محطة العجماء للطاقة الكهروضوئية جنوبي السويداء .. محمية بيئية مصغرة تبهر الزائرين

 السويداء -سهيل حاطوم - 21 -2- 2022

 تشكل محطة العجماء للتوليد الكهروضوئي الواقعة بين قريتي حوط والمنيذرة بالريف الجنوبي لمحافظة السويداء محمية بيئية مصغرة بكل ما للكلمة من معنى لما تحتويه من فعاليات صديقة للبيئة تشكل قيمة مضافة لهذه المحطة الأكبر بحجمها والأولى من نوعها في المحافظة .

المحطة التي بدأ العمل بها بتاريخ 2019/6/4 تم تنفيذها بزمن قياسي خلال أقل من عامين  ووضعها في الخدمة وربطها على شبكة الكهرباء بتاريخ 2021/3/26 ،حيث تم تركيب 3225 لاقط شمسي باستطاعة إجمالية للمحطة تبلغ 1 ميغا واط. 

وما يميز هذه المحطةالتي تقع ضمن أرض تبلغ مساحتها 50 دونما و تمتد على مساحة 10 دونمات بحسب رئيس مجلس إدارة شركة الكوكب الأزرق المنفذة للمحطة الدكتور /سامر علوان/، الفعاليات البيئية المتنوعة التي تحتويها والتي تشمل ثلاثة اهرامات تم استثمارها في الزراعة المائية وزراعة أشجار الهيل والليمون القزمي بداخلها بالإضافة إلى الفريز وسقايتها من مياه المسمكة المجاورة لها والتي يبلغ طولها 65 مترا بعرض 31 مترا وعمق 5 أمتار  وتحتوي على نحو 7800 فرخ اصبعيات من الأسماك وفيها نافورتين تعملان على الكهرباء التي يتم توليدها من المحطة.

وأوضح الدكتور /علوان / أن فكرة الأهرامات تهدف إلى الربط بين الحضارات القديمة والحضارة الحالية، حيث أن الفراعنة هم أول من استخدموا الطاقة عبر العصور وبنوا الأهرامات على الرقم الذهبي،  لافتاً إلى أنه تم تنفيذ الأهرامات في مشروع المحطة على نفس الرقم الذهبي وبشكل مصغر للاستفادة منها في الزراعة المائية. 

وتضم المحطة المبنى الإداري الذي تم تصميمه وتنفيذه من الخشب الصديق للبيئة ومؤلف من طابقين بمساحة طابقية تبلغ 120 متراً مربعاً لكل طابق ويحتوي على مختلف الخدمات من غرفة إدارة واستقبال ومطابخ وحمامات وغرف نوم وصالة للعبة الكرة الطاولة وسواها، فيما تم تنفيذ بناءين لعمال المحطة والحراس من الحجر البازلتي الذي يشتهر به جبل العرب.

 كما تم زراعة أرض مشروع المحطة بنباتات الاستيفيا البديل للسكر والمفيد لمرضى السكري وبنبات النعنع الفلفلي والخضار والفواكه، فيما تم زراعة الصبار على طول سياج هذه المحطة التي يشارك فيها نحو 96 مساهماً ويتم بيع الطاقة الكهربائية المنتجة منها لشركة الكهرباء بالسويداء بأسعار تشجيعية،  حيث تعد المحطة إحدى أهم مشروعات الطاقة المتجددة في سورية وتؤمن التغذية الكهربائية لآبار المياه في المنطقة. 

الكاتبة السيدة /انتصار أبو لطيف /التي زارت المشروع برفقة زوجها المهندس /منصور واكد/ أشارت إلى أن المحطة تجسد الإبداع الحقيقي وتعتبر  من أهم المشاريع في المحافظة والمنطقة وتمثل نقطة انطلاق نحو العالمية، حيث تم فيها استثمار الأرض بين ألواح توليد الطاقة بزراعة النباتات الطبية العطرية مثل النعنع الفلفلي والاستيفيا وتسييج السور بالصبار، مبينة أن العمل تم تنفيذه بدقة متناهية وهو ما يبعث بالروح الأمان والطمأنينة ومن شأنه وسواه من مشاريع الطاقة المتجددة أن يوفر في المستقبل تغطية لاحتياجات المحافظة من الإنارة . كما دعت المستثمرين إلى التكافل والتعاون للانطلاق بتنفيذ أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في محافظة السويداء التي تمتلك مقومات واعدة في هذا المجال. 

بدوره المهندس/صلاح الحجار /من مجموعة الإنسانية تجمعنا قال عقب زيارة ميدانية للمحطة بأنها تجسد العمل المتقن والمدروس والمشروع الرائع الذي يفوق الوصف، لافتاً إلى أن الاستثمار في الطاقات المتجددة كمشروع محطة العجماء هو استثمار مربح وذو مردود جيد ويشغل الأيدي العاملة. وأشار إلى أهمية المشروع القادم لإدارة شركة الكوكب الأزرق والمتمثل بمحطة العنقاء لتوليد الكهرباء من الطاقة الريحية ما يبشر بالخير لما فيه الخير لكل أبناء المحافظة.


الجدير ذكره أن محطة " العنقاء " المزمع إنشاؤها في المنطقة ذاتها باستطاعة 10 ميغا تعد الأولى من نوعها في سورية وهي قيد الترخيص حالياً وتتألف من 20 عنفة ريحية بارتفاع 40 متراً و باستطاعة 500 كيلو واط لكل عنفة، وسيتفيد منها حوالي 27 قرية في محافظة السويداء.