مستشفى الشحار الغربي الحكومي (قبرشمون)- تاريخ وانجازات

الشيخ مكرم المصري -  20 - 2- 2023

لأن التاريخ لا يكتب إلا بالعودة للأصول والى الوثائق توجهت بهذه الدراسة الى منطقة الغرب وتحديدا الى مستشفى الشحار الغربي حيث التقيت بمدير مستشفى الشحار الغربي والأستاذة الفاضلة الموظفة في أمانة السر في مستشفى الشحار الغربي السيدة نوال الحسنية والحائزة على شهادة الماجستير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وقد زودتني بكل المعلومات الكافية والوافية لإنجاح هذه الدراسة وذلك عملا بتوجيهات رئيس لجنة المستشفى الدكتور عادل سري الدين ومدير المستشفى الدكتور سمير عمار.


 لمحة عن تاريخ مستشفى الشحار الغربي الحكومي.

 تلعب مستشفى الشحار الغربي او ما تعرف بمستشفى قبرشمون دوراً هاماً في تقديم الرعاية الصحية لمختلف الفئات من المواطنين وخاصة محدودي الدخل وغير الخاضعين لبرامج التأمين الصحي، وتقدم الخدمات الطبية مثل الطوارئ والخدمات الجراحية وغيرها. تتلقى الدعم والتمويل من وزارتي الوصاية وزارة الصحة العامة والمالية. وغالباً تقدم الرعاية الطبية بأسعار مخفضة مقارنة بالمستشفيات الخاصة، ويتم تغطية تكاليف هذه الرعاية من خلال التمويل الذي تتلقاه المستشفى، إضافة الى مختلف الجهات المحلية التي تقوم بتسديد قسم من تكاليف الإستشفاء عن المرضى.


 نشأة مستشفى الشحار الغربي قبرشمون.

وضع حجر الأساس لمستشفى قبرشمون سنة 1953 برعاية الرئيس كميل شمعون بعد أن تمّ تقديم الأرض من المحسن الكبير محمد حسان من بشامون. قدمت الخدمات الصحية في فترة الأحداث الداخلية في العام ١٩٨٥ بما توفر لديها من إمكانيات. في حين لم تتوفر لدينا معلومات وافية عن تلك المرحلة.


 المرحلة الثانية لمستشفى قبرشمون.

وهي المرحلة التي تسلمتها الراهبات قبل العام ١٩٧٦، وقبل دخول الاحتلال الإسرائيلي الى لبنان. فعلى اثر هذا الإحتلال ، وإثر الأحداث المحلية الطارئة في منطقة الشحّار في العام ١٩٨٣ تقدمت جماعة متطوعة من أطباء بلا حدود ومن شبان المنطقة الى معالجة الجرحى وإجراء عمليات جراحية وعلاجية، كما ساهمت فرسان مالطا بتجهيز غرفة عمليات إضافة الى تجهيزات أخرى .


 المرحلة الثالثة لمستشفى الشحار الغربي قبرشمون.

أما المرحلة الأخيرة، يمكننا التحدث عنها بسبب وفرة المصادر فقد عين مجلس الإدارة في نهاية العام ٢٠٠٥ وبدأ العمل على تأمين الموارد البشرية عبر إجراء مباراة مجلس الخدمة المدنية متوازياً مع إستمرارية العمل في أقسام المختبر والأشعة والطوارئ والمستوصف دون إدخال المرضى لغاية أيار ٢٠٠٧ حيث أفتتحت الأقسام الطبية والجراحية ضمن تجميعها في طابق واحد لتحديد الكلفة. إن قدرة إستيعاب المستشفى القصوى هي ٧٠ سريرا يومياً والأسرة العاملة هي ثلاثون موزعة على أقسام الأطفال والتوليد والجراحة والطبابة.

إن الإدارة لم تستلم من القيمين السابقين على المستشفى أي موجودات بشكل رسمي بل قام مجلس الإنماء والإعمار بتسليم الدفعة الثانية من التجهيزات التي لم تكن قد وضعت قيد الإستعمال خلافاً للجزء الأول الذي أستعمل وأستهلك جزء منه (أشعة، مختبر).

لذلك تمّ إستلام غرف العمليات والطوارئ وأجهزة العناية الفائقة وملحقاتها وتجهيزات مكتبية ومفروشات من أسرة وخزائن وخلافه لتجهيز الغرف لإستيعاب ٧٠ سريرا يومياً. إلا أن الظروف المالية والسقف المالي المتدني أعاق عملية التشغيل بشكل شامل وأعتمدت سياسة التشغيل الجزئي. إن بعض المعدات الأساسية الضرورية لعمل الأقسام لم تكن مجهزة من قبل مجلس الإنماء والإعمار وغير ملحوظة، لذا قامت الإدارة بالسعي لتأمين بعضها عن طريق الهبات والمساعدات أو Leasing أو بالأمانة من الشركات وهي على الشكل التالي: 

أ- آلة سكانر هبة من قبل الشيخ سعد الحريري.

ب- آلة تصوير صوتي متطورة من قبل السفارة اليابانية. 

ج- جهاز منظار للأمعاء من روتاري. وجهاز تظهير أفلام أشعة من شركة MedConsoul.

د- سيارة إسعاف من ليبيا.

ه- قسم غسيل كلي (٨ أسرة) من قبل الأستاذ وليد بك جنبلاط.

كما عملت الإدارة على شراء البعض الآخر من المعدات واللوازم والآلات الطبية بواسطة مساهمات من وزارة الصحة العامة مما ساعد على تشغيل الأقسام المستحدثة (غسيل الكلي والعناية الفائقة). كما تمّ تشغيل أقسام الجراحات المتخصصة بالصدر والرأس لتمييل القلب وملحقاته وذلك لتخفيف أعباء على المواطنين في المنطقة المحيطة للمستشفى وإكتساب ثقتهم بالمستشفى من ضمن خطة تطوير التجهيزات والمعدات بواسطة هبات أو مساعدات أو مساهمات الدولة وتطوير قدرات الموارد البشرية من أطباء وممرضين وتقنيين.

قامت الإدارة على مر السنين الماضية بالمطالبة خطياً تارة وبلقاءات مباشرة مع وزير الصحة تارة أخرى لزيادة السقف المالي لكي تتمكن من زيادة تشغيل الأسرة والأقسام الباقية المجهزة بشكل جزئي. إذ أن السقف المالي يكفي فقط لمعالجة ١٢- ١٤ مريض يومياً بمعدل وسطي بين الجراحة والطبابة. ومن أجل تشغيل قسم التوليد الذي توقف لأسباب نقص في تجهيزاته البشرية والتقنية والفنية والطبية والإنعاش وغيرها. إضافة الى قسم CCU قسم الإنعاش لم يتم تشغيله للنقص في الكوادر البشرية والمادية.

دأبت الإدارة منذ تسلمها المسؤولية عدم مخالفة القوانين والإلتزام بالإستخدام عن طريق إجراء مباراة لمجلس الخدمة المدنية وفق الأنظمة المعمول بها في المستشفى الحكومي، في الدوائر الطبية والفنية والتمريضية والإدارية. 

لا بد من التطرق الى المعاناة المالية والإدارية (ما زالت لغاية الآن) التي مرت بها خلال فترة ٢٠١٧- ٢٠٢١ أدت خلال زيادة سلسلة الرتب والرواتب الى عجز عن دفعها للعاملين مما أدى الى تعطيل العمل لمدة قاربت ثلاثة أشهر والى تقديم إستقالة المدير الإستاذ طارق الزعر وتعيين لجنة تشرف على إدارة المستشفى من الدكتور عادل سري الدين رئيس اللجنة والدكتور مروان ملاعب مديراً، غير أنه تمّ خلالها أيضاً تقديم إستقالة المدير مروان ملاعب بداعي السفر، كٌلف خلالها رئيس الدائرة المالية والإدارية هشام خداج مديراً. وبتاريخ ٣١/١٠/٢٠٢٢ تمّ تكليف الدكتور سمير عمار مديراً للمؤسسة وما تزال اللجنة برئيسها الدكتور عادل سري الدين ومديرها الدكتور سمير عمّار يسعون جاهدين الى إستمرارية تقديم الخدمات الصحية على أفضل ما يمكن في ظل هذه الظروف الصعبة.

أخيراً وليس آخراً، لعبت المستشفى في المرحلة الأخيرة دوراً هاماً في حماية المجتمع المحلي من الأمراض المعدية والتخفيف من إنتشار الفيروسات. والأهم من ذلك قامت المستشفى بزرع أكثر من بطارية للقلب أولاً Pacemaker وثانياً Implantable cardioverter defibrillator. 

غير انها تواجه تحديات كبيرة أبرزها أنها تعاني من الشح الكبير في مواردها المالية بسبب مستحقاتها من الصناديق الضامنة، وغلاء الأدوية وضعف الموارد البشرية، الزيادة المستمرة في إرتفاع أسعار اللوازم الطبية والأدوية والمحروقات وكافة المستلزمات.


٤_ المصادر والمراجع

- ارشيف مستشفى الشحار الغربي.

- مقابلة مع الاستاذ الفاضل سعيد ملاعب والذي عاصر المرحلة الاولى لتأسيس مستشفى الشحار الغربي بين العام ١٩٥٣- ١٩٧٦.

- مقابلة اجريت مع الدكتور توفيق الحلواني والذي عاصر المرحلة الثانية لمستشفى الشحار الغربي بين العام ١٩٧٦- ٢٠٠٥

- مقابلة اجريت مع موظفة امانة السر في مستشفى الشحار الغربي السيدة نوال الحسنية والحائزة على شهادة الماجستير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتي كانت منذ بدء المرحلة الثالثة ٢٠٠٥- حتى اليوم.