة ونقص الوزن والنظام الغذائي ومستويات النشاط البدني اليومية، ويمكن أن يؤدي إلى تقصير فترة الإنجاب بنسبة 17 في المائة وكذلك تعطيل الإباضة، يؤدي عدم التحكم في نسبة السكر في الدم إلى تسريع شيخوخة المبيض، في حين أن مقاومة الأنسولين في مرض السكري من النوع 2 تؤدي إلى خلل في الهرمونات، ما يسبب متلازمة تكيس المبايض وعدم انتظام الدورة الشهرية وهذا التأثير المشترك يجعل الحمل الطبيعي، وحمل الطفل حتى نهاية فترة الحمل، أكثر صعوبة. 
وعند الرجال، يؤثر مرض السكري على الخصوبة بطرق متعددة؛ وهذا يشمل انخفاض جودة السائل المنوي، وانخفاض حركة الحيوانات المنوية، وإنتاج الحيوانات المنوية، وتلف الحمض النووي. هذه الظروف لها تأثير سلبي على الخصوبة وكذلك على الحمل الطبيعي. يمكن أن يؤدي ضعف استقلاب الجلوكوز إلى خلل في نقل العناصر الغذائية، ما يؤدي إلى انخفاض الخصوبة ونتائج عكسية على الجنين.
وقال الدكتور مورديا: "إن الأزواج، الذين يعاني أحد الشريكين أو كليهما من مرض السكري، يواجهون خطراً أكبر للإصابة بالعقم لأن مرض السكري يمكن أن يسبب مضاعفات أخرى قد تضعف الخصوبة.
في حالة استمرار مضاعفات الخصوبة، يمكن لتقنيات الإنجاب المساعدة (ART) مثل الإخصاب في المختبر (IVF) وحقن الحيوانات المنوية داخل السيتوبلازم (ICSI) أن تساعد الأزواج المصابين بالسكري على رسم رحلة الأبوة الخاصة بهم.