السويداء-سهيل حاطوم - 7-8-2021
يزين كلا من متحفي ليون في فرنسا وشتراوبينغ في ألمانيا منحوتات أثرية وتماثيل تعود لتجار ومحاربين قدماء من جبل العرب في جنوبي سورية.
إحدى هذه المنحوتات التي توجد ضمن إحدى الصالات في متحف " ليون" بفرنسا والمخصصة للحرف والتجارة خلال العصور الكلاسيكية (اليونانية والرومانية والبيزنطية ) تمثل بحسب الباحث في آثار المنطقة ورئيس دائرة آثار محافظة السويداء سابقا الأستاذ /حسن حاطوم/ نصبا تذكاريا جنائزيا يحمل كتابتين منقوشتين باليونانية واللاتينية تم نقشهما على نصب تخليدا لذكرى شخصية عربية هامة تدعى " تيم" والملقبة باليونانية "جوليان بن سعد" الذي منح باللاتينية اسم " تيموس جوليانوس بن ساتوس" .
ووفقا للباحث /حاطوم/ فإن " تيم بن سعد " ولد في الولاية العربية "حوران " في قرية عتيل بجبل العرب الواردة على النصب التذكاري باسم " آتيليه" ، ثم أصبح عضوا بارزا في مجلس مدينة "كانوتا" أي قنوات القديمة، حيث كان هناك الكثير من الشخصيات الشرقية السورية ذات الكفاءات المتميزة والتي لم تك الإمبراطورية الرومانية تميزها عن باقي المواطنين المتواجدين ضمن حدودها.
وأوضح /حاطوم /أن النص المكتوب فوق النصب يخبرنا بأن "تيم بن سعد" كان يتاجر مع شقيقه بين مدينة "ليون" الفرنسية وولاية " آكيتينيا " حيث توجد منتجات نسيج الكتان في مدينة "كاهورس " ومنتجات " الصرج" وهي نسيج صوفي متين في مدينة "سانت " ذات الصيت والشهرة في صناعته، وكذلك كانت المنطقة تنتج المعادن كالذهب والفضة والحديد.
ويضيف الباحث في آثار المنطقة. ."إن الكتابة المنقولة على النصب المذكور والتي تم اكتشافها عام 1862 في موقع يدعى" جيني " على ضفاف نهر " الشون " في أعلى المدينة تعلمنا كذلك بأن "تيم بن سعد" كان يمتلك منزلا كبيرا في المنطقة الريفية لكن من المحتمل أن يكون هذا النصب قد جلب من مدينة "لوغدونوم " بالمنطقة نفسها،فالسطر الأخير من النص اليوناني (قدرنا المحتوم الذي لا يرد سيدركنا الموت على أرض غريبة ) هي عبارة مأخوذة من ملحمة الالياذة مما يشهد على مستوى ثقافي وأدبي جيد لدى هذين الأخوين، مشيرا إلى أن النصب الحجري التذكاري الذي يخص "تيم بن سعد" وشقيقه مصنوع من الحجر الكلسي الأبيض، ومدينة "لوغدونوم " كانت مدينة مهمة جدا وجامعة لجنسيات مختلفة وفيها الكثير من المغتربين من رحالة وتجار وصناع وجنود ومزارعين وسواهم.
أما في بلاد "جرمانيا "أو ألمانيا الحالية وفي مدينة "شتراوبنغ " الواقعة في مقاطعة بافاريا على ضفاف نهر الدانوب، يشير الباحث /حاطوم/إلى أنه وفي عام 1950 اكتشف عمال أحد المباني بالصدفة قدرا كبيرا من النحاس بوضعية مقلوبة في باطن الأرض وتبين بنتيجة الكشف عنه بأنه مليء بعدد من التماثيل الصغيرة مع مجموعة من أدوات الوقاية المعدنية ( الدرع - الخوذة )وغيرها من الأدوات والتي كان يرتديها "الخالية "في العهد اليوناني خلال الحفلات الاستعراضية للجيش، لافتا إلى أن هذا الخبر الأثري الهام حظي باهتمام العديد من جامعات العالم والصحافة العالمية آنذاك، حيث يعتبر هذا الكنز المكتشف فريدا من نوعه كلقى هامة جدا من العهد الروماني الإمبراطوري ويتكون من مجموعة من الأقنعة والتماثيل النذرية وواقيات للخيالة والخيول التي كان يتم عرضها بمناسبة العروض العسكرية الباذخة التي كانت تنظمها لجنة خاصة يشكلها الإمبراطور من القادة البارزين.