رحاب هاني - 4- 11- 2023
غريبةٌ هي تسمية المصطلحات، إذ بها لا تُشبه وظيفتها أو حقيقتها.
وسائل التواصل الإجتماعي رغم أهميتها، جعلت المعمورة قرية صغيرة. قرّبت البعيد وقلّصت الحدود.
لكنها في حقيقة الأمر خلقت فجوة كبيرة بين أهل البيت الواحد.
الصورة المثالية المُبرّجة، تخطي الخصوصيات، المثالية المُزيفة، الرفاهية المُصطنعة، الأجساد الممشوقة و العضلات المفتولة، التفاهة المُبرمجة و السّخافة المُبجلة..
جميعها عملت على شلّ العقول و تدنيس القلوب والعلاقات العائلية والإجتماعية.
أضحت صباحتنا ورود بلا رائحة، قهوة بلا طعم. سهاراتنا وشوشات وهمية.
أطفالنا ليسوا لنا ، بل أطفال الإنترنت.
أزواجنا نعيش معهم و مع فقدان الشغف الذي جمعنا يوماً،"هل حقاً كان هذا إختياري يوماً ما؟!!
اين كان عقلي؟!!
"طبعاً، ذلك بسبب خلاف المواصفات قبل و بعد . و بحسب التحديثات الجديدة ومثاليتها الخيالية الفائقة.
الكل في عزلته الخاصة يعيش، يخلق جواً مناسباً لهوالضحية هي أنفسنا.
بتنا غرباء نعيش تحت سقف واحد، كلامنا لا صدى له، يصبُّ مباشرةً في ثقب الذاكرة أو الفجوة الحارقة.
نحب، نشتاق، نتغزل على صفاحاتنا الخاصة لنتشارك بها مع العامة و ليتفاعلوا إعجاباً أو لا معنا .
فُقدت اللهفة، عدا لهفتنا لإقتناء أحدث الهواتف بتقانياته الحديثة. فنحن بحاجة لذاكرته الكبيرة حتى يخزّن لحظاتنا التي نعيش على تذكرها. (لاننا اصلاً لا نعيش اللحظة).
كثر سقطوا في الفجوة و انهارت علاقاتهم.
بتنا مساكين هشّين هشاشة سرعة خدمات الإنترنت.
نعيش الوهم والوهم يعتاش منا.