من حضاره التشيشورو إلى فراعنة مصر. سلسلهٌ من التفاعلات قد يعتمد عليها مستقبل الكوكب....


قَبل فراعنه مصر بما يقارب الألفي عام، كانت تعيش مجموعات متفرقه من الصيادين على الشريط المحاذي   للمحيط الهادئ  من جنوب الإكوادور مرورا بالبيرو بأكملها وصولاً  لصحراء أتاكاما شمال  دوله تشيلي . 

حيث عثر علماء الآثار على ما يقارب ثلاثمائة مومياء محنطه منها ٢٠٨ بحالةٍ  جيده. عُمر احدثِ  تلك المومياءات أقدم من عمر أقدم مومياء مصريه ب ألفي عام فقط ،  اي انهم أسياد التحنيط  الى الآن على سطح الأرض ،  هذا  اذا لم يظهر ما هو جديد ومفاجئ   ليكسر هذه النظريه ودائما هناك مفاجآت صاعقه ومذهله  في علم الآثار  والمكتشفات  .تقنيات التحنيط  التي استخدمها شعب شينشورو  تصيبك بالذهول فبحسب المومياءآت  التي تم اكتشافها والتي  اغلبها جثثٌ لأطفالٍ صغار حديثي الولاده ،  تبيّن بأن بدايات  فن التحنيط كانت  تعتمد على عامل  اجتماعي واسري بَحت  ،  حيث  شمل  التحنيط  في عهوده الأولى   الأطفال الصغار فقط الذين ماتوا أثناء الولاده او بعدها بقليل ،  وذلك من باب تخفيف الألم عن الوالدين . 

كانت عمليات التحنيط بدائيه جدا حيث تفرغ الجثه بالكامل من  خلال الشقوق الموجوده بالجسم ويتم حشوها بالصوف والريش وبعض الأعشاب البريه والبحريه . وينزع جلد الجسم  بالكامل  وجلد الوجه ويتم طلاؤه بالطين على شكل قناع  ،  ثم تكسى أجزاءٌ  من ذلك  الطين بالشعر والعصي الخشبيه  .


 تطور بعدها فن التحنيط وأصبح اكثر اتقانا  حيث ابتُكرت طرق متطوره لإبقاء الجلد كاملاً والحفاظ على المظهر الخارجي  للجسم سليماً  ، ثم شمل  التحنيط الكبار  و الشخصيات   المهمه  كالقاده او الزعماء  ، وفقا للمعلومات الحديثه المتوفرة لدى جامعه تاراباكا في تشيلي قسم البحوث التاريخيه التي قادت عمليات التنقيب وأعطت اهتماما خاصا بتلك الحضاره  فإن هذه المومياءات التي تم العثور عليها حديثا، و تعود لحضاره شينشوررو التي سبقت حضاره الفراعنه بأكثر من ألفي عام بناء على تحديد أعمار المومياءات. 

في الطريق الصحراوي الممتد من جنوب الإكوادور حتى مدينه تروهيو  على  طول ساحل المحيط الهادي ما يقارب الثمان ساعات في السياره كنتُ اقول لأحد الأصدقاء بأنه لدي احساسٌ بأن هذه الأرض التي نسير عليها كانت قديماً تعج بالبشر . مساحات شاسعة من الصحراء المرعبه والجبال التى تخبئ اسراراً عمرها آلاف السنين. المفاجأة كانت حين عَلمتُ بعد وصولي من أحد  اساتذه علم الحضارات  بأن المكان الذي  قطعته بالسياره ذلك اليوم يحتوي على الفٍ وثمانين هرماً  لا زالوا تحت رمال الصحراء وبين جبالها   وبانتظار موافقات  التنقيب  . الف وثمانين هرم رقم مذهل  أليس كذلك ،؟ 

الصوره في الأسفل لمومياء عمرها سبعه آلاف عام 

                        لكم مني اطيب الامنيات 

            يزن مشهور أبو لطيف - 3-8-2021  

          مركز العلوم التاريخيه ، جامعه المكسيك