6 - 10 - 2022
احتلت الكتابة في السنوات الأخيرة جزءً مهما من مسارات العلاج السلوكي المعرفي، يستخدمها خبراء الصحة النفسية كنوع من العلاج، للتخلص من الماضي وآثاره، أو حتى ترتيب الحاضر للتكيف والتعامل معه.ولا يعتمد العلاج بالكتابة على الأفكار الملهمة، ولا الترتيب المنمق للكلمات، ولا الحشو المبالغ فيه، لكن العلاج يكون مُجديا عند كتابة الأشخاص ما يشعرون به فعليا، وليس ما يجب أن يشعروا به.
كشفت الدراسات التي سلطت الضوء على العلاج بالكتابة، أن الأفراد المشاركين الذين عانوا من حدث مؤلم أو مرهق للغاية، وكتبوا عن تجاربهم الصادمة لمدة 15 دقيقة، خلال 4 أيام متتالية، شهدوا نتائج صحية أفضل استمرت حتى بعد 4 أشهر.
اختبار الكتابة نفسه، طُبق على مجموعة مكونة من 100 مريض بالربو والتهاب المفاصل الروماتويدي، وكانت النتائج مماثلة، حيث شهد المشاركون الذين كتبوا عن أكثر الأحداث إرهاقا في حياتهم، تقييمات صحية أفضل، تتعلق بمرضهم.
لتقصي مدى فعالية الكتابة التعبيرية في مساعدة البالغين على الشفاء السريع، والتئام الجروح بعد العمليات الجراحية، طلب الباحثون من بعض المشاركين، الكتابة عن أحداث وتجارب مؤلمة مروا بها، بينما طُلب من آخرين الكتابة عن نشاطاتهم اليومية الاعتيادية، لمدة 3 أيام بمعدل 20 دقيقة يوميا، فاكتشفوا شفاء جروح 76 بالمئة ممن كتبوا عن تجاربهم العاطفية المؤلمة، مقارنة بنسبة 42 بالمئة فقط ممن كتبوا عن أمور اعتيادية أخرى.
نتائج هذه الدراسات، يفسرها البروفيسور جيمس بيكر في كتابه "الكتابة التعبيرية - كلمات للشفاء"، بأن للكتابة تأثيرا مباشرا وفعالا، فهي منفذ لإسقاط فوضى أفكارنا على الورق، وإخراج المشاعر المكبوتة في الأعماق، لنصبح أكثر تحررا.
بحسب بيكر فإن التعبير بالكلمات على الورق، أو حتى على الكمبيوتر، سحرٌ لن يلمسه إلا من مارس الكتابة من أجل التعافي.
من مزايا العلاج بالكتابة أنه منخفض التكلفة، ويمكن الوصول إليه بسهولة، وهناك مجموعة كبيرة من الأفكار والمحفزات الكتابية، لمواصلة ممارسة التعبير النفسي بشكل يومي، تنصح بها عالمة النفس مارغريتا تارتاكوفسكي في الخطوات الآتية:
المصدر - سكاي نيوز