مدينةِ الاموات

امجد سليم - 24-5-2023

ابحثُ عن مدينةِ الأموات 

هناك… هناك،

حيثُ تلمعُ الألوان بالسّواد،

حيثُ الجدرانُ من دونِ باب ..

ولكلِّ سؤالٍ..

لكلِّ سؤلٍ جواب 

ولكلِّ جوابٍ عِتاب ..

 ومن أجلِ العتابِ أبحثُ عن المدينة.


أبحثُ وأبحثُ..

وكأنّني أدخل متاهةً من ذكريات

ولي داخلَ جدرانِها غرفًا خاصّةً وساحات .. وبركانًا من نارٍ يتوسّطُها، يتفاعلُ مع عمري ويثور في كلِّ مرَّةٍ…

أرسلُ للمدينةِ وقتي 

من دونٍ دقائقَ،

من دونِ ثوانٍ..

 أقتلُ عمري بالسّاعات.


اِسمي، إِسمي منقوشٌ باللّونِ الاَحمر

 على فروعِ اَشجارِها المتفحّمة ..

 وكأنّني قدّمْت الحياةَ قربانًا لمدينةِ الاَموات!


دخلتُها متوسّلًا سائلًا صارخاً

_ اَين أنتم؟

 ما تركتُم بجسدي غيرَ الفُتات!

اَم اَنّني اَنا من ختمِ جوازِ غربةِ الطّيبة واَرسلْت القلبَ في رحلةِ معرفةٍ

عندما عرفَ الموتَ تخلّى عنّي، عن الحياة ..

سألْتُ الطّموحَ عن احلامي ! 

أينَ هي بين كلّ هذه الفوضى؟

أينَ؟ 

دلَّني اِلى طريقٍ كُتبَ على مدخلِها "من هنا لا عودةَ" ..


وصرتُ اسيرُ مخمورًا في اَزقّةِ المدينة .. اغسلُ عيوني بشلّال آلامي

 واحتسي كأسَ اَملٍ تبدّلَت حروفُه فكانَ قبلَ الهجرةِ املًا يخدّرني .. واليومَ اشربُه ألمًا كي يصحيني ..


في مدينةِ الأَموات وجدتُ كلّ ما كان مفقودًا

وجدتُ القلبَ والحنيّةَ والفرحَ الذي لن يعود

وجدتُ ابتساماتي وضحكاتي

وجدتُ العهودَ والوعودَ


في مدينةِ الأموات شارعٌ لحبّي الاَوّل وللصّديق الّذي تحوّل لكلِّ حلوٍ عندما تذوّقتُه تمرمر ..

حتى رصيفُه مصنوعٌ من طعناتٍ قتلتني

وبعدَ الهجرةِ تحوّلَت لصخرٍ جندل ..

واَخافُ ان أُسأل


أَخاف ان اسئلَ اَين كان المدخلَ

 فتصتحبُني الاِرادة خارجَ اَسوارِ المدينة بعدما تعوَّدَت روحي على رائحةِ الموت واَعجب عقلي بما رأى !


فكلّ ما قتلَني قتلتُه وعاشَ عمرُهُ في مدينةٍ من موتٍ وليلٍ

وبقيتُ الوحيدَ المَيتَ وأنا على قيدِ القدرِ

 على قَيدِ عمرٍ وحياة.


في مدينةِ الاموات.