تربية النحل في السويداء..بين الصعوبات والآفاق الواعدة

السويداء - سهيل حاطوم  - 9 - 12 - 2021 

تعتبر تربية النحل في محافظة السويداء جنوبي سورية حديثة العهد نسبياً، حيث كانت أول بداية لها على يد أحد المزارعين القادمين من لبنان وهو الشيخ أبو حسين أحمد عبد السلام صادق في بلدة الكفر، إلا أن الانطلاقة الأولى لتربية النحل بشكل علمي وواسع في المحافظة كانت في مركز إنعاش الريف في مدينة صلخد عام 1980 على يد المهندس الزراعي كمال العيسمي، وبعد نجاح التجربة في هذا المركز بدأت تربية النحل بالانتشار على نطاق أوسع وبدأت أعداد المربين بالتزايد وفقاً للظروف البيئية والمناخية لكل موسم. 


ويشير رئيس شعبة بحوث النحل في مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء المهندس الزراعي" ماهر هايل دواره إلى أنه لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع تربية النحل محلياً ودولياً بالإضافة لتراجع كميات العسل المنتجة نتيجة شح الهطولات المطرية وعدم انتظام توزعها وموجات الحر العالية خلال فترة الازهار التي تؤثر سلباً على فرز الرحيق، مبيناً أن إنتاج محافظة السويداء من العسل العام الماضي بلغ نحو 21 طناً من خلال حوالي 4200 خلية يمتلكها 350 نحالاً يتوزعون في مختلف مناطق المحافظة وقراها، حيث تراوح الإنتاج الوسطي الخلية ما بين 4 إلى 6 كيلوغرامات. ويلفت المهندس "دواره" إلى أن الموسم الحالي ومع الأسف يعتبر من المواسم الضعيفة لقلة المراعي وضعفها بسبب تأخر سقوط الأمطار في المحافظة، حيث قدر الإنتاج بحوالي 10 أطنان من العسل، مشيراً إلى أن الإنتاج لا يغطي حاجة المحافظة ويبقى الطلب على العسل موجوداً رغم ارتفاع سعره الذي نتج عن ارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج ومستلزماته المستوردة من شمع وخشب ومواد علاجية مختلفة.


 ويشير المهندس " دواره" إلى أن النحالين تأثروا خلال سنوات الحرب في سورية وفقد الكثير منهم مناحله وكافة مستلزماته، وخسر كثيرون مصدر رزقهم ،واضطر قسم منهم للاستغناء عن كثير من المراعي لصعوبة الوصول إليها أو خطر البقاء فيها، وبالتالي تراجعت تربية النحل وعدد الخلايا بشكل كبير في المحافظة، لكن تم دعمها بعدة منح لتربية النحل مقدمة من WFP بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب، حيث كانت أول منحة عام 2017 واستفاد منها 250 أسرة، والثانية عام 2019 وقدمتها منظمة FAO واستفاد منها 75 أسرة من خلال توزيع طرود نحل عامرة عليها مع مستلزماتها كافة، وفي عام 2020 حصلت السويداء على منحة نوعية من قبل UNDP عبارة عن خلايا خشب وفرازات يدوية ومبالغ مالية لشراء الطرود.


 وتطرق المهندس " دواره" إلى المشكلات التي تواجهها تربية النحل في محافظة السويداء ومن أبرزها تفاقم أذى آفة الفاروا وقلة المراعي والدبور الأحمر الذي يشكل خطرا على تربية النحل، وتزايد أضرار الدبور الأصفر، ورش المبيدات التي تحول دون الاستفادة من بعض المراعي وتعرض النحل للتسمم، وانعدام وجود مراكز إنتاج لملكات ملقحة ومحسنة ومختبرة، وعدم وجود صناديق لتعويض خسائر التربية. 


 ولتطوير وتشجيع تربية نحل العسل في السويداء، اقترح المهندس " دواره " ضرورة زراعة الأشجار الرحيقية وبخاصة الكينا وزراعة الروبينيا والخرنوب والباولونيا، ومكافحة آفة الفاروا، واستخدام مصائد حبوب الطلع الأرضية، وتأمين طرود النحل من قبل وزارة الزراعة للراغبين وبأسعار مخفضة، وإنشاء منجرة في المحافظة لتصنيع الخلايا الخشبية، وإحداث محطة لتحسين وتأصيل سلالة النحل السورية، وإنشاء صندوق خاص بدعم تربية النحل والتعويض على المربين في حال تعرضهم لخسائر تتعلق بالكوارث الطبيعية.


 الجدير ذكره أن المهندس" ماهر دواره" باشر العمل بدائرة أبحاث النحل في عام 1997، وبعدها بدأ بمشروعه الخاص بتربية النحل وأقام العديد من الندوات والمحاضرات والدورات في هذا المجال، وشارك بعدد من المؤتمرات وله أبحاث عديدة في مجال تربية النحل.