جمال عبيد - 25 -3 -2023
سُئلت من إحدى الصديقات أيهما أحب إليك – الأم؟ أم الوطن؟!!
أجبت؛ هما أمران بعدهما مرُّ ….
قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) عندما جاء رجل يسأله: " من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أبوك
" والفيلسوف جان جاك روسو* قال: "لو كان العالم في كفّة وأمي في الكفّة الثانية لاخترت أمي"
فيا صديقتي (رنا)، أمي هي جنّة الخلد بالنسبة لي، لن ولن أنسى وقوفي على باب دارنا بعد عودتي من سفري الطويل، وكلي لهفة لرؤياها، وهي واقفة ترحب بي وبأبنائي بابتسامتها الوديعة، وبقلبها المحب.
اعذريني يا صديقتي، ما اعتدت أن أرفض القضاء والقدر …!! ولكنني حينها فقدت صوابي، مستبعدة إياهما وانتظرت طويلاً … وناديتها بأعلى صوتي … أمي … أمي …
هل كان القدر أقوى منك؟! وقد عاندت الزمن بكل قواك!!! وتحديتِ المرض لتبقي عوناً لنا. وها أنا ما زالت على بابك واقفة وآهاتي تشقّ عنان السماء مرددةً آه يا أمي …
عم دق بابك تتفتحي…
الصدى جاوبني لا تندهي…
جيتك حاملي كل الوفا ليش هجرت على الهدا…
سامحيني إن كان قد بدا…
قلة المعروف وشوية جفا …
مش طبعي لكن الدهر أبى حكَم القدر وما حس بحدا…
بحياتك يا أمي لا تصديني ضميني وبعطفك احميني…
ببعدك يا أمي زاد حنيني حتى الصبر ما عاد يشفيني…
يا صديقتي، أمي قصيدة شعر منزهة، نقية، صافية، من الصعب ترجمتها، إلا أن قراءتها تحتاج لوضوء مسبق من قارئها …. ولتبقى حروفها بقدسيتها. هي الوطن الصغير، جذورها مغروسة في وطنها الكبير، فلنا فيه إرث لا نستطيع أن نتجاهله … فهو هويتنا وشخصيتنا اللتان تعززتا بوجوده.
وهو موروثنا من عادات وتقاليد وثقافة، دينية كانت أو اجتماعية، جميعها تمثلت في قاماتنا الوطنية أمام جميع المجتمعات. حقاً أن للأم دوراً هاماً … في كل هذا …
امي …. وطني
ووطني … أمي
فيا بلادي: اتمنى ألا ينال الشر شبراً من ثراكِ / ولكما كل الوفاء.
*جان جاك روسو: (سويسري الأصل) وهو محلل سياسي واجتماعي