نضال الواجب الإنساني  "معا" - ميرنا الدامرجي

الممرضة والمناضلة والناشطة في الانسانية ميرنا الدامرجي

23- 8 - 2021

 تكريماً  وإحتراماً لكل من  ساهم في  من يد العون في  ظل كارثة إنفجار المرفأ

 وإحتراماُ لمبادرتهم للاداء الجبار الذي  قاموا به في سبيل الواجب الوطني والانساني

مجلة "  Opine Digest" اجرت  حديث مع الممرضة والناشطة في تجمع  لسيدات تجاوزت أعدادهن المئآت  وهي إحدى الصبايا التي شاركن في الواجب الوطني عندما حلت فاجعة إنفجار بيروت

لتخبرنا تجربتها .

ندرك جيدا أنكم من الاشخاص الذين  قضوا أوقاتهم بعد انفجار بيروت في حالة  تأهب  وكنتم من المبادرين بمساعدة المتضررين والذين عانوا  مشاكل صحية.

- ممكن ان تخبرينا  كيف كانت الحالة؟

 يوم 4 آب 2020، يوم الانفجار  أنا كنت  خلال دوام عملي عند مريضة لدي  والتي تعاني من عجز عدم  القدرة على التحرك وهي على سريرها إعتقدت للوهلة الأولى أن أحد عبوات الاوكسيجين الموجودة لدى مريضتي هي التي انفجرت  ولكن تبين بعد ذلك أنه إنفجار في مرفأ  بيروت ومن قوة ضغط الانفجار تهاوى الزجاج على الأرض والحمدلله لم تتأذ المريضة حاولت تهدئتها  لانها  لم تكن قادرة على التحرك او التعبير او تركض.

 كنا بحالة  صدمة وهول كانت  الحالة تشبه بحالة أفلام الرعب ، الخوف والفزع والضياع الذي كان موجود في عيون المصابين خاصة الذي لم يتثن نقلهم إلى المستشفيات . حاولت الاطمئنان على اهلي مازلت أرى الاضرار والفوضى و الموت و الدخان  المتصاعد و كل شيء،إنها لحظة كابوس .

بدأت الاتصالات تتوالى على هاتفي ، الحالة واللحظة  التي تغير فيها كل شيء ، في البدء لم نستوعب إلا أن واجبنا الإنساني فرض نفسه و أصبح  سيد الموقف واللحظة .  إن كمية الدمار والجرحى والفوضى التي  إنتشرت أشبه بساحات  الحرب.

 قصدت مستشفى المقاصد بحكم قربها من بيتي لاقدم يد العون، فلم نجد بأنفسنا  إلا وإننا أصبحنا مجموعة من الشباب والصبايا  تعاونا بحكم الظرف والموقف من أجل مساعدة و معالجة الجرحى والمصابين الذين تضرروا في بيوتهم  ونقل بعضهم بسيارات متطوعين وتمكنا من تأمين معدات طبية وادوية الإسعافات الأولوية وتوزعنا على البيوت والأماكن  المتضررة لمحاولة إسعاف من هو بحاجة ولتضميد جراح المصابين والجرحى  وكان المشهد  أشبه بساحة حرب.

- ممكن ان تعرفي عن جمعيتكم اكثر  وما هي أهدافها وكيف تمكنتم من تأمين حاجات الناس؟

نحن  في العمل  التطوعي منذ ٣ سنوات  عمدنا  الى تقديم يد العون و المساعدة  لبعض الحالات التي  لجأت إلينا  ممن توافرت  لديهم  حالات معينة ، مثل مرضى السرطان ، مسنين لا معين لهم ، أطفال عندهم أمراض مزمنة ، مطلقات لا معين لهم ،

 هدفنا إغاثة المحتاج العاجز و مساعدة لمن يريد/ تريد العمل وتأمين فرص العمل لهم  وليتمكنوا من دعم أنفسهم  ومساعدة غيرهم من الناس المتعففين . عند بداية مسيرتنا  في العمل التطوعي  كنا فقط نساء من لبنان و من خارجه كل منا  تساعد  بحسب  تخصصها وخبرتهامثل : ممرضة،محاسبة،دكتورة، صيدلانية، مهندسة، موظفة بشركة اتصلات، محامية، إلى أن  جاءت  ساعة  المساعدة  الكبرى عندما دق الواجب الانساني  في 4 من آب 2020 عند مرفأ بيروت ،

 إذ نحن  لسنا جمعية  إنما قمنا بدورنا  كممرضات ونساء خيرات متطوعات  واصبجت تعرف بمجموعة  " معا " وجدنا انفسنا في حالة تأهب  عندما رأينا هذا الهول والكم الهائل من  المصابين  والجرحى الذين يحتاجون إلى مساعدة،  فقررنا " معا " من مختلف التخصصات ان نقوم على نية الخير بتقديم يد العون وتقديم المساعدة  لمن يحتاج،  تمكنا من تأمين حاجات الناس من بعضها البعض في البداية وبعد ذلك الايادي الخيرة بدأت تساعد أكثر فأكثر وتتفاعل  معنا  لمساعدة الناس والمتضررين.

- ماهي التحديات التي واجهتكم؟

 إصرارنا على  مواجهة كل التحديات  هي من  خلال الصورة التي طبعت في مخيلتنا والتي سوف ترافقنا إلى الأبد،   حالة الجو  الذي  ساد الحزن  عليه وكان الموت هوسيد الموقف في كل خطوة في ذلك اليوم، هناك من فقد عزيزاً عليه وهناك من فقد منزله غير الجرحى الذين لم تقتصر إصاباتهم على أضرار الجسدية والمادية بس تعدت  إلى إحداث أضرار معنوية ونفسية عقيمة .

 واجهتنا تحديات عدة، قاموا بمنعنا  من النزول والوصول الى الاماكن المتضررة لمساعدة الناس علماً أن عملنا  إنساني وحاولوا  بشتى الطرق أن لا  نساعد  لأننا بإعتبارنا  لم نكن  مسجلين كجمعية او حاصلين  على علم وخبر من وزارة الداخلية علماً ان الواجب الوطني والدافع الإنساني وحق تأليف مجموعات   تعنى   بالشأن العام هي حق من حقوق الانسان وكان  الوضع إستثناني وواجب وطني، ولكن المهم أن إصرارنا  وتكاتفنا  وزيادة عدد المتطوعين والمساعدين معنا من كل لبنان ساهم  أكثر وأكثر إلى التمكن من القيام بواجبنا الإنساني لمساعدة المتضررين ,وقمنا بمساعدة البيوت المتضررة بإزالة الركام ومخالفات الانفجار في المناطق المتضررة  وقد  اصبحنا اعداداً كبيرة موزعين على كافة الأراضي اللبنانية واصبجنا  نعرف  ب  " معا " منذ ذلك الوقت .

-إذا أراد احد الانضمام إلى جمعيتكم والتواصل معكم أو دعمكم  كيف يتم التواصل؟

  نحن  لسنا جمعية إنما مجموعة نساء خيرات  متطوعات نعمل  تحت  شعار  " معا "  وعملنا بما يمكن  تقديمه بدأنا بعدد قليل وأصبحنا نضم عدداً كبيراً. 

ولمن يريد التعاون معنا على  يمكنه التواصل  على صفحة معاً  مع السيدة نهى جردلي الملقبة بأم محمود او على رقم الصفحة 71266603.

- هل ما زلتهم  قادرين على تأمين الادوية والمستلزمات الطبية؟

 إننا  نواجه صعوبات كثيرة في هذه الفترة في تأمين الادوية وهذه  حالة   خطيرة جدا وتتفاقم في ظل هذه الظروف القاهرة. ولكن مازلنا  نحاول أكثر من جاهدين لتأمين ما يمكن تأمينه بدعم  من المغتربين.

اذا خيرت بين السفر او اتمام واجبك لاكمال  مسيرتك المهنية ماذا تختارين ولماذا؟

رغم الظروف والصعاب التي نواجهها ونعانيها رغم فرص العمل التي تعرض علي إلا انني ما زلت متمسكة في البقاء في لبنان،مازال هناك نفس ينبض  يعني الامل موجود.

- ما هي الرسالة التي تريدين توجيهها الى بيروت؟ 

 أريد أن أوجه رسالة إلى بيروت ... بيروت  هي  المدينة  التي لا  تموت  ...  تعودنا  عليها في  أصعب  ظروفها أن  تنهض وينفض عنها  غبارها  لتعود و تلبس لباس الفرح والحياة  انها  الحياة  انها همزة الوصل  بين الشرق  والغرب ... و كما عودتينا ست الدنيا.

- ما هي اكثر حالة واجتها  ومازلت ترافقك؟

 أكثر حالة واجهتها ولا يمكنني نسيانها منظر تلك العجوز التي تراقب ذكرياتها في منزلها المهدم بالكامل والجروح على وجهها وعيناها  التي لم يجف دمعها والذي إختلط مع  دمها.

- أمنية تودين اطلاقها ؟

 أتمنى أن  نخلع  عنا ثوب الطائفية و نكون كلنا يد واحدة ، الابن يساعد والديه ،الجار يساعد جاره ،الحكيم يحن على مريضه، وعلينا  أن  نتحمل بعضنا البعض في هذه الازمة.