فرح نسيب نصر -28 - 12 - 2022
كلنا عبارة عن أنصاف ، أنصاف خير و شر لا عناق بينهما ولا حتى إلتحام. لكن في ظل وجودنا ثمة هناك نصف مبعثر ، مفكك الأجزاء و مقسم التكوين غرس في قلب أقدارنا السعيدة و الحزينة…
ان نصفنا المبعثر هو كالرواية التي لم تكمل بعد هو كفنجان القهوة الذي لم يقرأ فاله بعد هو كالحب السريع الذي لم يباح بعد…
نخوض معركة الحياة طامحين تكميله وتجميله لكنه عبثاً لا يكتمل و كأن هدف و جوهر وجودنا هو إكماله و ترميمه .
ان العقل البشري خلق تواقٌ للكمال غير مدرك ان الكمال وجد للخالق وحده بثباتٍ كسطوع الشمس خلقنا سطحيين لدرجةٍ اننا لا نعلم ان ثمة هناك أمور جمالها بنقصانها و بريقها بعيوبها …
فكمال بعض الأشياء قد يميتها و يجعلها باردة بلا روحٍ او نبض كلوحة في متحفٍ قديم ، كأغنية بلا إيقاع او لحن ، كشرقية جميلة بلا شجاعةٍ او مشاعر ، كفتاة غربية بلا رُقي او مبادىء .
الكمال وهم خائن ضعيف يختفي بعد كل جرح او ألم ، وهمٌ لا يتغذى إلا من زاد الضعفاء فقراء الثقة مجهولين المصير ، فاللحظة التي يكتمل فيها نصفنا المبعثر تكون لحظة موتنا و انطفاء شعلتنا الثائرة ، فعندها لا حاجة للحياة و المقاومة لإكمال هذا النصف الذي اصبح كاملا لا هوية له.