نساء معروفيات عبر التاريخ (ج 8) - الشيخة الفاضلة ام علي فاخرة البعيني.

  الشيخ مكرم المصري - 7 -7 - 2022 

الشيخة الفاضلة ام علي فاخرة البعيني      


         وُلدت الشيخة إم علي فاخرة البعيني في مزرعة الشوف العام ١٧٦٤ م، كان والدها المرحوم الشيخ أبو علي سليمان البعيني مشهود له بالعزة والكرامة. وقد كان في عصره شيخ الصلح والصالح في بلدته. كانت والدتها المرحومة الشيخة ام علي البعيني كريمة النفس صاحبة ملقى جميل وحسن الضيافة، موحدة تقية ربت أولادها على المحبة والصدق والدين. ومن كان والديها بهذه الصفات فحتماً ستكون من صاحبة الكرامات. اشتهرت الشيخة فاخرة بمجاهدتها مفردة بين النساء الموحدات. وكان هناك إجماعاً تامّاً على أنها سيدة سيدات العصر. وأنه من بَعد الدور الجديد السعيد إلى الآن، لم ينشأ في هذه النواحي سيّدة مثلها بعلمها الديني وبعقلها الراجح. وكانت كما قال الشيخ الأشرفاني عن الست سارة رضي الله عنها :" لا تُحْجَب كالرجال". فسبحان من خصّها بهذه المنزلة العليّة، ومنحها الرُّتبة السنيّة، فجعل اسمها على مُسمّاها وقدوة ومرجع لنساء المعروفيات بعصرها وحتى اليوم.


 كانت الشيخة أم علي فاخرة رحمها الله تعالى مُفردة بين النساء، فنالت بطهارة نَفْسِها وشَرَفِ عُنْصُرِها أعلى المنازل وأسمى الدرجات، ولا تزال حتى عصرنا هذا قدوة صالحة للنساء الفاضلات وأفضل نساء عصرها، وكان أمرها يمشي في البلاد كالشيوخ الكبار، وما كان أحدُ في وقتها يتقدّم عليها. " وكانت تنفرد بشخصية اجتماعية متفوّقة على الكثير من شيوخ عصرها، وكان لها الرأي النافذ في أمر الدين وأمور الطائفة، وكل ما يؤول إلى الخير والصلاح، وكانت رضي الله عنها كما وصفها أمراء الجبل ومشايخها السيدة الرئيسة، رجيحة العقل، طاهرة النفس، سليمة القلب، نقيّة السرّ، شريفة عفيفة. سافرت في درجات التعاليم الإلهية واتخذت لنفسها المسالك الروحانية، على هُدى سيّد البَرِيّة. 

بقيت الست أم علي فاخرة تنهل وتترقى في درجات المعرفة الإلهية إلى أن وافتها المنية، العام ١٨٤٩م، فكان يوم أجرها مشهوداً وفيه تقاطرت الناس من كل حدب وصوب لالقاء نظرة الوداع على سيدة عصرها، التي ولدت وتربت وعاشت وتوفيت على الطاعة ورزق الحلال.  دُفنت في ضريح خاص  واليوم هو مزار تؤمّه الناس للتبرك منه ولها كرامات كثيرة مشهورة.

 ولقد وضع على الشاهد فوق ضريحها: 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 وهو حسبنا ونعم الوكيل

  دُرِجَت بالوفاةِ إلى غزير

     الرحمات الست الطاهرة المصونة

  والدُّرّة المكنونة الفضيلة التقية الفاخرة

  المرحومة الست فاخرة   

        ابنة الشيخ أبو علي سليمان

        تغمّدها الله بالرحمة والرضوان 

        وكان وفاتها نهار الجمعة في شهر ذي القعدة

  سنة ألف ومائتين وخمسة وستين من هجرة خاتم النبيين.

وفي الختام لا يسعني القول إلا هنيئاً لمن دخل هذه الحياة الفانية ورحل عنها مقبولاً طائعاً لله عز وجل ونال الكرامات وارتقى الى اعلى المراتب الدينية.