وصية أم

لينا صياغة -27-7-2023
‏ أوصت أولادها ومحبيها أن يستخدموا كنوزهم ولا يتركوها مركونة منسية جانبًا .

 سألها صغيرها : ‏عن أي كنز تتحدثين يا أمي؟ وأين هذا الكنز الذي نكتنزهُ ونحن لا ندري ؟

 قهقهت لبرهة و برقت عيناها ثم قالت مبتسمة :" انها الحكمة يا بني التي نجدها بين أسطر الحكماء و الأولياء الذين لم يتركونا يوماً تجسدوا باشخاص في كل زمان و أوان كي يرشدونا للطريق القوّيم .عليكم ان تتفقهوا بعلومها التي لا تنضب، هذا ما اريده منكم وأن تتذكروني وانا ما زلت حيّة بينكم و عندما ارحل حين تتبصرون بمعرفتها ، وعلموها لأولادكم . 

نحن نعيش عصر المعلومة ، و تسارع الاحداث ، منهم من يعرف هذه الحقيقة ومنهم من يرفض فكرة التغيير يبقى مكبلًا بأغلال الجهل والكبرياء ، فلا تكونوا مثلهم ، المعرفة والأدب زينة الإنسان ، وارفضوا التلقين دون قناعة استخدموا عقولكم واستفتوا قلوبكم ، لا تكونوا كالدمى بيد احد كونوا اسياد انفسكم ، كرّموا الكريم وابتعدوا عن اللئيم ، عيشوا فرحين متفائلين راضين مسلمين بما قسم الخالق لكم احبوا للغريب ما تحبونه لأنفسكم . وان تعرضتم لأذية من احدهم قولوا حسبي الله ونعم الوكيل ، سيأتي يوما تنظرون ما زرعوا لأن الأذيّة تردُّ لاصاحبها مضاعفة فاشفقوا عليهم، واشكروا الخالق سبحانه دائما واحمدوه لأنه نور ابصاركم وسبيلكم . 

اطلبوا رزق عقولكم قبل رزق اجسادكم فلا ينفعكم  رزق العالم بأسره ان خسرتم انفسكم 

" ثم سكتت وحمدت خالقها لأنها اوصت اولادها و محبيها بما يعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة .