السويداء - سهيل حاطوم - 16 - 12 - 2021
تمكنت بإرادتها وشغفها بعملها وإصرارها على إثبات نفسها وتحقيق النجاح من اقتحام مجال من الأعمال مازال حتى وقتنا الحاضر حكراً على الرجال لتؤسس أول شركة لتصنيع الموبيليا والألمنيوم والتجهيزات المنزلية والمكتبية في محافظة السويداء.
السيدة/ وفاء مراد/ التي تابعت مسيرة زوجها " معلم الديكور " بعد وفاته، استطاعت أن تثبت من خلال عملها قدرة المرأة على تحقيق النجاح إذا ما امتلكت الإرادة والتصميم ،حيث أسّست في عام 2013 شركة " ريتال" لتصنيع الموبيليا والألمنيوم بموجب قانون الاستثمار لتكون أول إمرأة سورية تؤسس وتدير شركة في هذا النوع من الأعمال، محققةً حضوراً على ساحة المحافظة وخارجها.
سيدة الاعمال/ مراد/ أشارت إلى أنها حرصت ومنذ بداية الحرب على سورية على استضافة عدد من العائلات الوافدة إلى المحافظة من انطلاقاً من أن مساعدة الآخرين واجب على كل مواطن شريف في ظل الأزمة الراهنة، ومن بين أفراد تلك العائلات كان هناك عدد من أصحاب الخبرة من العاملين في معامل الموبيليا والأثاث في مدن داريا وسقبا وغيرها في غوطة دمشق وكذلك من حلب، حيث تم استقطاب ما يقارب من 75 عاملاً بالتزامن مع تأسيس شركة الموبيليا وانطلاقتها في المحافظة، حيث حقّقت بصمةً واضحة في مجال الموبيليا خاصةً وأنها الشركة الوحيدة في السويداء في هذا المجال التي تقدم منتجات بجودة عالية وبأسعار منافسة تقل عن أسعار السوق بأكثر من 25 بالمئة.
السيدة /مراد/ بيّنت أنه ورغم التكلفة العالية للمواد الأولية المستوردة من أخشاب والألمنيوم و الضرائب الجمركية والمالية المرتفعة ، إلا أن شركتها التي تعد من بين الشركات المتميزة على مستوى المنطقة تحرص على تصنيع منتجاتها وتقديمها للمستهلك بجودة عالية وبهامش ربح لا يتعدى أكثر من 8 إلى 10 بالمئة ، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار للعاملين في الشركة من حيث الرواتب العالية والعقود والتأمين عليهم، مشيرةً إلى أن الشركة هي الوحيدة التي تؤمن على عمالها جميعهم والبالغ عددهم حالياً نحو 60 عاملاً من خلال تسجيلهم في التأمينات الاجتماعية.
ولفتت إلى أن الشركة تمتلك آلات حديثة ومتكاملة تعمل وفق أحدث التقنيات، بالإضافة إلى معرض لمنتجاتها ، مبينةً أن الإنتاج يتم تسويقه في محافظة السويداء وخارجها، إلى جانب التصدير باتجاه العراق والكويت، حيث تلقى منتجات الشركة رواجاً كبيراً.
كما أشارت السيدة / مراد/ إلى أن صناعة الموبيليا في محافظة السويداء تعد صناعةً حديثة العهد وتحتاج إلى دعم وتسهيلات من الجهات المعنية لتصبح من الصناعات المتميزة، لافتةً إلى الصعوبات المتعلقة بنقص اليد العاملة الخبيرة نتيجة الهجرة ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية وعدم ثبات الأسعار، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة والاضطرار لتشغيل المولدات ما يزيد من كلف الإنتاج.
ولدعم هذه الصناعة والعاملين فيها، دعت السيدة /مراد/ إلى ضرورة توفير المزيد من التسهيلات في عمليات التصدير ، وإقامة المعارض لتسويق المنتجات والترويج لها على نطاق واسع، وتخفيض الرسوم والضرائب خاصة وأنها عالية جداً ولا تتناسب مع الأرباح، والعمل لكل ما من شأنه دعم الصناعة الوطنية خاصة تلك التي بقيت واستمرت في البلد بالرغم من ظروف الأزمة.