لينا صياغة
نادى منادي في أحياء اللازمان و اللا مكان ، يناشد الأهالي أن تهلّل وتبتهج كما تفعل ذرّات الكون، كلها ،تسبّح وتتراقص على نغمات آسِرة ، يصرخ بأعلى صوته استيقظوا ! هلّلوا ارقصوا وابتهجوا ،ما أصابكم يا أخوان ؟
لماذا ترتدون السواد الذي ضلّل عقولكم وأفئدتكم ، استيقظوا وألبسوا أبهى الألوان ..!
ما بالكم ؟ كيف تستطيعون إلغاءها إنها جوهر الكيان دونها تهجر الأمان وتسكن الأحزان لا تصمّوا آذانكم عن قدس الأنغام والألحان .!
لا تستطيعون. تغيير قانون الحكمة و مجرى الزمان ، إذ لا يجوز لنا الحزن حتى لو فقدنا أغلى الأنام علينا التقبّل والرضى والتسليم كيفما كان .!
الخالق سبحانه يحبّ الفرحين المبتهجين أصحاب الألوان الذين يُسرّون ويرقصون فرحًا و يساعدون الإخوان .
ها هي العروس تُزفُّ إلى عريسها مع زغاريد وطبل وموسيقى وهذا من حكمتنا الجمال والمحبة متعانقين بحياء ووقار يتنشقان عبير الحياة .
تأكدوا ليس في الفضاء مركز إلاّ حيث تُزفُّ نفس إلى. نفس فيكون لهيباً أبيض شاهداً على أنشودة حب بين قلبين .
ثمّ تابع ينادي و راح يضرب طبله وينفخ مزماره ويرقص ، ويقول استيقظوا استيقظوا تعالوا نبتهج ، تعالوا نمسك أيدينا بعضنا بعض هكذا يكون حفظ الإخوان، و تنالوا بها رحمة رب العالمين والسلوان.
قيمة الفرد عند خالقه قلبه المنير وما يصدر عنه من نوايا وأفعال ، لا بما ترتديه من أقمشة تخفي بها الأبدان .