المهندسة فاتنة النمر تنشر زراعة الزعتر الخليلي في السويداء عبر مشروعها " عطر الأرض"

السويداء- سهيل حاطوم - 20 - 4  - 2022

 بشغف وطموح تتابع المهندسة الزراعية فاتنة النمر مشروعها بزراعة الزعتر الخليلي في محافظة السويداء والذي بدأته قبل نحو عامين بمساعدة زوجها المهندس الزراعي أيمن العرموني مدفوعين بحب الأرض والتجذر بها ، حيث قاما بتجهيز أرض غربي طريق الرحى على مساحة نحو 500 متر مربع و بناء خزان ماء و مد شبكة ري بالتنقيط.


 المهندسة / فاتنة / التي تعمل في تنسيق وتصميم الحدائق في مديرية الزراعة بالسويداء والمهتمة بالبيئة، أشارت إلى أنه و نتيجة لظروف التغير المناخي و ظهور الحاجة لزراعة نباتات متأقلمة مع بيئة المحافظة لاعتمادها كمصدر لإنتاج مواد غذائية وطبية، فقد تولدت  لديها فكرة زراعة نباتات طبية و عطرية في أرض تملكها وغير مستثمرة ، حيث اختارت زراعة نبات الزعتر الخليلي باعتباره نبات طبياً  معمراً  ويتأقلم مع البيئة الجافة كبيئة المحافظة، و يبقى في الأرض الدائمة حتى ٧ سنوات ، ويحتاج إلى القليل من العناية في المراحل الأولى من زراعته . 


وبينت أنها قامت بزراعة بذور الزعتر التي جلبتها من مصادر موثوقة لضمان نوع الزعتر الخليلي و ذلك في شهر تشرين الأول عام2020، ثم نقلت الشتول إلى أرض المشروع بنهاية شهر أيار 2021،  حيث تمت العناية بها من تسميد عضوي و ري و تعشيب…

 مضيفةً " هي الآن في بداية الموسم الثاني و قريبا ستكون النباتات جاهزة للقص و تسويق كمنتج نظيف تماما من الكيماويات كورق أخضر أو مجفف، إضافة الى  إمكانية بيع شتول الزعتر للزراعة. 

مشروع المهندسة فاتنة أطلقت عليه اسم(عطر الأرض) وكلها أمل بتحقيق شعار ( فلننشر عطر الأرض ) من خلال  نشر زراعة النباتات الطبية و العطرية و منتجاتها النظيفة (بدون مبيدات و أسمدة كيماوية )، حيث أعلنت في مطلع الأسبوع الجاري عن انطلاقة المشروع بمبادرة تم خلالها وعلى مدى يومين متواصلين توزيع شتول الزعتر على الراغبين بزراعتها بشكل مجاني ، مشيرة إلى أن نشر زراعة الشتول يساعد الأسر على تحقيق اكتفاء ذاتي من هذه المادة التي تعتبر مادة أساسية أيضا لصناعة زعتر المائدة، و تطمح أيضاً لزراعة أكثر من نوع من النباتات الطبية مستقبلاً .

 كما حولت المشروع على طريق الرحى إلى مرعى للنحل بالإستفادة من خبرة زوجها كنحال، وجعلت من حديقة شقتها السكنية في مدينة السويداء مشروعا زراعيا صغيرا زرعت فيه مساكب الخضراوات لتحقيق الإكتفاء الذاتي حيث تجمع أوراق الأشجار وبقايا الخضار والأعشاب والتقليم وكل ما يمكن أن يتحلل محولة إياه إلى " كمبوست" أوسماد عضوي يغني عن الأسمدة الكيماوية،  لتصبح الخضار أفضل طعما وأكثر فائدة للصحة، وقدمت لمدرسة ابنتها شتول السوسن التي زرعها تلاميذ المدرسة ضمن مبادرة جميلة .

والمهندسة فاتنة النمر شاركت سابقا كعضو مع فريق من المهندسين الزراعيين في  إنشاء مشروع بيئي بالمحافظة، وحالياً  تشغل مهام رئيسة للجنة البيئة في جمعية تنمية المجتمع المحلي بالسويداء، وساهمت في تقديم العديد من المحاضرات حول طرق زراعة الزعتر الخليلي خلال المبادرات التي أطلقتها الأمانة السورية للتنمية "  معاً للإكتفاء الذاتي " لتوزيع آلاف شتول الزعتر على مئات الأسر في محافظة السويداء.

 الجدير ذكره أن نبات الزعتر الخليلي يعتبر  مقاوماً للأمراض و الحشرات ولا يحتاج للتسميد الكيماوي و لكنه محب الأسمدة العضوية، و يعد ذو إنتاجية جيدة بدءاً من السنة الثانية للزراعة ، حيث ينتج الدونم الواحد حوالي 150 كغ من الورق الجاف ، ويمكن تسويق المنتج كورق أخضر أو ورق جاف "زهورات "و(توابل ) أو يمكن تصنيعه كزعتر مائدة.