في الأماكن المقدّسه من سلسله جبال الأنديز ، كانت شعوب حضاره الموييسكا التي تمتد جذورها الى أبعد من عشره آلاف عام ، يتوّجون مَلِكهم الجديد وفق طقوسٍ مليئه بالخصوصيّه والغرابه ، حيث يكون الملك عاريا تماماً ويتم طلاء جسده بغبار الذهب ( التبر ) بشكل كامل ، ثم يسير الملك الجديد متجها نحو بحيره غواتامينا التي تقع بالقرب من مدينه بوغوتا الحاليه عاصمه كولومبيا ، و يتبعه السكان وأفراد المحكمه والكهنه ، ليصلَ البحيره وينزل فيها بتأنٍ وهدوء ليقدم الطلاء الذهبي الذي يكسو جسدهُ للآلهه، في تلك الأثناء بينما يسير متجها إلى وسط البحيره يطفو غبار الذهب على الماء حول جسدهِ معطيا منظراً شديد الرهبه والجمال.
ثم يُطلق الكهنه النار المقدسه بواسطه سهامٍ تحمل رؤوساً مشتعله إلى وسط البحيره ، و يقوم الناس بإلقاء احجار الزمرد الثمينه في هاويه البحيرة وذلك تعبيراً عن سعادتهم وولائهم ، وكهدايا للآلهه بنفس الوقت ، تلك هي إحدى الطقوس لحضاره بلاد الدورادو الذهبيّه.
لكن عالم الأساطير يحمل ما يحمل من ألغاز ورموز ومحتويات بين السطور يفوق غموضها مستوى الألغاز البسيطه ،
جميعنا يعلم قصه مريم العذراء وكيف اصبحت حاملاً وأنجبت السيد المسيح ،
في إحدى أساطير حضاره الناهواكس كانت هناك إمرأه تعيش في مكان قريب من هرميّ الشمس والقمر الشهيرين في المكسيك .
تقول الاسطوره بأن المرأه قد أنجبت اربعمئه إبن ، ،،، ، وابنه واحده ، وكانت تلك المرأه تمتلك معطفاً يَقومُ بالتكفير عن ذنوبنا بعد أن ترتديه لمره واحده في العام .
وبينما كانت جالسه تمسكُ بيدها قلماً ، سَقطتْ في حضنها كُرَهٌ من الريش الناعم ، ثم أضاعت القلم بينما كانت ملتهيهً بكره الريش وجمالها ، ويقال بأن القلم قد دخل إلى رحمها ورسم جنينا فجعلها حاملاً ،
كان أبناؤها الأربعمئه شديدي القوه والبأس وكانوا محاربين أقوياء يُطلَقُ عليهم اسم (سوريان ) وكانت اختهم الوحيده شديده الدهاء وقد صَدمها خبر الحمل الجديد لوالدتها . فجمعت اخوتها واقنعتهم بقتل أمهم ،
عَلمت الأم بالخبر فأصابها حزنٌ شديد وجلَستْ وحيدهً مكسوره القلب ، لكنها سمعت صوتا من أعماقها قادم من اتجاه الرحم يقول لها : ( لا تحزني ولا تخافي انا اعرف ما عليّ أن افعله) ،
بعد أن سمعت الأم صوت جنينها شعرت بالهدوء والطمأنينه ِ ، أثناء ذلك كان الإخوه قد جهزوا أنفسهم بسهام وتروس كمن يريد الخروج للحرب ، وكانت لسهامهم رؤوساً شائكه ولباسهم من الدروع الثقيله والقويه ،
توجهت الأم لأعلى الجبل تسأل الآلهه المساعده ، وفي تلك الأثناء ولدت ، فخرج ابنها للحياه ولبسَ ثيابهُ ودرعاً من ريش النسر وسهامهُ ورمحهُ الأزرق الذي كان يسمى ( بندقية السهام الفيروزيه ) ، ثم وضع على وجهه طلاء غريباً وعلى رأسهِ ريشاً وعلى أذنيه وضعَ واقي الاذنين ،
ثم امتطى شيئا يشبهُ الثعبان مصنوع من المشاعل ، كان ذلك الشيئ يطيعهُ ويتمايلُ معهُ وفقَ حركهٍ ما من رِجلهِ اليسرى لِشيئ يشبه الذراع ،
وانطلق إلى وسط الأربعمئه أخ وتقول الاسطوره بأنه فرّقهم كما يلاحق نسر جائع مجموعهً من الأرانب الهاربه . ....
في السبي البابلي كان حزقيال من بين المسبيين ، وتقول رؤيا حزقيال أنه بينما كان جالسا على ضفاف الخابور جاءت من الشمال كتله هائله من الضباب الكثيف ترافقها رياح عاصفه وقويّه ثم ظهر شيئ لامع يبرق من جميع الجهات بأضواء ملوّنه ومتقطعه وهذا الشيئ يملك أذرعاً متساويه تلتفّ بتناسقٍ مذهل ، ما مكّنها من الهبوط على الارض . ( يمكنكم مراجعه سفر حزقيال لمعرفه المزيد )
،،، ،يعتقد شعوب حضاره الأستيكوس في اساطيرهم وهي امتداد لحضاره التولتيك ما قبل المايا بأن شمسنا الحاليه هي الشمس الخامسه وقد سبقتها اربعه شموس ومع كل شمس كان للأرض سكانها المختلفون حتى في الاطباع والأشكال. واندثرت جميع تلك الحضارات بسبب ظروف طبيعيه منها زلازل وبراكين وعواصف ورياح سامّه ، فعلى سبيل المثال وكي لا أطيل كانت الشمس الأولى هي زمن العمالقه في اساطيرهم ( العمالقه الذين عاثوا خراباً في الأرض حسب الاسطوره السومريّه في بلاد ما بين النهرين ،،،، البعيده عن موقع الازتكوس في المكسيك مسافات هائله )
.وفي الشمس الرابعه التي سبقت شمسنا الحاليه كانت نهايتها بسبب طوفان كبير عم الارض بأكملها حيث كان هناك رجل يدعى( تيزبي ) قام بصناعة قارب ضخم ووضع به أزواجاً مختلفه من حيواناتٍ وطيورٍ من جميع ما حوتهُ الأرض ، ثم أخذ معه بذوراً ونباتات وهكذا نجى من الطوفان .
في الجهه المقابله من الارض كان الطوفان ( طوفان نوح ) لدى السومريين هو التقويم السنوي أي ما قبل الطوفان .وما بعد الطوفان . والوصف يكاد يكون مطابقاً لدى الحضارتين وفي نفس الفتره الزمنيّه مع اختلاف الأسماء، اضافه الى ذلك فإن شعوب الانكا في البيرو لديهم كذلك اسطوره تتحدث عن الطوفان.
ما اريد ان اقوله : بأن حياهً واحده لن تكفي للإلمام بغرائب ما تركته الأجيال السابقه .
تاريخ الإنسان مليئ بالأحداث والغرائب والمعلومات التي تستحق بحوثاً طويلة ودقيقة لمعرفه محتوياتها ،وليست الأساطير إلا إحدى الطرق الممتعه لإيصال المعلومات وفق قصه ما رغم الغموض الذي يكتنفها ، او السرد الغريب الذي يبدو خيالياً في كثير من الأحيان .
اشكركم على اتساع صدوركم لمتابعه هذا البحث. ومن لديه رغبه في الإطلاع على أساطير ما بين النهرين هناك في كتاب ( مغامره العقل الأولى ) للباحث الأستاذ فراس السواح ما يجعلك تعيش أجواء تلك الحقب الجميله بكل غرائبها وغرابتها و متعتها .
الصور التي ارفقها هي من اكثر الأماكن جمالاً وغرابهً على وجه الارض ، صخور طبيعيه متناسقة بشكل هندسي مذهل حيث كانت تعيش بالقرب من هذا المكان تلك السيده أم الاربعمئه ابن وصاحبه المعطف الذي يمحي الذنوب .
قم بتقريب الصوره وانظر إلى شكل تلك الصخور ،
المكان يدعى بريسماس باسالتيكوس ، وهو من أغرب الأماكن الطبيعيه التي شاهدتها في حياتي ( prismas pasalticos )
لكم مني اطيب واجمل الامنيات.
.مركز البحوث التاريخيه ، جامعه المكسيك .
يزن مشهور أبو لطيف . 30-6-2021