هل يتحول منزل الفنانة الكبيرة أسمهان إلى متحف لعمالقة الفن الأصيل؟

سهيل حاطوم- 3-7-2021

تسعى مديرية السياحة في محافظة السويداء جنوبي سورية إلى الانتهاء من توظيف وتأهيل منزل أميرة الغناء الفنانة الكبيرة أسمهان بعد أن استكملت الإجراءات القانونية كافة لتحويل هذا المنزل التاريخي إلى متحف لعمالقة الفن الأصيل ( أسمهان - فريد الأطرش - فهد بلان ) وغيرهم من فناني جبل العرب وذلك بعد أن تم تأمين مقر بديل للجهة الشاغلة له.

ويعتبر هذا المنزل المسجل لدى دائرة آثار السويداء نقطة جذب ثقافية وفنية ذات قيمة عالية ومن المقترح توظيفه أيضا متحفا للتراث الفني الغني لمحافظة السويداء ومسرحا في الهواء الطلق للعزف المنفرد والعروض الموسيقية ومقرا للمهرجانات السياحية.


ويتوسط منزل أسمهان مدينة السويداء بإطلالة فريدة على ساحة تاريخية تسمى ساحة الشهداء ودوار قديم يسمى دوار السبع يتوسطه نصب يعتليه تمثال لسبع وضع بذكرى انتصار الحلفاء بمعركة العلمين عام 1937.

ويقع هذا المنزل الذي بني عام 1941 عندما كان الأمير حسن الأطرش محافظا السويداء ضمن منطقة تدعى الحي الفرنسي القديم ويجاوره العديد من البيوت القديمة التي بنيت على الطراز الفرنسي.

وتكمن الأهمية الكبيرة لهذا المنزل من كون الفنانة أسمهان أو ( آمال فهد الأطرش ) قد أشرفت بنفسها على الكثير من تفصيلات المنزل المعمارية والداخلية، وعاشت فيه مع زوجها وابن عمها حسن الأطرش الأمير التقليدي لجبل العرب أكثر من ست سنوات ، وأنجبت فيه ابنتها كاميليا،

حيث يعتبر من الطراز الفرنسي القديم وفي عداد البيوت التاريخية .

وقد أحيت الفنانة الراحلة أسمهان حفلا فنيا ساحرا احتفالا بهذا الصرح حضره الزعيم الفرنسي شارل ديغول بالإضافة إلى بعض الزعماء العرب.

ويتألف المنزل الذي يقع على مساحة 1،5 دونما من طابقين يزينهما القرميد وفسحة سماوية وحديقة خضراء.


الجدير ذكره أن الفنانة أسمهان التي مازال الغموض يكتنف سر حياتها الشخصية ومماتها ولدت في الماء عام 1918 في قاع سفينة كانت تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط من ميناء أزمير التركي إلى بيروت، وشاءت لها الأقدار أن ترحل في الماء أيضا في حادث غامض في ترعة طلخا على نهر النيل قرب مدينة المنصورة يوم 14 تموز 1944 .

وقد احترفت أسمهان الغناء في سن مبكرة وصدح صوتها لأول مرة على خشبة مسرح الأوبرا بالقاهرة فانتزعت تصفيق الجماهير وأدهشت الحاضرين، وأقبل عليها كبار الملحنين من أمثال ( رياض السنباطي - داود حسني - زكريا أحمد - فؤاد غصن - مدحت عاصم ) بالإضافة إلى شقيقها الموسيقار الكبير فريد الأطرش، ليغدقوا عليها أجمل الألحان وأعذبها.


ومن الأغاني الخالدة التي غنتها ( ليالي الانس - ليت للبراق عينا - أهوى - يا ديرتي مال

يا ديرتي الك علينا لوم ) ، إلى جانب فيلمين شهيرين هما ( انتصار الشباب - غرام وانتقام ) ، حيث قال الملحن القصبجي في صوتها "هذا صوت من الجنة " بعد أن وصلت إلى مرتبة المنافسة مع كوكب الشرق أم كلثوم رغم عمرها الفني القصير، علما بأن أصل تسمية اسمها يعود للملحن الكبير داود حسني الذي أطلق عليها اسم أسمهان، ولا يزال صوتها إلى اليوم من أعلى جوابه إلى أدنى قراره يشكل حاجزا فريدا لم تستطع الكثير من المطربات اجتيازه.